وقال المصدر في تصريح، بحسب وكالات اعلامية، إن "التصريحات الأخيرة للمسؤولين الأمريكيين كانت خالية من المضمون، ولا تستند إلى منطق سياسي واقعي"، محمّلاً هذه التصريحات مسؤولية تعثر مسار التفاوض بين واشنطن وطهران.
وأضاف: "تلقّت الجمهورية الإسلامية رسالة غير مباشرة عبر سلطنة عمان، تقترح عقد جولة المفاوضات يوم السبت المقبل في العاصمة الإيطالية روما، لكن إيران لم توافق على هذا الموعد حتى الآن، نظراً لاستمرار دراسة الوضع السياسي والدبلوماسي الراهن بدقة".
وشبّه المصدر الأجواء الحالية المحيطة بالمفاوضات بأنها "تحوّلت إلى ساحة صراع سياسي حقيقي، تتجاوز كونها محادثات دبلوماسية عادية".
وأكد أن "المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي عبّر بشكل واضح عن رفضه للتصريحات الأمريكية الأخيرة"، مضيفًا: "المواقف غير العقلانية التي أطلقتها واشنطن في الأيام الماضية أثّرت سلبًا على مسار التفاوض. نأمل أن يعود الجانب الأمريكي إلى قدر من الحكمة، لأن التصعيد اللفظي لا يخدم أي طرف".
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار التوتر بشأن الملف النووي الإيراني، مع استمرار الخلافات حول ملفات جوهرية، أبرزها مستوى تخصيب اليورانيوم والعقوبات المفروضة على طهران.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، استعداد بلاده لاستضافة جولة جديدة من المحادثات بين طهران وواشنطن، مؤكداً أن روما تتابع مسار المفاوضات عن كثب.
وقال تاجاني: "نؤمن بأن حل الملف النووي الإيراني يجب أن يتم عبر الحوار والدبلوماسية، ونعلن مجددًا استعدادنا لاستضافة المحادثات في روما، إذا قررت الأطراف استئنافها".
من جانبه، وفي أول مناسبة لإحياء الذكرى السنوية لوفاة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، أبدى المرشد الأعلى علي خامنئي تشاؤمه إزاء مستقبل المفاوضات، قائلاً: "المحادثات التي جرت خلال فترة رئاسة رئيسي لم تسفر عن نتيجة، ولا نعتقد أن الجولة الحالية ستؤدي إلى شيء ملموس".
ووجّه خامنئي انتقادات لاذعة لواشنطن، قائلاً: "على الأمريكيين أن يتوقفوا عن التفاهات. قولهم إنهم لن يسمحوا لإيران بالتخصيب كلام فارغ وخطأ فادح. الجمهورية الإسلامية لا تنتظر إذن أحد، وسنوضح للشعب أسباب الإصرار على هذا الملف".