أن نتوجع لوجع الوطن، فهذا أقل ما تُقدمه الأجساد لأوطانها..! أن تذرف العيون دموعاً هتون، إذا ما لاح لائح الفتنة في أفق الوطن؛ فهذا - ورب الكعبة - لثمن بخس إذا فكرنا أن نُثمِّن تُراب العراق الذي لا تُساويه كل الأوطان مُجتمعة ولا القناطير المُقنطرة من ذهبٍ وفضة..!

في ٦ كانون الثاني من كل عام يحتفل العراق بيوم الجيش.. وهو المؤسسة الاكثر تنظيماً وقوة في البلاد.. لذلك حظي دائماً باحترام الشعب والقوى السياسية.. فهو عنوان كبير للوطنية والسيادة.... فالجيش عامود اساس للدولة، ليس في العراق فقط بل في جميع دول العالم،

الاسلوب الخبيث الذي تم بموجبه استدراج الناس البسطاء الى التظاهر السلمي اولا- وفيهم اهالي بعض المسجونين وفيهم عاطلون يبحثون عن فرص عمل وفيهم من لم يتقبلوا العملية السياسية الجديدة – وتحويل هذه التظاهرة الى عصيان وقطع الطريق الدولي ومن ثم تحويل المكان الى ملاذ آمن وستراتيجي لعصابات القاعدة التي تسرح وتمرح في صحراء الرمادي مستفيدة من الحدود الشاسعة المفتوحة مع سوريا ومنتهزة هذا الوضع والظروف التي هيأتها ساحات الشر.هذا الاسلوب لم يكن خافيا على الرأي العام العالمي والعربي والعراقي كونه امتداد اوخيط من خيوط المؤامرة التي

قد يختلف ابناء بيت واحد؛ لكنهم لايتفقون على هدم جدرانه، وربما نختلف في المصالح الخاصة لكن المصلحة العامة أهم، وقد نتخالف في الفكر والأراء، لكن ما يجمعنا وطن واحد ومصلحة مشتركة وعدو لا يفرق بيننا على أساس الهويات؛ وربما نقول إنه يضرب هنا أكثر لكن الهدف واضح؛ ضربه بعضنا ببعض.

انقل ما يطرح من تساؤل في الأوساط الثقافية والسياسية ممن يعيب على المجلس الأعلى بقيادته ، هذا الغموض بالموقف السياسي ، وعدم وجود مثل هكذا مواقف في مجمل العملية السياسية ، وما شابها من تشنجات ،وصراعات وصلت إلى حد المواجهات في البعض منها ، حتى اعتبر البعض أن المجلس الأعلى وحكيمه لا يملكون رؤية لمجمل هذه المواقف السياسية ، حتى عده البعض انه تغريد خارج السرب ، أو انه جالس على الجبل ينظر ما يجري في الأسفل ، وكل تلك الأقاويل والتساؤلات ربما تكون مشروعه لمن لم يقرا بوضوح أيدلوجيه المجلس الأعلى وقيادته .

بابتسامة ملغومة تبشر المستشارة مريم الريس قرب إطلاق الموازنة المالية لعام ٢٠١٤ من ادراج مجلس الوزراء المكرم وإرسالها الى مجلس النواب المتعب والمنقسم على ذاته بسبب أحداث الرمادي وصولة الصحوات والعشائر بعد ان يكون مجلس الوزراء قد انتهى من مراجعة الموازنة وتكفلت بغداد بدفع المقسوم للشركات المنقبة عن النفط في الاقليم وهذا الدفع كان محور لقاء السيد المالكي بالسيد نيجرفان بارزاني.

كلما اُعيد قراءة ممارسات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الامنية والسياسية الخاطئة وكيفية معالجته للملف الامني داخل العراق كلمايزداد السؤال عليّ الحاحا وهو يشير الى :

يحكى ان شاعرا فاشلا دخل في سباق علمي كبير بنظرية شعرية اثارت هواجس ومخاوف الاخرين الذين جاءوا بنظريات تتماشى مع طبيعة السباق العلمي وقد كانت نظرية هذا الشويعر مجسدة بقصيدة لطيفة ومع اعتراض اللجنة الا ان هذا الشويعر اصر على المشاركة واطلاق نظريته الشعرية وعندما جاء دور صاحبنا لالقاء نظريته الشعرية صال وجال باختيار المفردات والتلاعب بها الا ان اللجنة لم تمنحه براءة اختراع وطلبوا منه شيئا مميزا حتى يمكنه مواصلة السباق فاجتهد بكل قوته واطلق مخيلته العاصفة بالقول "كاننا والماء من حولنا ...قوم جلوس حولهم ماءُ" فما كان من اللجنة الا الغاء مشاركته وطرده شر طردة لانه اثار الفوضى وتسبب بهدر الوقت والاساءة الى العلماء والمفكرين.

في هذا اليوم الأغرّ، يومك أيها الجندي العراقي، يا رفعة رأس الشعب، وذراعة الضارب، وخيمته العالية، ووقاء الوطن والأهل، في يومك هذا تتطلع العيون نحوك أيها الجندي الباسل، الذي جاد بالروح لتسلم الأمة، في يومك، وفي هذه الأيام العصيبة التي تعصف بالوطن، وتطوِّح بالعراق (لاسمح الله) تتطلع اليك لتكون قطب الرحى، ومحل الإجتماع وعِصابُ الجراح، ورأب الصدع، ورفاء الفتق.

مثلما كان يفعل نظام صدام حين كان يهيج الأوضاع، ويجيش الجيوش تروح ماكنته الإعلامية تشتغل بضجيج الأغاني والمهرجانات الشعرية و«الهوسات» في الشوارع لكي يقول إنه انتصر على أعدائه.