تصديقا لما ذهبنا اليه في الجزء الثاني من هذا الموضوع حول مشكلة نقص مياه الشرب في بعض مناطق العاصمة بغداد ،اجد من المهم الاشارة الى البيان الصادر عن مديرية العلاقات والاعلام في امانة بغداد في صيف العام الماضي الذي ورد فيه ان امانة بغداد وهيئة خدمات بغداد التابعة لمجلس المحافظة تناولتا مشكلة نقص الماء الحاصلة في مناطق سبع قصور واحياء طارق والمنتظر والكفاءات والفحامة والنصر والبتول ومنطقة الزعفرانية ،مضيفا في الوقت ذاته التأكيد على ضرورة تفعيل الطاقة القصوى لمجمعات ومشاريع الماء وتوفير الوقود اللازم لضمان استمرارية عملها .وبعيدا عن العاصمة وانشغال اعمدة بيتها السياسي بتداعيات الازمة الحكومية التي اقضت مضاجع الحالمين بغد جديد ،ننتقل جنوبا الى محافظة ذي قار لنطلع على انموذج من معاناة اهلها الطيبين ،حيث سجلت ناحية سيد دخيل التي ابتليت بلدغات الافاعي القاتلة لسكانها هجرة أكثر من (١٠٠٠) عائلة الى مركز مدينة الناصرية ومحافظات النجف وكربلاء والبصرة بحسب اخر احصائية اجرتها جهات رسمية في الناحية ؛بالنظر لتفاقم أزمة المياه التي تتعرض لها هذه الناحية البائسة منذ مدة طويلة .جدير بالإشارة ان عملية تجهيز المواطنين بمياه الشرب التي تجري بوساطة السيارات الحوضية اسهمت بزيادة تداعيات الازمة لعدم كفاية كمياتها .وتعبيرا عن ادراك مجلس محافظة ذي قار جسامة هذه المشكلة ،اتخذ المجلس سلسلة اجراءات وصفها بـ (الطارئة ) في ناحية سيد دخيل لإسعاف السكان من ازمة شح المياه التي تعاني منها .اذ اقر المجلس ( ١٢ ) توصية طرحتها لجنته لحل ازمة شح مياه الشرب والسقي في الناحية بحسب رئيس اللجنة الزراعية في مجلس المحافظة .ويضاف الى ذلك ان ناحية الاصلاح شهدت هجرة جماعية بسبب شحة المياه التي ضربت الناحية ،ما اجبر المواطنين على الهجرة القسرية الى المحافظات الجنوبية الاخرى مثل البصرة والعمارة وغيرها .
في امان الله اغاتي .
عطش في شاطئ الماء !! ( الجزء الثالث )
