التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعه وفي كل ساعه وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين وصلى الله على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين .. اللهم انا نشهدكَ بأننا والينا محمدا وعلي وفاطمه والحسن والحسين والائمة المعصومين من ذرية الحسين .. وارواحنا فداء لحجتك المنتظر ..
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز الموضوع المميز المشرف المميز المشرفة المميزه
كينج دمنهور أنواع التنظيف المنزلي
بقلم : كينج دمنهور
قريبا قريبا

العودة   منتديات فدك الثقافية > واحة المنتديات الأسلآمية > منتدى القرآن الكريم

منتدى القرآن الكريم كل مايخص ويهتم بدراسة القرآن الكريم وتفسيره وعلومه

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-04-2013, 04:36 PM   #31
عبد القهار
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 121
معدل تقييم المستوى: 12
عبد القهار is on a distinguished road

المستوى : 10 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 225

النشاط 40 / 7618
المؤشر 3%

افتراضي تفسير بعض من آيات سورة البقرة (31)

بسم الله الرحمن الرحيم


239 – (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ ) جمع صلاة ، أي داوموا عليها بأوقاتها ولو كان ذلك في الحرب ، وهي خمس صلوات فقد جاء ذكر ثلاث منها في سورة هود وهي صلاة الصبح أي الفجر وصلاة العصر والمغرب وذلك قوله تعالى {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ} فقوله تعالى {طَرَفَيِ النَّهَارِ} يعني الصبح والعصر {وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ} يعني أوّل الليل وهي صلاة المغرب فهذه ثلاث , وجاء ذكر اثنتين من الصلاة أيضاُ في سورة الإسراء وهي صلاة الظهر وصلاة العشاء , وذلك قوله تعالى في سورة الإسراء {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} ودلوك الشمس زوالها وهي صلاة الظهر ، وغسق الليل ظلامه وهي صلاة العشاء فصار المجموع خمساً ، وقوله (والصَّلاَةِ الْوُسْطَى ) هي صلاة الجمعة (وَقُومُواْ ) بعد الصلاة (لِلّهِ قَانِتِينَ ) أي ذاكرين في جميع أوقاتكم وحركاتكم وسكناتكم ، ويؤيّد ذلك قوله تعالى في سورة الجمعة {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } أي واذكروه دائماً .

ويباح الجمع بين الصلاتين عند الضرورة والحرب والسفر فيجمع بين الصلاتين عند اغتنام الفرصة .

240 – ثمّ بيّن سبحانه حكم الصلاة عند الخوف من العدو ، أي وقت الحرب وذلك عند سيرهم مشاةً أو رُكباناً والعدوّ يتربّص بهم فقال : (فَإنْ خِفْتُمْ ) من عدوّ وكنتم سائرين (فَرِجَالاً ) أي فصلّوا راجلين ، جمع راجل ، يعني فصلّوا وأنتم ماشون على أرجلكم (أَوْ رُكْبَانًا ) أي راكبين على ظهور دوابّكم ، والإنسان مخيّر في هذه الحالة بالتمام أو أن يقصر فيصلّي ركعتين ، وذلك لقوله تعالى في سورة النساء {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ} .

وتكون صلاة وقت الخوف بلا ركوع ولا سجود بل بالإيماء ، وذلك عند المسير لا عند الإقامة ، ويسقط عند التوجّه إلى القبلة ، وإذا لم يمكنه الوضوء فبالتيمّم . وإذا كان الإنسان في مواضع الحرب وصار وقت الصلاة فليصلّ في مكانه ولو كان اتّجاهه لغير القبلة ، ولا حرج عليه أن يصلّي وهو جالس أو نائم إذا لم يمكنه القيام لسبب من الأسباب (فَإِذَا أَمِنتُمْ ) من العدوّ وزال الخوف عنكم (فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم ) أي فصلّوا بركوع وسجود والتوجّه إلى القبلة كما علّمكم أن تصلّوا (مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ ) قبل الإسلام .

