وأداً للاحتملات وتصويبا للخلل الحكيم يدعو الى قانون ينتظم العمل المجتمعي

قوّم سماحة السيد عمار الحكيم.. رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي "دام ظله" عمل منظمات المجتمع المدني، ووجه اداءها الى ما يفعل الانتماء للعراق، من خلال الاسهام الجاد، في معالجة القضايا العالقة، التي تمس وجود الفرد؛ تمتينا لعرى التعاشق، بين الوطن والانسان.
رجح سماحته الاحتمالات السيئة، في حال تجاوز الخط الاحمر للانتخابات، خلال كلمته في المؤتمر الوطني الثاني لقادة وناشطي المجتمع المدني في مكتبه السبت الماضي.. الثاني من تشرين الجاري، داعيا الى تنسيق العمل المجتمعي، بقانون ينتظمه، ويتيح لتشكيلاته الاستمرار الجاد، الضامن لاستقلالية أدائها، إزاء محاولات التدخل المباشرة الى صلب عملها؛ بغية تمرير اغراض لا تنضوي تحت جدول اهدافها.
قصى سماحته احتملات الاقحام، المتوقعة، ممن يداهمون العراق، بتعطيل الانتخابات، كي يستمروا مدة اطول في الاستيلاء على القرار الرسمي، وتهيئة اجواء انحيازية، لذواتهم، على حساب موضوعية النتائج، بلوي المجريات الديمقراطية وتكييف الدستور لصالحهم، حتى لو ابتدعوا سابقة يحاسبهم الله.. جل وعلا.. بشأنها.
وأد الحكيم كل هذه الاحتمالات بتصويب العمل، نحو قانون خاص بمنظمات المجتمع المدني، التي عدها اساس انتاج الدولة العصرية العادلة، محددا الاطر العامة، لبنية تؤسس بالناس ومنهم ولهم، بما تنشره من وعي، يشكل أخطر مهامها.
توزعت كلمته "دام ظله" بين اشتملات الواقع، بالتساوي، إذ اشار الى ان عدم اجراء انتخابات نزيهة، في موعدها، من شأنه إثارة فتنة لا يحاط بشررها اللاهب.
شجع المنظمات على نشر ثقافة الاختلاف الايجابي والتباين المغني ووابتكار المبادرات، مذكرا اياها بالحفاظ على توصيفها، كمنظمات يجب ان ترفض التحول الى احزاب سياسية او تطويها ايديولوجيات تحت معطفها.
موطدا الثقة بها ايمانا منه بقدرة المجتمعات الفاضلة على ترصين التجارب وتقويم الاداء، مهما انعطفت الثورات في بداياتها عن حاجات المجتمع وقفز عليها نهازو الفرص، محذرا من نتائج المنعطفات العشوائية التي تمر بها العملية السياسية، خاصة وان الارهاب ما زال كابوسا يجثو على احلام الفقراء، مدعوما من دول لا تريد بالعراق عافية.
واضعا الشعب امام مسؤوليته في مؤازرة الحكومة للاجهاز على الارهاب، قصد تحقيق التكامل، في الحقوق والواجبات؛ ما يحد من انفلات القرار الرسمي تفردا، من جهة، وايقاظ الفرد من سباتِ عبء الاتكال على الدولة، من جهة.
ربط القوى الشعبية والسياسية في اضمامة أسماها "الثوار الانسانيون" متخذا من الوعي سلاحا نظيرا للآلات الجارحة والفرقعات النارية الساحقة، باعتبار العقل بديلا امثل عن القتال، في تنفيذ الثورات المعاصرة، بعد افول الكولنيالية تطورا مدنيا متسارعا في العالم الحديث.
حث الحكيم العراقيين على ادراك اهمية حسن الاختيار، انتخابا لمن يمثلهم في ادارة دفة القدر الوطني الذي تتلاطمه امواج الساسية الهائجة من حولنا.. اقليميا وعالميا، لذا يتوجب على الناخبين وضع الحديث النبوي الشريف "استعينوا على كل مهنة بصالح اهلها" نصب اعينهم في الاختيار؛ كي لا تمتلئ صناديق الاقتراع بـ "سيء اهلها".
كلمة قصيرة، القاها السيد في المؤتمر، جَسّمَ بها ابعاد التجربة واضاء اركانها، راسما شكل الحكومة المقبلة امام الشعب وبه ومن خلاله وله، ولم يبقَ سوى ان يفقهوا القول ويتمثلوا احسنه، عاملين به دستورا مدنيا لمنظمات مجتمع مقبل على مفترق طرق، يجب ان يتقدم من خياراته على اعتاب المنعطفات، برؤيا واضحة وعقل ثابت من دون تردد ولا ارتباك.