معذرةً لكل من أساء فهم المفردة (هتلي) لكن الضرورات تقدر بقدرها. فمفردة الشؤم التي لازمتني لم تأتي من مبغضٍ ولا حاقد, فقد قالها بحقي أكثر شخص يستحق مني الثناء والتبجيل وأشعر بجنبهِ للراحة والسداد ومرضاة الباري عز وجل. والدي العزيز نعتني يوماً بـ (الهتلي) لعدة أسباب وأبرزها, عند تأخري بأداء فريضة الصلاة بوقتها أو حين أوارب على الأكل خلسةً في شهر رمضان! فبعد مضي وقت الصلاة يأتي والدي حاملاً بيديه نعلٍ ويريد إن يضربني كي لا أنسى واجبي الديني اتجاه خالقي ومعبودي, فحصدت ثمار ما فعله أبي حتى نشأت على حب علي بن أبي طالب عليه السلام وأريد أن أعيد معكم في سطور قراءة التاريخ لكن بطريقتي الهمجية أو الفوضوية!
منذ ١٤٢٠ عام على أقل تقدير وجميع الكتاب تخط سطوراً عديدة عن بيعة الغدير وتنصيب الأمير للولاية, حتى أصابت الكلاسيكية طرحهم, وهم محقون بكل ما يقولون فأغلب كتاباتهم تبدأ بحديث "من كنت مولاه فهذا علي مولاه" وو الخ من الأحاديث . لكني سأركز على حديث متفق عليه وهو " أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و (عترتي),(سنتي)..! كلاً حسب ما يهوى ويراه مناسب, لا ضير أن نعيد قراءة التاريخ من هذا الحديث ونرى أيهما اصح بالإتباع والتصديق من قبل الجمهورين!
نبدأ البحث بسؤال لا يخلوا من الأهمية, أن كان قول النبي محمد صلى الله عليه واله "وسنتي" فلما رفع يد علي عليه السلام؟ وبعدها نادى الجميع ب (بالروح بالدم نفديك يا علي). لا بل حتى الخليفة الثاني عمر قال حينها " بخ بخ لك يا أبى الحسن اليوم أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ومسلمة).
أذاً حجة الوداع الذي حضرها المسلمون جميعهم, والذي بلغ عددهم حسب ما ذكره أبن الكثير ١٢٣ الف مسلم شهد لولاية الأمير. وهذا بديهي ف " ما قاله الرسول فخذوه وما نهى عنه فانتهوا" وبخلاف الحديث من ارتضى لنفسه ان يأخذ الخلافة من علي عليه السلام فقد خالف كلام النبي هو كافر ومستهين وفي عداد الحمقى..! لأنهُ يعد نقض واضح وصريح للدستور الإلهي ولكلام الرسول الأكرم صلى الله عليه واله. والتاريخ لا يمكن تصحيحه, لكن يمكننا أعادة قراءته مجدداً وتحديد نقاط الخلاف أو الأختلاف, رغم إنني لا اعرف بخزعبلاتكم ونهجكم المتبع (الواجب, والمستحب, الحلال, والحرام, المرغوب, والمكروه ووالخ!) كما ولا افهم بالشرك الأكبر والأصغر, لكن كل ما اعرفه أن لي رب يجب أن اعبده وأصلي وأسلم على نبيه وال بيته الأطهار, كما واجزم على ان ربي الذي اعبده يراني وانا اخط هذهِ السطور فهو موجود في كل مكان "لا تدركه الأبصار ولكن تدركه العقول" واعلم أيضاً أن مواربتي بترك الصلاة والأكل في رمضان قد قبلا وحسب لي الأجر من ربي الغفور الرحيم, لأني لم أحرف ما قاله نبيه ولا اعمل بخلافه واشهد لهم بغيبتهم كما اشهد بوجودهم. ولا اطلب شيء من دنياي سوى حسن العاقبة ومرضاة الباري عز وجل.
"هتلي" يعيد قراءة التاريخ..!