241 – (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ ) أي يموتون (وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا ) أي يتركون زوجات (وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم ) يعني فليوصوا قبل موتهم وصيّة لهنّ (مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ ) يعني ما ينتفعن به من النفقة والكسوة والسكنى سنة كاملة (غَيْرَ إِخْرَاجٍ ) أي لا يخرجن من بيوت الأزواج (فَإِنْ خَرَجْنَ ) باختيارهنّ قبل الحول وبعد انتهاء المدّة من غير أن يخرجهنّ الورثة (فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ ) يا معشر أولياء الميّت (فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ ) من التزيّن والتعرّض للخطبة (مِن مَّعْرُوفٍ ) أي مِمّا ليس ينكر شرعاً ، فوليّ الميّت عليه أن يقوم بنفقة الزوجة حولاً كاملاً ، فإذا خرجت زوجة الميّت قبل الحول وبعد انتهاء المدّة لكي تتزوّج ولم تعد لدار زوجها الميّت سقط حقّها من النفقة (وَاللّهُ عَزِيزٌ ) ينتقم مِمّن يخالف أوامره (حَكِيمٌ ) في أفعاله فلا يأمركم بشيء إلاّ فيه صلاح لكم .

244 – (أَلَمْ تَرَ ) أيّها السامع ، والمعنى ألم تسمع بقصّة هؤلاء فتتفكّر في أمرهم وتعتبر بقصّتهم ، فلفظة "ترى" مأخوذة من الرأي وهو الفكر والعلم (إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ ) هاربين من أعدائهم ، وهم بنو إسرائيل خرجوا من مصر مع موسى بن عمران (وَهُمْ أُلُوفٌ ) في العدد ، فكان عددهم ستمائة ألف رجل عدا الأطفال [خروج – الإصحاح الثاني عشر (التوراة) ] ، ساروا حتّى نزلوا قرب أرض كنعان ، فأمرهم موسى بجهاد عدوّهم والدخول إلى قرية أريحا فامتنعوا عن الجهاد (حَذَرَ الْمَوْتِ ) أي خرجوا من ديارهم حذراً من الموت تحت حكم فرعون لأنّه استعبدهم وقتل أبناءهم ، ونزل الطاعون بهم أيضاً فمات شيوخهم فهربوا من مصر ، ولَمّا أمرهم موسى بجهاد أعدائهم امتنعوا خوف القتل أيضاً (فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ) في هذا القفر فإنّكم لا تدخلون أرض كنعان بل يدخلها أولادكم بعد أربعين سنة هذا جزاء عنادكم وتكبّركم على الله وعلى رسوله .

فمات الآباء بالتدريج في تلك البرّية ولم يبق منهم إلاّ رجلين وهما يوشع بن نون وكالب بن يفنّة لأنّهما كانا صالِحَين (ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ) بعد أربعين سنة ، أي أحيا ذكرهم بأولادهم حيث نصرهم على أعدائهم وأدخلهم أرض كنعان ، فالموت كناية عن الذلّ كقوله تعالى في سورة آل عمران {قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ} . والإحياء كناية عن العزّ والنصر (إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ ) بكثرة النعم والتجاوز عن سيّئاتهم (وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ ) هذه النعم بل يكفرون بدل الشكر .

ومضمون الآية أنّ الله تعالى يحرّض المؤمنين على جهاد عدوّهم لينتصروا عليهم ويحيون كأولاد بني إسرائيل لَمّا جاهدوا وانتصروا ، ولا يمتنع المسلمون عن الجهاد فيهلكوا ويموتوا كما مات بنو إسرائيل .


منقول من كتاب
المتشابه من القرآن
لـ( محمد علي حسن الحلي ) رحمه الله تعالى
عبد القهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-2013, 05:06 PM   #32
عبد القهار
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 121
معدل تقييم المستوى: 12
عبد القهار is on a distinguished road

المستوى : 10 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 225

النشاط 40 / 7618
المؤشر 3%

افتراضي تفسير بعض من آيات سورة البقرة (32)

