عرض مشاركة واحدة
قديم 01-25-2010, 10:18 PM   #1
ابو بسام قصار
مشرف المنتدى الإسلآمي العام
 
الصورة الرمزية ابو بسام قصار
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
العمر: 52
المشاركات: 2,888
معدل تقييم المستوى: 17
ابو بسام قصار is on a distinguished road

المستوى : 42 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 103 / 1036

النشاط 962 / 43541
المؤشر 44%

icon15 زواج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من السيدة خديجة



زواج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من السيدة خديجة


مقدّمة:


لابُدَّ للنبي (صلى الله عليه وآله) من الاقتران بامرأة تتناسب مع عظمة شخصيته، وتتجاوب مع أهدافه السامية.
ولم يكن في دنيا النبي محمّد (صلى الله عليه وآله) امرأة تصلح لذلك غير السيّدة خديجة (رضي الله عنها)، لما ينتظرها من جهاد، وبَذْل، وصَبر.
وشاءت حكمة الله تعالى أن يتَّجه قلب خديجة نحو النبي (صلى الله عليه وآله)، وأن تتعلَّق بشخصيته، وتطلُب منه أن يقترن بها، فيقبل النبي (صلى الله عليه وآله) بذلك، ويتمّ الزواج منها في العاشر من ربيع الأوّل، قبل بعثته (صلى الله عليه وآله) بخمسة عشر عاماً .
وكان حينذاك عمر النبي (صلى الله عليه وآله) لم يتجاوز الخامسة والعشرين ، وعمرها (رضي الله عنها) لم يتجاوز الأربعين سنة.
صفات الزوجين:


كانت السيّدة خديجة (رضي الله عنها) من خيرة نساء قريش، وأكثر نسائهم مالاً، وأجملهم حسناً، وكانت تدعى في العصر الجاهلي بـ (الطاهرة) و (سيّدة قريش).
وقد خطبها أكابر قريش وبذلوا الأموال لذلك، ومنهم: عقبة بن أبي معيط، والصلت بن أبي يهاب، وأبو جهل، وأبو سفيان، فرفضتهم كاملاً وأبدت رغبتها بالاقتران بالنبي (صلى الله عليه وآله)؛ لما عرفت عنه من النبل، وسموّ نسب، وشرف عفّة، وأخلاق لا تضاهى، وصفات كريمة فائقة.
بداية العلاقة:


كانت السيّدة خديجة (رضي الله عنها) ذات تجارة وأموال، وقد سمعت وعلمت عن خُلق النبي (صلى الله عليه وآله) السامي، وأمانته، وشرفه البالغ، حيث كان يسمّى في الجاهلية بـ (الصادق الأمين)، فتمنّت أن يكون النبي (صلى الله عليه وآله) أحد من يتّجر لها بأموالها الطائلة؛ لأمانته المشهودة، وخُلقه الرفيع.
فبادرت بإرسال من يرغّبه بالعمل في تجارتها والطلب إليها بالعمل، فرفض النبي (صلى الله عليه وآله) الطلب منها، فأرسلت هي طالبة منه العمل في تجارتها، فوافق (صلى الله عليه وآله).
فكان النبي (صلى الله عليه وآله) مضارباً بأموالها وتجارتها، أو مشاركاً لها في ذلك، حيث إنّه (صلى الله عليه وآله) ما استؤجر بشيء لأحد.
فكرة الزواج:


عند عودة النبي (صلى الله عليه وآله) من الشام في تجارته الأُولى لخديجة ومعه ميسرة ـ غلام خديجة ـ وقد ربحوا أضعافاً مضاعفة لما كان من قبل من الأرباح، سرّت خديجة بذلك أيّما سرور، وزاد عطفها فيها شوقاً للرسول (صلى الله عليه وآله) ما سمعت من ميسرة غلامها من أخلاقه وصفاته وفراسته ونبله، فازدادت معزّة النبي ومحبّته في نفسها، وأخذت تحدّث نفسها بالزواج من الرسول قبل بعثته.
خطبة السيّدة خديجة (رضي الله عنها):


قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): (لمّا أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يتزوّج خديجة بنت خويلد، أقبل أبو طالب في أهل بيته، ومعه نفر من قريش حتّى دخل على ورقة بن نوفل عمّ خديجة، فابتدأ أبو طالب بالكلام فقال: الحمد لربّ هذا البيت، الذي جعلنا من زرع إبراهيم، وذرّية إسماعيل، وأنزلنا حرماً آمناً، وجعلنا الحكّام على الناس، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه.
ثمّ إنّ ابن أخي هذا ـ يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ ممّن لا يوزن برجل من قريش إلاّ رجح به، ولا يقاس به رجل إلاّ عظم عنه، ولا عدل له في الخلق، وإن كان مقلاً في المال، فإنّ المال رفد جار، وظلّ زائل، وله في خديجة رغبة، ولها فيه رغبة، وقد جئناك لنخطبها إليك برضاها وأمرها، والمهر عليّ في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله، وله ـ وربّ هذا البيت ـ حظّ عظيم، ودين شائع، ورأي كامل.
ثمّ سكت أبو طالب، وتكلّم عمّها وتلجلج، وقصر عن جواب أبي طالب، وأدركه القطع والبهر، وكان رجلاً من القسّيسين، فقالت خديجة مبتدئة: يا عمّاه إنّك وإن كنت أولى بنفسي منّي في الشهود، فلست أولى بي من نفسي، قد زوّجتك يا محمّد نفسي، والمهر عليّ في مالي، فأمر عمّك فلينحر ناقة فليولم بها، وادخل على أهلك.
قال أبو طالب: اشهدوا عليها بقبولها محمّداً، وضمانها المهر في مالها.
فقال بعض قريش: يا عجباه المهر على النساء للرجال، فغضب أبو طالب غضباً شديداً، وقام على قدميه، وكان ممّن يهابه الرجال ويكره غضبه، فقال: إذا كانوا مثل ابن أخي هذا، طلبت الرجال بأغلى الأثمان، وأعظم المهر، وإذا كانوا أمثالكم لم يزوّجوا إلاّ بالمهر الغالي، ونحر أبو طالب ناقة، ودخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأهله (1).
الزوجة الباكرة:


قد قيل: إنّه (صلى الله عليه وآله) لم يتزوّج بكراً غير عائشة، وأمّا خديجة، فيقولون: إنّها قد تزوجت قبله (صلى الله عليه وآله) برجلين، ولها منهما بعض الأولاد، وهما عتيق بن عائذ بن عبد الله المخزومي، وأبو هالة التميمي.
أمّا نحن فنقول: إنّنا نشكّ في دعواهم تلك، ونحتمل جدّاً أن يكون كثير ممّا يقال في هذا الموضوع قد صنعته يد السياسة.
فالسيّدة خديجة (رضي الله عنها) لم تتزوّج بأحد قبل النبي (صلى الله عليه وآله)؟! وذلك:
أوّلاً: قال ابن شهرآشوب: (وروى أحمد البلاذري، وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما، والمرتضى في الشافي، وأبو جعفر في التلخيص: أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) تزوّج بها، وكانت عذراء).
ثانياً: قال أبو القاسم الكوفي: (إنّ الإجماع من الخاص والعام، من أهل الآثار ونقلة الأخبار، على أنّه لم يبق من أشراف قريش، ومن ساداتهم وذوي النجدة منهم، إلاّ من خطب خديجة، ورام تزويجها، فامتنعت على جميعهم من ذلك، فلمّا تزوّجها رسول الله (صلى الله عليه وآله) غضب عليها نساء قريش وهجرنها، وقلن لها: خطبك أشراف قريش وأمراؤهم فلم تتزوّجي أحداً منهم، وتزوّجت محمّداً يتيم أبي طالب، فقيراً، لا مال له؟!
فكيف يجوز في نظر أهل الفهم أن تكون خديجة، يتزوّجها أعرابي من تميم، وتمتنع من سادات قريش، وأشرافها على ما وصفناه؟! ألا يعلم ذوو التمييز والنظر: أنّه من أبين المحال، وأفظع المقال)؟!.
ثالثاً: كيف لم يعيّرها زعماء قريش الذين خطبوها فردّتهم، بزواجها من أعرابي بوّال على عقبيه؟!.
رابعاً: لقد روي أنّه كانت لخديجة أُخت اسمها هالة، تزوّجها رجل مخزومي، فولدت له بنتاً اسمها هالة، ثمّ خلف عليها ـ أي على هالة الأُولى ـ رجل تميمي يقال له: أبو هند، فأولدها ولداً اسمه هند.
وكان لهذا التميمي امرأة أُخرى قد ولدت له زينب ورقية، فماتت، ومات التميمي، فلحق ولده هند بقومه، وبقيت هالة أُخت خديجة والطفلتان اللتان من التميمي وزوجته الأُخرى، فضمّتهم خديجة إليها، وبعد أن تزوّجت بالرسول (صلى الله عليه وآله) ماتت هالة، فبقيت الطفلتان في حجر خديجة والرسول (صلى الله عليه وآله).
وكان العرب يزعمون: أنّ الربيبة بنت، ولأجل ذلك نسبتا إليه (صلى الله عليه وآله)، مع أنّهما ابنتا أبي هند زوج أُختها (2).
تاريخ الزواج:


10 ربيع الأول 15 عام قبل البعثة .
ـــــــــــــ
1ـ الكافي 5/374.
2ـ أُنظر: الصحيح من سيرة النبي الأعظم 2/121.
بقلم : محمد أمين نجف
ابو بسام قصار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس