منتديات فدك الثقافية - وبولايتكم ائتلفت الفرقة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد واله الطيبين الطاهرين

ورد في الزيارة الجامعة المروية عن الإمام علي الهادي http://www.shoura.net/images/prefix/a2.gif والتي هي من اصدق الزيارة واجمعها في زيارة اهل البيت أو احد المعصومين http://www.shoura.net/images/prefix/a3.gif هذا المقطع : ( وبولايتكم ائتلفت الفرقة )

الباء: هنا باء السببية ،حيث أن الناس كانوا قبل الإسلام فرقاً متعددة وقبائل متفرقة في أنحاء متفرقة من الجزيرة العربية ، وبالإسلام اجتمعت هذه الفرق في فرقة واحدة ومجموعة واحدة هي جماعة الإسلام ، وقد كان في الإسلام فرق متعددة بحديث النبي http://www.shoura.net/images/prefix/a1.gif : ﴿ تتفرق أمتي بعدي ثلاث وسبعين فرقة كلهم في الناس إلا فرقتاً واحدة ﴾ من هذه الرواية نستلهم عدة أسئلة :

1- من هي هذه الفرقة ؟
2- ما هي مواصفاتها ؟
3- ما هي القاعدة التي تقف عليها وتبني عليها قوتها وثباتها وأحقيتها للنجاة ؟ وغيرها من الأسئلة ….. ؟

كل هذه الأسئلة يجيب عليها هذا المقطع من الزيارة الجامعة : ( بولايتكم ائتلفت الفرقة ) والخطاب هنا موجه لأهل البيت http://www.shoura.net/images/prefix/a3.gif حيث الإمام في زيارة لأهل البيت http://www.shoura.net/images/prefix/a3.gif وقد انشئ هذه الزيارة في اثناءها .

حيث الولاية وعظمة الولاية وقد بني هذا الكون على الولاية لأنها امتداد الرسالة السماوية ، وبما أن النبي الأكرم http://www.shoura.net/images/prefix/a1.gif هو خاتم الأنبياء والرسل فلا بد بمنطق القرآن والعقل أن يستمر الكون حتى قيام الساعة ثم الحساب ومتى ينتهي الكون وتقوم الساعة فهي في علم الله سبحانه واستمرار هذه الحياة لابد لها من مقومات وكما ورد في الحديث : ﴿ لولا الحجة لساخت الارض بأهلها ﴾ , ﴿ ولو لم يبقى من الدنيا إلا يوماً واحداً لطول الله هذا اليوم حتى يقوم قائم من آل محمد يملاها عدلا كما ملئت ظلماً وجورا ﴾ فالمقوم الرئيسي لثبات الأرض ولإمتداد الحياة وامتداد سمات الرسالة هي بوجود قائم من اهل النبي ينوب عنه في إبلاغ الرسالة السماوية حتى يقبضه الله تعالى إليه بعلمه ، بعد ان يحقق مشيئة الله وإرادته في الارض بحيث يملائها عدلا وقسطاً ويشع نور الاسلام في جميع ارجاء الارض ولايبقى عذراً لمعتذر في عدم علمه بالاسلام وان الله سبحانه لايقبل من أحد أي ديانه ماعدا الديانة الاسلامية بنص القرآن : ﴿ ومن يبتغي غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه … ﴾ .

من هنا كانت الولاية هي المحك الذي عليه قيام الفرقة الحقة الفرقة التي عناها الرسول الاكرم http://www.shoura.net/images/prefix/a1.gif بقوله وبعنايته علاوة على عناية السماء بها حيث ان هذا التقسيم وهذا التنصيب للإمامة كان من قبل الله سبحانه حيث ان النبي يكون تعيينه واختياره من قبل الله تعالى وكذلك الوصي لهذا النبي يكون من قبل الله تعالى ولا دخل للنبي أو البشر أو من هم حول النبي أي دور في اختيار الوصي ، وهذا ما يبطل أي دعوى في احقية فلان أو فلان في خلافة النبي http://www.shoura.net/images/prefix/a1.gif لان هذه الخلافة من اختصاص الله سبحانه وحدة ، فمن تعدى فقد تطاول وتعدى على حقوق الله : ( وانما يمدهم الله في طغيانهم يعمهون ) هذا لمن تكبر وعصى واصر على مخالفة الله في حقوقه ، فأنت مأمور بالصلاة والصوم وسائر الامور الدينية فلك ان تنفذ أو تعصي وتتمرد على هذه الاوامر والتوصيات ولكن الله سبحانه لن يعاقبك عقاب فوري ولكن سوف يمهلك إلى يوم الجزاء والحساب ويسألك لما ذا لم تأتمر بالاوامر الالهية وعصية واستكبرة ، لان الله سبحانه يمهل ولايهمل وهذا من عدله ورحمته ، حيث هو لا يأخذ اهل الارض بألوان العذاب وهو حليم لا يغضب على من عصاه ، لان هناك يوم قد اعد للحساب والعقاب والثواب الاخروي .

لذلك نرى الجبابرة قد تجبروا وظلم الظالمون وعصى العاصون ولكن الله بالمرصاد لهم يوم الجزاء .

والفقرة المعنية من الزيارة تبين ان بالولاية قد اجتمع الموالين والمطيعين لله ولرسوله وأذعنوا لإرادة الله في إعطاء الحق أهله من الخلافة لرسوله والإمارة لهم في إدارة شئون الإسلام والمسلمين بعد النبي الأكرم http://www.shoura.net/images/prefix/a1.gif .

فحرف الباء : هو باء السببية ، أي بسبب الولاية ائتلفت الفرقة ومن لم يدخل في اطار الولاية فهو خارج عن الجماعة والفرقة التي خصها الرسول بالفرقة الناجية من أمته ، ومن خصائص هذه الفرقة انها مجتمعه على ولاية من ولاه الله سبحانه من الأئمة الطاهرين إمام بعد إمام ووصي بعد وصي وكلهم نور من محمدا http://www.shoura.net/images/prefix/a1.gif .

ولذلك ترى مميزات لهذه الفرقة انهم متماسكين متراحمين طقوسهم العبادية نابعة من وحي السماء من النبي حتى أخر إمام من أهل بيته http://www.shoura.net/images/prefix/a3.gif لا يحيدون عن أوامرهم طرفة عين ولو خرج أحدا قسرا أو جهلا لعاد بأسرع ما يكون لهذه الدائرة المحمدية لهذه الفرقة الناجية ،لأن العقل والمنطق والقرآن يحتم على كل مسلم وكل ذي لب حصيف ان يتمسك بهذه الفرقة وهذه العروة التي لانفصام لها وبهذا الحبل الممتد بين الأرض والسماء وهي الإمامة والولاية لأهل البيت http://www.shoura.net/images/prefix/a3.gif وهي بلا شك سبيل النجاة فمن تمسك بها نجا ومن تخلف عنها ضل وهوى إلى قعر الجحيم حيث قد رفعت الأعذار ورفعت الأقلام وجفت الصحف يوم يقوم قائم آل محمد في اليوم التي يريده الله لإقامة الحق في جميع أنحاء المعمورة ونشر الإسلام في كل البقاع بنور الإسلام الحنيف .

ثبتنا الله على ولايتهم وإتباع نهجهم وسيرتهم والأخذ بعلمهم قولاً وفعلاً .