بسم الله الرحمن الرحيم


247 – (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ ) أي إلى جماعة الأشراف والرؤساء (مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ ) وفاة (مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ) وهو صموئيل الأوّل (ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا ) أي اجعل لنا ملكاً لكي (نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ ) صموئيل (هَلْ عَسَيْتُمْ ) أي هل ثبتّم على قولكم وأصررتم على محاربة أعدائكم ، ولا تزال هذه الكلمة مستعملة عندنا في العراق ولكن أبدلوا السين بالصاد لتقارب الحرفين فيقولون "عصى" بدل "عسى" وذلك إذا أراد أحد أن يقلع مسماراً من خشبة بيده أو من الجدار ولم يتمكّن من قلعه فيقول عاصي لا ينقلع ، يريد ثابت في مكانه لا ينقلع ، ومثل هذه الكلمة قوله تعالى في سورة التكوير {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} يعني إذا ثبت مكانه وطال زمانه ، ويكون ذلك حين وقوف الأرض عن دورتها المحورية فحينئذٍ يكون طول الليل ألف سنة من سنيّنا وكذلك يكون طول النهار ، (إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ ) قالوا نعم ثابتين على قولنا ومصرّين على قتال أعدائنا ، فقال صموئيل أخاف (أَلاَّ تُقَاتِلُواْ ) وتجبنوا كما جبن قوم موسى لَمّا أمرهم أن يحاربوا الكنعانيّين ويدخلوا أريحا .

(قَالُواْ ) أي قال الملأ من بني إسرائيل (وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ ) معناه وأيّ داعٍ لنا إلى ترك القتال وأيّ غرض لنا فيه (وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا ) مطرودين ، لأنّ الفلسطينيّين حاربوهم وأخذوا بلادهم وأسروا أولادهم .

فاليهود كانوا يقيمون في أرض كنعان وأعداؤهم في فلسطين (وَأَبْنَآئِنَا ) أسرى (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ ) على يد الملك الذي طلبوه (تَوَلَّوْاْ ) أي أعرضوا عن القيام به وضيّعوا أمر الله (إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ ) وَفَوا بعهدهم وقاتلوا عدوّهم (وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) هذا تهديد لِمَن يتولّى عن القتال .

248 – (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ ) صموئيل (إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ ) أي اختار لكم (طَالُوتَ مَلِكًا ) وقد بعثه أبوه من جعبة إلى أرض صوف ، وهو شاب حسن الصورة من نسل بنيامين بن يعقوب ، واسمه شاؤول وأبوه قيس ، وإنّما سمّي طالوت لطوله لأنّه كان أطول الرجال في زمانه ، وكان هذا الاسم يكنّى به كلّ رجل طويل ، وما تزال هذه العادة موجودة بين الناس إذ يكنّون كلّ شخص طويل بإسم "طنطل" . وكانت لأبيه أتن ": حمير" ضلّت فبعثه أبوه ليتجسّس عنها فصار طريقه على النبيّ صموئيل ، وكان الله تعالى قد أوحى إليه بأنّ رجلاً من بنيامين سيأتيك غداً وأوصافه كذا وكذا فامسحه ملكاً على بني إسرائيل . فلمّا جاءه بشّره بالملوكيّة وأنبأه عن مستقبل حياته وصبّ على رأسه قنينة الزيت "عطر" ومسحه ليكون ملكاً على بني إسرائيل .

فلمّا أخبرهم صموئيل بأنّ طالوت يكون ملكاً أنكروا ذلك و(قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا ) يعني من أين له الملك ؟ لأنّ النبوّة كانت في سبط لاوي بن يعقوب ، والملك في سبط يهوذا ، وطالوت من سبط بنيامين (وَنَحْنُ أَحَقُّ ) أي أولى (بِالْمُلْكِ مِنْهُ ) لأنّنا من سبط النبوّة والمملكة (وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ) لكي يقوم بشأن المملكة (قَالَ ) نبيّهم (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ ) أي اختاره من بينكم وهو أعلم بالمصالح منكم (وَزَادَهُ بَسْطَةً ) أي سعة (فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ) والمَلِك لا بدّ أن يكون من أهل العلم وأن يكون جسيماً لأنّه أعظم في النفوس وأهيَب في القلوب (وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء ) وليس ذلك بالوراثة (وَاللّهُ وَاسِعٌ ) الفضل والعطاء يوسّع على من ليس له سعة من المال ويغنيه بعد الفقر (عَلِيمٌ ) بمن يصطفيه لذلك .

