مبادرة رئيس الجمهورية السيد الطالباني وان كانت متأخرة بعض الشيء ولكنها خطوة البداية في محاولة ايجاد حل واصلاح للشرخ السياسي الذي اصاب العلاقة بين قادة الكتل في وقت يكاد يكون الاخطر على العملية السياسية والحالة الديمقراطية الجديدة في العراق مع عمرها الفتي الذي تعيشه في البلد , وللأسف الشديد حيث بدل ان يكون حلفاء السابق في النضال في سبيل اسقاط دكتاتور العراق اصبحوا هم انفسهم اليوم منافسين واكثر من ذلك اصبحوا في حالة صراع من اجل مكاسب ضيقة وعلى حساب مصلحة الوطن والشعب الذي كان ينتظر ويأمل منهم غير ما يراه اليوم من تراشقات سياسية وصل حد لا يحمد عقباه و لا يدري احد ما نتائجه المستقبلية و انعكاساته على مؤيدي كل كتلة حيث يخشى البعض تطور ذاك الخلاف لينقاد الى مرحلة الصراع الغير سلمي وخاصة وان كل كتلة تدًعي انها الاحق بالمكاسب العالية التي يتمناها ويأملها ويعمل الجميع من اجلها .
هذه المبادرة وان قد لا تحمل من النتائج ما يتمناه الجميع ولكنها جاءت كمحاولة من صاحبها الى لملمة الوضع المتأزم بين الطرفان وان كانت نتائجها الى الان لا تبشر بوجود الحلول المناسبة لها لا فيه في ذات الوقت حملت رسالة الى اصحاب الخلاف بضرورة مراجعة النفس من اجل مصلحة من انتخبهم و اوصلهم الى ما هم فيه اليوم .وكان الشعب يأمل محاولات اخرى من قبل باقي زعماء الكتل السياسية من اجل اصلاح الوضع المتأزم لان كل محاولة ومسعى يبذل في هذا الموضوع فأنه بالتأكيد يصب في مصلحة العراق وشعبه لان البلد اليوم بحاجة ماسة الى ترك ونبذ كل الخلافات الضيقة والاهتمام بمصلحة هذا البلد والالتفات الى ما فيه خدمته وتطوره ونقل حاله مما هو عليه الى الافضل من ذلك .
المبادرة بحد ذاته خطوة جيدة ونأمل ان تأتي ثمارها ونتائجها قريبا وينجح صاحبها في تحقيق مسعاه الحميد في ذلك ...
هل تنجح مبادرة الطالباني في اصلاح الشرخ السياسي
