تناولت وسائل الاعلام الغير رسمية امس الاول عن نية ائتلاف دولة القانون الطلب من السيد عمار الحكيم زعيم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي التوسط لدى الزعماء الخمسة لحل الخلاف الحاصل مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعد تهديدهم له بسحب الثقة واليوم صرحت وسائل الاعلام الرسمية عن صحة المعلومات التي تناقلتها وسائل الاعلام اول امس,
فيا ترى هل سينجح الحكيم في اقناع اطراف الصراع في التوصل الى حلول وسطية تضمن موافقة ورضا الجميع .

تسعى دول العالم في كل بقاع الارض الى تقديم افضل الخدمات لابنائها, وتتسابق على معالجة الظروف الاستثنائية التي تمر بشعوبها من قبيل الهزات الارضية او الفيضانات او الكوارث الطبيعية, وقد تكون ارتفاع درجات الحرارة من اسهل هذه المشاكل التي تواجه هذه الدول وتكتفي فقط بابداء التوجيهات والنصائح لكبار السن والنساء والاطفال بضرورة البقاء في المنازل والاكثار من تناول السوائل والمرطبات والاستمتاع بالتبريد المركزي مع انها تترك الباب مفتوحا للراغبين بممارسة هواية السباحة او اخذ دوش سريع في الشوارع العامة والنافورات.

ولدت العملية السياسية من رحم الأزمات وعاشت معها, فما يعلن عن تجاوز أزمة فإذا بنا نرى أن أخرى قد أطلت بقرنها، وكأن العراق قد كتب عليه أن يعيش الشقاق والجدال بين ذوي الرأي وأهل الحل والعقد لتعيش جموع الناس المعاناة والحرمان وانتظار الفرج إلى أمد غير معلوم.

تتعالى أصوات وتخبو أخرى في ظل الصراع المحتدم ومع ولادة اصطفافات جديدة على حساب التحالفات الأصلية التي كانت تحرك الساحة السياسية نرى ان بعض الخارجين عن طوع القوائم النافذة بدءوا يتعرضون لحملات التسقيط والاستهداف، وأخرى رواج أنباء عن تراشقات بين الحزبين الكرديين بسبب الموقف…

شكلت انتكاسة الخرق الأمني الفاضح قبيل وفي يوم ذكرى استشهاد الإمام مُوسى بن جعفر"عليه السّلام"، والتي راح ضحيتها العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى على حد قول الناطق الهمام باسم قيادة عمليات بغداد حداً فاصلاً لكلّ ترّهات الحكومة ومؤسساتها الأمنية، والتي عادةً ما شنفت أذاننا بفضيلة نجاح الملف الأمني كواحدة من حسنات حكومة المالكي المتهالكة.

تعرضت مسيرة المجلس الاعلى الاسلامي في العراق الى منعطفات عدة خلال السنوات التي تلت التغيير .......فبعد امتداد سريع والتفاف جماهيري واسع حول رمزه الاول محمد باقر الحكيم نال الارهاب كيان المجلس مستهدفا قائده في فترة كان فيها العراق في واقع العوز لدوره...

باستمرار يكرر الكثيرون حقيقة باتت تعد بديهية من أوضح البديهيات، التي لا يشوبها اللبس ولا الغموض، ألاّ وهي انه مادامت الأزمة السياسية في البلد قائمة ومستفحلة ولا يوجد أفق لحلها ومعالجتها، بل وفي أدنى التقادير حتّى حلحلتها بشكل أو بآخر، فأن الأوضاع الأمنية المتردية لا يمكن إصلاحها بصورة حقيقية وجذرية.

لما حزني مكبل والإرهاب حر, لما حزني فضائه مقيد ولا يتسرب, والإرهاب قبته مفتوحة تكبل حزني بقيود الشرف ودعاء كميل, ولغرقي في بحر الذهول للإرهاب راعي يدعمه, وراعينا سافر إلى الأنـــــــــــــا ,

هذه أولى رسائل التهديدات التي أطلقتها وتطلقها بعض الجهات مع كل اختلاف وتقاطع مع مصالحها، وآخرها أزمة سحب الثقة حيث سمع الجميع: إنّ كلّ الخيارات مفتوحة!!. وغير هذه التهديدات فان الإرهاب بكل صنوفه وفصائله يعد العدة لكل مناسبة دينية وخاصة مراسم الزيارات الشيعية التي يعتبرها أعداء…

الازمة المتصاعدة في جوهرها ازمة ادارة واختلال علاقة بين الدولة وشعبها.. فما دامت مواقع القدرة هي اموال النفط والسلطة والدولة، فسيعيش العراق هذه الازمات باشكال متكررة ومتجددة..