249 – فحينئذٍ قالوا نريد علامة على صحّة قولك بأنّ الله جعله ملكاً علينا (وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ ) أي علامة تمليك الله لطالوت (أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ ) أي يرجع إليكم ، وكان أعداؤهم أخذوه منهم في الحرب ، لأنّ بني إسرائيل كانوا يحملونه أمامهم في الحرب فينتصرون على أعدائهم ، فلمّا أشركوا بالله وعملوا المعاصي انتصر عدوّهم عليهم وأخذوا التابوت منهم .

وكان التابوت من خشب السنط طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصف مغشّى بصفائح الذهب من داخل ومن خارج وفيه أربع حلقات من ذهب على قوائمه الأربع يرفع بِها وعليه إكليل من الذهب . وقد صنِع التابوت في عهد موسى وكانت فيه قطع الألواح التي كتب فيها التوراة وهي من حجر وفيه بعض ملابس موسى وهارون .

فلمّا أخذه الفلسطينيّون أنزل الله عليهم الوباء فمات كثير منهم فعلموا أنّ الذي أصابهم كان بسبب التابوت فوضعوه على عربة وشدّوا بِها بقرتين وساقوهما ، فبعث الله تعالى ملائكة تسوق البقرتين إلى بني إسرائيل فأخذوه وفرحوا به . فقوله تعالى (فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ) أي في رجوعه تهدئة لقلوبكم وتطميناً لنفوسكم (وَ ) فيه (بَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ ) أي مِمّا ترك رجالهم وأولادهم ، ويريد بذلك الأسفار التي كتبوها بعد وفاة موسى عن تاريخ بني إسرائيل ورحلاتهم وحروبهم ، وفيه قطع الألواح الحجرية ولوحا الشهادة أي التوراة وقنينة عطر وبعض ملابس موسى وهارون (تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ ) يقال زيد حملني على قتل عمرو ، أي دعاني إلى قتله وساقني إلى ذلك ، فقوله تعالى (تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ ) أي تدفعهم إلى إرجاع التابوت لبني إسرائيل وتسوقهم إلى ذاك ، حتّى وضعوه على عربة وأطلقوها ، فأخذت الملائكة تسوق البقرتين إلى بني إسرائيل حتّى أوصلته إليهم (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ ) أي في رجوع التابوت إليكم علامة لكم على ملك طالوت (إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) أي إن كنتم مصدّقين .



منقول من كتاب
المتشابه من القرآن
لـ( محمد علي حسن الحلي ) رحمه الله تعالى
عبد القهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-2013, 04:01 PM   #33
عبد القهار
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 121
معدل تقييم المستوى: 12
عبد القهار is on a distinguished road

المستوى : 10 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 225

النشاط 40 / 7618
المؤشر 3%

افتراضي تفسير بعض من آيات سورة البقرة ( 33 )

