بغداد – شبكة فدك الثقافية | تقرير
في تحذير هو الأخطر من نوعه، كشف خبراء ومحللون بيئيون في تصريح خاص لشبكة فدك الثقافية عن تصاعد مؤشرات التلوث في العاصمة بغداد إلى مستويات قياسية، مؤكدين أن المدينة باتت تصنّف من بين الأكثر تلوثًا على مستوى العالم، وسط غياب واضح للإجراءات الحكومية الرادعة، ما ينذر بكارثة صحية محتملة قد تطال الغالبية العظمى من السكان.
وبحسب ما أفاد به مختصون للشبكة، فإن عمليات حرق الغاز المصاحب لاستخراج النفط في أطراف بغداد تُعد من أبرز مصادر التلوث الخطيرة، حيث تطلق كميات هائلة من الغازات السامة مثل ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين والجسيمات الدقيقة، والتي ترتبط بشكل مباشر بارتفاع نسب الإصابة بالأمراض السرطانية وأمراض الجهاز التنفسي.
وأضاف الخبراء أن عوادم السيارات القديمة، ورداءة الوقود، وانعدام الفحص الفني الدوريأسهمت مجتمعة في تفاقم تلوث الهواء داخل المدينة، في حين أدى قطع الأشجار وتقلص المساحات الخضراء إلى تعطيل قدرة الطبيعة على امتصاص الغازات الضارة وتنقية الجو.
وتشير معلومات حصلت عليها شبكة فدك الثقافية إلى أن العديد من المصانع ومحطات الكهرباء في بغداد لا تطبق أي من الشروط البيئية المفروضة دوليًا، حيث تعمل من دون مرشحات أو أنظمة معالجة للانبعاثات، مع تسجيل تقصير واضح في أداء وزارة البيئة في هذا المجال، وفق ما أكده مراقبون.
كما تداولت أوساط بيئية وناشطون تقديرات تفيد بأن نحو ٨٠% من سكان بغداد قد يكونون عرضة للإصابة بأمراض سرطانية خلال العشرين سنة القادمة، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من التلوث، وهو رقم صادم يحتاج إلى دراسات دقيقة، لكنه يعكس حجم المخاوف الشعبية والطبية المتزايدة.
الخبراء يقترحون الحلول:
-
وضع خطة وطنية شاملة لمعالجة التلوث البيئي في العاصمة.
-
تفعيل القوانين الخاصة بالحد من انبعاثات المصانع والسيارات.
-
إطلاق حملات تشجير واسعة النطاق، وإنشاء أحزمة خضراء تحيط بالمدينة.
-
التوجه نحو تحديث وسائل النقل وتشجيع الطاقة النظيفة.
-
إعادة تفعيل الدور الرقابي لوزارة البيئة وربط أدائها بمؤشرات واضحة.