بعد شهرين على طرح ورقة الاصلاح من قبل التحالف الوطني .. توالت اجتماعاته حتى وصلت الى ثمانية؛ تمخضت عنها تشكيل لجنة موسعة من تسعة اعضاء مثلت طيف التحالف وتشكيله السياسي وهدفت الى تحديد اسباب الازمة السياسية الحالية ووضع الحلول المناسبة للخروج بها من ميدان التأزم الى ساحة الانفراج ... وانبثقت عن هذه اللجنة ثلاثة لجان فرعية عكفت على دراسة ابسط الملفات العالقة والخلافية بين الكتل ، وهي :

اعترفت عصابات القاعدة انها شنت مذابح الابادة ضد الشعب العراقي قبل اربعة ايام ثأرا لطارق الهاشمي الذي صدر بحقه حكم الاعدام ، قرار اعدام لفظي لاقيمة له يجب ان يموت بسببه مئات المواطنين الذين لا علاقة لهم بالموضوع ، قرار اعدام لفظي لاقيمة له صدر في بغداد وهي متهمة بأنها رتبت سيناريو…

لوحوش الغابة صفات واضحة ومكشوفة ومخيفة تنقض على فريستها بدون إن تضع أي اعتبار لها وتأكل حتى تشبع وهي واضحة في طبعها ولا تراوغ ، ومن حولها يعرفون ماذا تريد بوضوح وما يطابق صفتها فيتصرفون بما تملي عليهم المحافظة على حياتهم .

يتساءل البعض عن سبب عنواني العريض هذا وربما سيقول عني ما يقول ولكن الحق كلمة يجب ان تقال مهما كان ثمنها فانا لا اريد ابداً ان اكون شيطاناً اخرساً في وقت لا يستدعي منا سوى قول الحق .

بدى مخيفا جدا ظهور النور اخر النفق فالذي يحمل في جعبته مايخشى ان يراه الناس في وضح النهار لابد ان يسارع الى اخفات ذلك النور بكل السبل , وما اكثر الوسائل التي تتوفر في بلد مثل العراق .

من بديهيات الحياة ان الشجرة المثمرة دائما ما ترمى بالحجر، وحال امين العاصمة صابر العيساوي لا يتجاوز هذه القاعدة فهو ما زال يحاط بمجموعة من الذئاب التي وفدت الينا عن طريق الديمقراطية جائعة نهمة تريد الاطاحة بكل شيء تصيره وتحوله خبزا يؤكل ومالا يجمع فمن من المؤسسات انجزت ما انجزته الوزارة، وزارة الكهرباء التي صرفت ما يقارب من ٣٤ مليار دولار على مشاريع وهمية لا توجد سوى بخيال السراق الذين مازالوا بحاجة المزيد من السلب والنهب، وزارة الدفاع ام وزارة الصحة من الوزارات والمؤسسات استطاع ان يحذوا حذوا الامانة التي لا تراها سوى عاملة ليل نهار وتحقق ما تستطيع وما لا تستطيع برغم انها تسير بين الغام زرعها البعض من النواب والمسؤولين واصدقائهم وعوائلهم واقربائهم الا انها تسير بسرعة مقبولة لجميع الاطراف.

في ما كتبه الزميل عدنان حسين تحت عنوان "شكرا لمن يجعلني ابتسم" وكذلك ما كتبه الزميل احمد عبد الحسين في قرطاسه "لماذا تنتقد المالكي .. يا أخي؟" (وما أكثر أولاد حسين في جريدة "المدى")، كشف لظاهرة قلة أدب تقوم بها ميليشيات مسلحة بكل أنواع البذاءات والشتائم ومدربة تدريبا منظما للدفاع عن حزب الدعوة و"دولة القانون". هذا الحزب يفترض بمؤيديه وأنصاره ان يكونوا من "المؤمنين" لا من خريجي الشوارع وبقالات "الفشار".

صحت محافظات العراق يوم الأحد ٩/٩/ ٢٠١٢ على أصوات الانفجاريات التي استهدفت المدنيين الأبرياء والتي راح ضحيتها العشرات وكانت العمليات منظمة بحيث غطت مساحة جغرافية واسعة تدل دلالة واضحة على إن للمجاميع الإرهابية خلايا نائمة في كل محافظات العراق بإمكانها إن تزعزع الوضع الأمني في الزمان والمكان الذي تختاره , وبالمقابل تقف الأجهزة الأمنية عاجزة عن صد هذه الهجمات رغم تحرزاتها الأمنية التي باتت تعيق حركة المواطنين اليومية .

لانأتي بجديد ، ولانلقي بالتهم جزافا ، اذا ما اكدنا ان جميع شركاء العملية السياسية لم يقتنعوا بما حصلوا عليه من مناصب وحقائب وامتيازات ومكاسب, ولانجافي الحقيقة اذا قلنا ان البعض متربص بالبعض، وان البعض يلوح للبعض باوراق ضاغطة اوجدها غياب الثقة وسوء الظن وحب التسلط ومرض الاستحواذ .

جرى على العراق ما تدك له الجبال، وعاش في محن هن عصارة خبث أبناء الشياطين وحزب الملاعين وظل مقوس الظهر لكنه لم ينحني ولم يركع، لكن ضغط الحمل الثقيل أبلى جسده وأغشى عينيه فضاق عليه فضائه وبعد قرون عجاف جاءته استراحة فتنفس الصعداء وسار من غير قيد وظهرت ترنيمه على شفاه توشحن بالسواد فتكسر تكلسها ونطق برعمها الذي لم يتعود البزوغ فلتهم كل الضوء وعاش معه ومضه، ثم برق الرعد ومرق السهم ونطق غول التكفير برسالة الإرهاب فكانت أتراح بعد أفراح.