بسم الله الرحمن الرحيم


250 – (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ ) يعني فلمّا سار بهم وانفصلوا عن بلادهم ، وكان عددهم ثلاثمائة ألف (قَالَ ) طالوت لجنوده (إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ ) أي مختبركم وممتحنكم ، وذلك ليعلم طالوت من يصبر منهم على القتال ومن هو قليل الصبر ، وكان الاختبار على ذلك بالصبر على العطش عند حضور الماء ، فمن صبر ولم يشرب من النهر فهو يصبر على القتال وهو ذو عزم وثبات ، ومن لم يصبر على العطش فلا يصبر على القتال أيضاً ، وذلك قوله (فَمَن شَرِبَ مِنْهُ ) أي من ماء النهر (فَلَيْسَ مِنِّي ) أي ليس من أصحابي وأتباعي (وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي ) يعني من لم يشرب منه ولم يذق طعمه فإنّه من أتباعي (إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ) سهواً ثمّ رمى بِها ولم يشربها فلا بأس عليه . ثمّ أخبر الله تعالى عنهم فقال (فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ ) أي فشربت جنوده من ماء النهر إلاّ قليلاً منهم لم يشربوا ، وكان عدد الذين لم يشربوا ثلاثمائة رجل 1 ، (فَلَمَّا جَاوَزَهُ ) أي فلمّا جاوز النهر (هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ ) أي طالوت وجنوده الذين آمنوا بأنّ الله سينصرهم (قَالُواْ ) أي قال الذين شربوا من النهر (لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ ) أي لا قوّة لنا بقتالهم ، وهم العمالقة (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ ) وهم الذين لم يشربوا من النهر (كَم مِّن فِئَةٍ ) أي فرقة (قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ ) أي بإرادة الله ، ومعناه إذا أراد الله نصر قوم على أعدائهم أذِن لملائكته أن تأتي إلى هؤلاء فتشجّعهم بالوحي والإلهام وتثبّتهم على القتال ، وتأتي إلى أعدائهم فتخذلهم وتلقي الرعب في قلوبهم حتّى ينهزموا ويكون النصر للفئة القليلة (وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) بالنصرة لهم على أعدائهم .

----------------------------------------------

1 [ومن عجب أنّ مسلمي بدر كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، وكذا سيكون أصحاب المهدي –– المراجع ]



251 – (وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ) أي لَمّا خرجوا لقتالهم ، وجالوت يسمّى بالعبريّة جليات وهو رئيس الفلسطينيّين وأشجعهم (قَالُواْ ) أصحاب طالوت (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا ) على القتال (وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا ) بتقوية قلوبنا وإلقاء الرعب في قلوب أعدائنا (وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) قوم جالوت .

252 – (فَهَزَمُوهُم ) يعني أصحاب طالوت هزموا أصحاب جالوت (بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ ) يعني لداوود 1 ، فصار ملكاً على بني إسرائيل بعد طالوت "شاؤول" (وَالْحِكْمَةَ ) أي العلم والمعرفة فكان نبيّاً وملكاً وعالماً (وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء ) أن يعلّمه من العلم ومنطق الطير وصنعة الدروع (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ ) أي لولا أنّ الله تعالى ينصر المسلمين على الكافرين لفسد أهل الأرض كلّهم وذلك بالكفر والمعاصي ، ولفسدت الأرض أيضاً عقوبةً لَهم وذلك بقلّة النبات والأثمار وكثرة الحشرات والميكروبات التي تسبّب الأمراض . وذلك كقوله تعالى في سورة الروم {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} ، (وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) بإزالة أكثر الفساد عنهم .

-------------------------------------------

1[ذكرت التوراة أنّ داوود أخذ حصاة من الأرض فوضعها في صكبانه "مِعجاله" ورمى بِها جالوت فأصابت جبهته فسال الدم على وجهه وسقط على الأرض فهجم عليه داوود وقطع رأسه ، وهجم أصحابه على الفلسطينيّين فهزموهم –– المراجع ]



253 – (تِلْكَ ) إشارة إلى ما تقدّم من تمليك طالوت وهو رجل فقير ، وتمليك داوود وهو راعي غنم ، ونصرة داوود على جالوت وهو شاب صغير ، وإرجاع التابوت إلى بني إسرائيل وهو ذهب ثمين ، فتلك (آيَاتُ اللّهِ ) أي دلالات الله على قدرته (نَتْلُوهَا عَلَيْكَ ) يا محمّد ، أي نقرؤها عليك (بِالْحَقِّ ) أي بالصدق لا اختلاف فيها (وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ) إلى قومك كما أرسلنا أولائك إلى قومهم فبشّر وأنذر .

255 – (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ) بمحمّد (أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم ) في سبيل الله ولا تبخلوا بالمال (مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ ) أي يوم القيامة (لاَّ بَيْعٌ فِيهِ ) ولا شراء (وَلاَ خُلَّةٌ ) بين الكافرين ، أي لا محبّة بينهم ولا صداقة (وَلاَ شَفَاعَةٌ ) للجاحدين والمشركين (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) لأنفسهم فإنّ الله لا يظلم الناس شيئاً .

