اكد الخبير الامني علي الحيدري ان المكونات السياسية في الموصل فشلت في التعاون فيما بينها وقدمت المدينة على طبق من ذهب للارهابيين .
واشار الحيدري ،الى ان "عصابات داعش تستخدم اساليب الجبناء ولا تستطيع السيطرة ومسك الارض لاكثر من ساعة وتستخدم اسلوب الكر والفر والهجوم المباغت والانسحاب ، وما يحدث في الموصل الان هو نتيجة طبيعية للصراع السياسي بين المكونات الكثيرة الموجودة هناك فهي تتصارع وتتطاحن فيما بينها ووجد الارهاب بيئة مريحة يعمل فيها ، ناهيك عن ان بعض الاطراف هناك اصلا تدعم الارهاب " .
واضاف ان " الانهيار السريع والمباغت بهذه الطريقة للقطعات العسكرية الموجودة في الموصل وعلى الرغم من ان الحكومة المركزية قد خصصت رصيد ضخم للقوات الامنية المتواجدة هناك ، فهو امر يدعو للاستغراب والشك وعلى الحكومة المركزية فتح تحقيق سريع وعميق في الموضوع واتخاذ اجراءات رادعة بحق القادة المقصرين ، واذا كان هناك ادعاء بتسلل اعداد كبيرة من الارهابيين ، وهذا شيء مستبعد ، فما هو دور استخبارات الحدود في متابعة الامر بمنطقة ربيعة الحدودية " .
وتابع " ان الموضوع برمته يحتاج الى معالجة من قبل الحكومة المركزية وفتح تحقيق واعادة السيطرة على المدينة ، لان الوضع يضع الحكومة في موقف صعب ومحرج ويؤثر على معنويات المقاتلين والمواطنين على حد سواء ، واستعادة السيطرة على الموصل ليس صعبا ويمكن خلال اليومين المقبلين تتم السيطرة على المدينة وانهاء الامر " .
واردف " بما ان المكونات السياسية في الموصل فشلت بالتعاون فيما بينها وقدمت المدينة على طبق من ذهب للارهابيين فمن الافضل الابتعاد عن الاطراف السياسية واخذ الحكومة المركزية اجراءات صارمة ضد كل من يتواطئ ويدعم الارهاب في المدينة وان كان طرفا سياسيا ، والضرب بيد من حديد على هذه العصابات الارهابية لانها تستحق ذلك " .
واوضح ان " الوضع في مدينة الموصل ليس مصيبة كبيرة انما هو تواطؤ من الداخل ومعالجته تتم بترك هذا الملف للحكومة المركزية لحين السيطرة التامة ومن ثم يعاد تنظيمه بشكل صارم بعيدا عن الملف السياسي " .
واستباحت التنظيمات الارهابية والمجاميع المسلحة اليوم الثلاثاء مدينة الموصل بجانبيها الايمن والايسر وعاثت فيها وقتلت وخربت ودمرت وسيطرت على مواقع مهمة ، الامر الذي استدعى ان يعلن رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي سيطرة داعش على المدينة وتقدمه باتجاه محافظة صلاح الدين ، وعلى اثره اتخذت الحكومة المركزية موقفا وخرج مجلس الوزراء ببيان طالب فيه رئاسة مجلس النواب بعقد جلسة طارئة وبحث اعلان حالة الطوارئ ، وتزامنا مع ما تقدم اصدرت رئاسة البرلمان هي الاخرى بيانا دعت فيه الى عقد جلسة نيابية طارئة الساعة الثانية عشر ظهر يوم الخميس المقبل لمناقشة اعلان حالة الطوارئ والطلب من رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة بيانا رسميا مع حضور رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي الى الجلسة لبيان تفاصيل الموضوع وطلب اعلان حالة الطوارئ " .
