أسرني احد السادة النواب الأجلاء ان السيد رئيس الحكومة لجأ إلى تكتيك جديد تمكن عبره من تفتيت بعض الكتل المنضوية في ائتلاف العراقية وهو يعول عليه كثيراً لكسب رهانات المرحلة المقبلة وصولاً إلى تحالف كبير ينوي إعلانه قبيل الانتخابات النيابية يضم بعض أجنحة حزب الدعوة والمستقلين…

ترنيمة التبجح بالدستور والرضوخ إلى قواعده ومنظومته التي صاغها الفرقاء فيما بينهم أضحت ضحية أخرى من ضحايا أرباب المشهد السياسي العراقي، ففي كلّ مرة ينشب فيها خلاف وتقرع طبول الحرب تبرز الأصوات الداعيّة للعودة للدستور كونه الشاخص والبوصلة التي ترسم المسار، وتضع النقاط فوق حروفها الأبجدية، والكتاب الذي لا ينتابه الشك، ولا يخالجه الوهم، ولأنه نتاج إجماع الجميع، فبالتالي لا يُمكن إلاّ أنّ نعود لبنودهِ ومواثيقه.

مقدمة:
شاء الله أن يخلق على وجه الأرض موجوداً، يكون فيها خليفة، ويحمل أشعة من صفاته، وتسمو مكانته على مكانة الملائكة، وشاء سبحانه أن تكون الأرض ونعمها وما فيها من كنوز ومعادن وإمكانات تحت تصرف هذا الإنسان.

لاتخرج أزمة سحب الثقة – سواء كانت مختلقة أو مدبرة أوعفوية أو مقصودة – لا تخرج عن ثلاثة أمور ولا تتعداها:

قد يتراءى للبعض من رواد الأزمة والمطبلين لها أن الحلول التي يتحدثون عنها أفكار عبقرية أنتجتها قدراتهم السحرية وجهودهم الذاتية فراحوا يتحدثون عن أمور باتت في قرارة أنفسهم من المسلمات، كونهم الأقدر على تسييرها وجعلها أمر قابل للتحقيق من غيرهم ومنها عملية إجراء الانتخابات المبكرة…

مراهنات كسر الإرادات وإقصاء الآخر وشعارات النصر الوهمي غادرت حسابات الفرقاء السياسيين ورواد الأزمة، ويبدو ان حضانتهم الطويلة للأزمة والذي أدى إلى تفقيس كل هذه الأزمات والتي يصارعها العراق لم يأتِ بالنتيجة المطلوبة، من تفريخ مكتسبات وتوليد غنائم بل انعكس سلباً على الحاصل القديم…

مرور الزمان كفيل بكشف الفضائح وهو كفيل بنشر الفضائل، استطاع السيد خضير الخزاعي نائب رئيس الجمهورية القيادي في حزب الدعوة من الاستيلاء على قطعة الأرض في منطقة العطيفية والبالغ مساحتها ٦١٢،٥م، وبمساعدة نوري المالكي الذي أعطاه الشرعية والموافقة على استملاك الأرض وبسعر زهيد ٣١ مليون دينار عراقي، حسب كتاب الأمانة العامة لمجلس الوزراء وينص الكتاب المعنون إلى أمانة بغداد بتحويل قطعة الأرض إلى سكنية عام ٢٠١٥!.

لا يمكن أن يتصف بإنسان من يكذب, ولا يصلح من طوع القلم بالتجديل والتكذيب وقلب واقع وتغيير حقيقة, فالإنسان إنما يحيى بالفكرة ويخلد بما يدونه اليراع فإذا حكم على هذين العنصرين بالكذب والتزوير فهو في عداد الأموات لأنه زور الماضي وألغى الحاضر، فماذا يعني المستقبل غير الموت وللأسف…

لم أكن اعلم بأن القضية بسيطة ولا تحتاج التفكير او انها تحتاج فلسفة في السياسة بأنها مضرة للشعب العراقي او لا كما قال السيد مقتدى الصدر بان الأزمة السياسية ممكن ان تضر بالشعب العراقي وهو سبب تراجعه أو عدم دخوله في قضية استجواب رئيس الوزراء، فأين كنت ومتى ستعرف ما يضر وما ينفع يا…

يبدو أنّ خارطة الواقع السياسي في العراق تسير باتجاه تفجير الموقف الداخلي والسير الحثيث نحو بوابة الفوضى الخلاقة والفراغ والاحتراب السياسي والطائفي مع وجود مؤشرات كثيرة تنبأ بهذا المستقبل المحزن والذي تعمل على تهيئة الظروف المناسبة له الاطراف المشاركة في حكومة الشراكة الوطنية…