منقول من كتاب
المتشابه من القرآن
لـ( محمد علي حسن الحلي ) رحمه الله تعالى
عبد القهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-13-2013, 04:17 PM   #34
عبد القهار
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 121
معدل تقييم المستوى: 12
عبد القهار is on a distinguished road

المستوى : 10 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 225

النشاط 40 / 7618
المؤشر 3%

افتراضي تفسير بعض من آيات سورة البقرة ( 34 )

بسم الله الرحمن الرحيم


260 – لّمّا ذكر الله تعالى في الآية السابقة مجادلة النمرود مع سيّدنا إبراهيم ذكر في هذه الآية مجادلة عزريا مع النبيّ إرميا فقال:

(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ ) وهو عزريا بن هوشعيا [وهذا غير عزرا بن سرايا الذي كتب التوراة بعد تمزيقها] والقرية هي بيت المقدس (وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا ) أي متهدّمة لأنّ نبوخذنصر قد هدّمها ، فجاء عزريا مع جمع من اليهود من نواحي بيت المقدس ليذهبوا إلى مصر خوفاً من الكلدانيّين فمرّوا ببيت المقدس وهي متهدّمة ، فسألوا النبيّ إرميا قائلين أنذهب إلى مصر أم نقيم في بيت المقدس ، فقال لهم لا تذهبوا إلى مصر بل ابقوا هنا والله تعالى يجمعكم بعد التشتيت ويعمّر هذه القرية بعد خرابِها (قَالَ ) عزريا مستنكراً ذلك (أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ) أي كيف تعمر هذه القرية بعد الخراب ، وكيف تجتمع بنو إسرائيل بعد القتل والتشتيت فهذا لا يمكن ، فإنّنا لا نبقى هنا بل نذهب إلى مصر .

فلمّا ساروا تاه عزريا في الطريق فلجأ إلى كهف كان في طريقه فدخله هو وحماره ونام ليلته في الكهف فانحدرت صخرة من الجبل وسدّت باب الكهف فمات في مكانه ومات حماره أيضاً فتبدّدت أوصالهما وتناثر لحمهما داخل الكهف ، وبعد مائة سنة خلق الله تعالى جسم عزريا من تلك الرمم البالية وكذلك خلق جسم حماره في ذلك الكهف 1 ولكن تمّ خلق جسم عزريا قبل حماره فبعث الله فيه الروح فقام حياً ، وتفطّرت الصخرة وسقطت عن باب الكهف ، فبعث الله تعالى ملكاً على صورة إنسان يسأله فقال له : كم لبثت في هذا المكان ؟ قال عزريا : يوماً أو بعض يوم ، لأنّه ظنّ أنّه كان نائماً فانتبه من نومه ، فقال الملك : بل لبثت مائة عام ، فقال عزريا : ما الدليل على ذلك ؟ قال : أنظر إلى حمارك في دور التكوين بارزاً عن الأرض مخلوقاً من الطين وانظر إلى العظام كيف ننشزها عن الطين أي كيف نرفعها من التراب الرطب ونجعلها على هيئة حمار ثمّ نكسوها لحماً من ذلك الطين بالتدريج ثمّ نتمّم خلقه فيكون حماراً كاملاً .

فصار عزريا ينظر إلى حماره وهو ممدود في الطين في دور التكوين فلمّا تمّ خلقه نهض من الأرض وقام ، فحينئذٍ قال عزريا : أعلم أنّ الله على كلّ شيء قدير .

