أوضح المركز، في بيان وكالات اعلامية أن العراق يشهد أخطر موجة جفاف منذ أكثر من ٢٠ عامًا، نتيجة انخفاض معدلات الأمطار بأكثر من ٦٠% عن مستواها السنوي المعتاد، فضلاً عن تراجع واردات نهري دجلة والفرات بأكثر من ٥٠% مقارنة بالأعوام الماضية، وفق بيانات وزارتي الموارد المائية والبيئة.
وأكد أن هذه الأزمة تأتي بفعل التغير المناخي العالمي وإجراءات دول المنبع، إلى جانب ضعف البنية المائية داخل العراق، ما أسهم في تقلص الرقعة الزراعية وتفاقم التصحر في مناطق واسعة من البلاد.
وبيّن المركز أن القطاع الزراعي يُعدّ الأكثر تضررًا، إذ تراجعت المساحات المزروعة بأكثر من ٧٠% خلال السنوات الثلاث الأخيرة، فيما انخفض إنتاج القمح والشعير بنسبة تقترب من ٦٠%، الأمر الذي ألحق خسائر كبيرة بالمزارعين ودفع الكثيرين منهم إلى ترك أراضيهم الزراعية.
كما أشار البيان إلى أن الثروة الحيوانية تواجه خطرًا متزايدًا، حيث نفق أكثر من ٣٠% من قطعان المواشي في عدد من المحافظات الجنوبية، فيما اضطر مربّون إلى بيع قطعانهم بأسعار متدنية أو النزوح نحو مناطق أقل تأثرًا بالجفاف.
ولم تسلم الثروة السمكية من آثار الأزمة، إذ انخفض الإنتاج بنحو ٥٠%، وتراجعت مساحات الأهوار إلى أقل من ٣٠% من حجمها الأصلي، مما تسبب بخسائر كبيرة ونفوق أعداد ضخمة من الأسماك، وحرمان أكثر من ١٥ ألف صياد من مصدر رزقهم.
وفي جانب اجتماعي شديد الحساسية، كشف المركز عن نزوح أكثر من ١٣٠ ألف شخص من محافظات الوسط والجنوب خلال العامين الماضيين بسبب تدهور الظروف المعيشية المرتبطة بشح المياه، محذرًا من تحولات ديموغرافية وزيادة الضغط على المدن الحضرية الضعيفة أساسًا في خدماتها.
وأضاف البيان أن الجفاف يفاقم تدهور البيئة، مع تهديد ما يزيد عن ٣٩% من الأراضي الزراعية بالتصحر، وارتفاع عدد أيام العواصف الترابية إلى أكثر من ٢٥٠ يومًا سنويًا، ما ينعكس سلبًا على الصحة العامة وجودة الهواء والمياه.
ودعا المركز الحكومة إلى اعتماد إستراتيجية وطنية لإدارة المياه قائمة على العدالة والاستدامة، وتعزيز الدبلوماسية المائية مع دول الجوار، وتطوير مشاريع التحلية وإعادة استخدام المياه، مع التحول نحو تقنيات ري وزراعة حديثة، وتقديم دعم عاجل للمزارعين ومربي المواشي والمنتجين السمكيين.
واختتم المركز بيانه بالتأكيد على أن مواجهة هذه الأزمة تتطلب عملاً تشاركيًا بين الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، إلى جانب تكثيف حملات التوعية بترشيد المياه والتكيف مع متغيرات المناخ.









