تبكي الأم بدموع ساخنة أمام شاشة التلفزيون ابنها المفقود ضمن ضحايا سبايكر، تختلط الكلمات بنشيج الحزن، فتخرج بليغة معبرة واضحة كأنها منحوتة على الشاشة.

قتلت أمية على الساتر حين كانت تقاتل تنظيم داعش الإرهابي على تخوم ناحية العلم إحدى المدن القريبة من تكريت مركز محافظة صلاح الدين شمال العاصمة العراقية بغداد قبل عدة أشهر، كانت العلم تنهار، وكانت أمية ترفض النزول من الساتر،

على غير العادة التي درجنا عليها منذ أشهر ومع تصاعد جرائم تنظيم داعش في دول عربية والهبة التي نتجت عن جرائمه ضد مدنيين في سوريا وليبيا ومناطق شمال أفريقيا وجريمته البشعة بذبح المصريين على شواطئ سرت الليبية، وقبلها فظاعة جرمه حين أحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيا،

ما لا يدركه الشعب العراقي, وسط انهماكه في الحروب الإعلامية و الميدانية, أثر كلمة التغيير التي أطلقتها مرجعية النجف الاشرف, على مفاصل الحياة بجميع جوانبها ما بعد التغيير.

- إذا قلنا إن العراق سقط مع صدام، فهذا بلد لايستحق الإحترام لأن الدول أكبر من حكامها.

كشفت الظروف السياسية الحالية, إن هناك صراع بين قوتين متضادتين, هما الإسلام والإرهاب .

حماستهم مُبهِرة، وأهدافهم مُفاجِئة، وخطواتهم في تحقيقها.. لها مدلولها الصريح، الذي يعبر عن مدى سفاهة معتقداتهم، بأهدافهم وطريقة تحقيقها، يكشفون لنا كيانهم البربري، ومعتقداته الهدّامة، فلا داعي للتفكير في أصل تكوينة داعش..

يَصْعب فِهم خيوط التأثير السياسي، وما نظنه قصيراً، هو في الحقيقة متفرع جداً، وعابر للحسابات التي غالباً ما تكون غير مدروسة، أو لَيسَتْ دقيقة، تفتقر إلى التحليل الموضوعي، ومحاولة الإستفادة من المعطيات..

أنْ تكون أميناً لبغداد، حاضرة الدنيا وعاصمة التأريخ، فهو شرف ما بعدهُ شرف، لكن أنْ ترفق ذلك الشرف بنظرية..

تعتبر معركة تكريت من المعارك المصيرية سياسياً وتاريخياً, والفيصل أمام تقدم القوات العراقية أو تراجعها, أذا لم تكسر شوكة داعش.