وقال عضو المرصد، عمر عبد اللطيف، في تصريح لوكالة شفق نيوز، إن "الأراضي المتأثرة بالجفاف والصحراوية والصخرية تشكل حالياً ٦٠% من مساحة العراق، وقد ترتفع النسبة إلى ٧٠% خلال العام المقبل إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأزمة".
وأضاف أن "غياب المعالجات الميدانية ينذر بتفاقم الكارثة البيئية وتوسع رقعة الأراضي غير الصالحة للزراعة"، لافتاً إلى أن آخر إحصائية لوزارة التخطيط أكدت بلوغ التصحر مستوى ٦٠%.
ويُعد العراق من بين أكثر خمس دول عرضة للتغيرات المناخية في العالم، بحسب تقارير الأمم المتحدة، فيما حذّر البنك الدولي في نهاية عام ٢٠٢٢ من تحديات مناخية طارئة تهدد البلاد، داعياً إلى تبني نموذج تنموي أكثر استدامة وأقل اعتماداً على الكربون.
وفي مطلع عام ٢٠٢٥، كشف المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان أن العراق فقد نحو ٣٠% من أراضيه الزراعية المنتجة خلال العقود الثلاثة الماضية نتيجة التغيرات المناخية، ما يشكّل تهديداً مباشراً للأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
وتفاقمت أزمة المياه خلال السنوات الأربع الماضية، مع انخفاض غير مسبوق في مناسيب نهري دجلة والفرات، حيث أكدت الهيئة العامة للسدود والخزانات أن الواردات المائية تراجعت بشكل كبير بسبب شح الأمطار والثلوج في مناطق المنبع.
ورغم تواضع الخزين المائي في السدود، أكدت الهيئة أن مياه الشرب والاستخدامات الضرورية مؤمنة لهذا الموسم والموسم المقبل.
ويواجه القطاع الزراعي في العراق تحديات متزايدة، أبرزها التطرف المناخي، أزمة المياه، وارتفاع تكاليف الإنتاج، ما أدى إلى تقلص المساحات الخضراء من نحو ٥٠% إلى ١٧%، وفقاً لتقارير بيئية.
كما ساهم التوسع العمراني على حساب الأراضي الزراعية في اختفاء مساحات خضراء وتحويلها إلى مناطق سكنية وتجارية، ما زاد من تلوث الهواء وعمّق آثار التغير المناخي.
وتؤكد وزارة الزراعة أن العراق بحاجة إلى زراعة أكثر من ١٥ مليار شجرة لتأمين غطاء نباتي كافٍ لمكافحة التصحر، فيما يرى مختصون أن إعادة تأهيل الغابات وزراعة هذه الكميات خلال السنوات المقبلة يمكن أن يُعيد جزءاً من الهواء النقي إلى الأجواء العراقية.
ويفقد العراق سنوياً نحو ١٠٠ ألف دونم من أراضيه بسبب التصحر، كما تسببت أزمة المياه بانخفاض الأراضي الزراعية إلى ٥٠%، بحسب تصريحات رسمية.
وتُظهر تقديرات منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" أن مساحة الغابات في العراق لا تتجاوز ٨٢٥٠ كيلومتراً مربعاً، أي ما يعادل ٢% فقط من إجمالي مساحة البلاد.