التفسير :

(فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ) في ذلك الكهف (ثُمَّ بَعَثَهُ ) والمعنى بعث روحه إلى جسمه ، أي أحياه بعد تلك المدة ، فبعث الله ملكاً يسأله (قَالَ ) الملَك لعزريا (كَمْ لَبِثْتَ ) في هذا الكهف (قَالَ ) عزريا (لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ ) الملَك (بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ ) لم ينتن (وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ) أي لم يتغيّر مع كثرة السنين (وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ ) في دور التكوين كيف يقوم من الطين الناشف (وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ) ليستدلّوا على قدرة الله (وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ ) التي لحمارك المتكوّنة من تراب رطب (كَيْفَ نُنشِزُهَا ) أي كيف نرفعها من طين ناشف ونجعلها على هيئة حمار (ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ) بالتدريج من ذلك التراب الرطب (فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ ) أي تبيّن لعزريا وشاهد بعينه إحياء حماره (قَالَ أَعْلَمُ ) أي أتيقّن (أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) . فلمّا رجع إلى بيت المقدس وجدها عامرة بالبناء وآهلة بالسكّان . فإن شئت زيادة إيضاح على خلق الأجسام من التراب فاقرأ كتابنا "الردّ على الملحدين" تحت موضوع "رأي العين" .

-------------------------------------------------

1يتمّ خلق الأجسام في الأرض من تراب رطب أو طين ناشف وذلك على ثلاث حالات : أوّلاً أن يكون ذلك التراب بقايا رمم بالية ، ثانياَ يكمل خلقه بمدّة أربعين يوماً ، ثالثاً أن يكون ذلك في مكان مظلم ، ولذلك قال الله تعالى في سورة الزمر {يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ}.



274 – هذه الآية معطوفة على آية 271 وهي قوله تعالى (إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ..الخ ) ، وتكون هذه الآية بعدها .

لَمّا ذكر سبحانه في تلك الآية بأنّ الصدقات للفقراء ، خصّ في هذه الآية بعض الفقراء بالأقدميّة فقال (لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) الحصار هو المنع والحبس ، ويريد بذلك الفقراء من المهاجرين الذين منعوهم أموالهم وحبسوها عنهم فلم يبقَ لهم من المال ما يتاجرون به ولا ما يكتسبون فيه . وكذلك المجاهدين لأنّهم منعوا أنفسهم عن الكسب والتجارة بالحرب والدفاع عن الدين وعن إخوانهم المسلمين .

ويدخل في ذلك طالب العلم والواعظ لأنّهم منعوا أنفسهم عن الكسب ، وقوله (لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا ) أي ذهاباً وتصرّفاً (فِي الأَرْضِ ) للكسب والتجارة (يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ ) بحالهم (أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ ) أي يظنّهم الجاهل بحالهم أنّهم أغنياء وذلك لِما يرى منهم التعفّف ، والتعفّف هو الامتناع عن السؤال والتجمّل في اللباس والستر لِما هم فيه من الفقر (تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ ) أي تعرف حالهم بالنظر إلى وجوههم لِما فيها من علامة الفقر (لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ) أي إلحاحاً في المسألة بل يعبّرون بكلمات تنبئ عنهم أنّهم فقراء (وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) فيجازيكم عليه ويزيدكم من فضله بِما أنفقتم .



منقول من كتاب
المتشابه من القرآن
لـ( محمد علي حسن الحلي ) رحمه الله تعالى
عبد القهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-19-2013, 12:41 AM   #35
عبد القهار
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 121
معدل تقييم المستوى: 12
عبد القهار is on a distinguished road

المستوى : 10 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 225

النشاط 40 / 7618
المؤشر 3%

افتراضي تفسير بعض من آيات سورة البقرة ( 35 )

بسم الله الرحمن الرحيم


276 – ثمّ حذّر سبحانه عن أخذ الربا وبيّن ما لصاحبه من العذاب يوم القيامة فقال (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا ) في الدنيا (لاَ يَقُومُونَ ) يوم القيامة من قبورهم (إِلاَّ كَمَا يَقُومُ ) السكران (الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ) التخبّط هو الضرب على الأرض والسير على غير اهتداء ، والمسّ هو شدّة السكر وهي كلمة عربيّة استعملتها الفرس ، فتقول في أغانيها :"مس بودم هوشيارم كردي" أي كنت سكراناً فأصحيتني . فقوله تعالى (إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ) يعني كمثل السكران الذي يتخبّطه الشيطان من شدّة السكر فيذهب به يميناً وشمالاً ويلقيه في المهالك . وهذا كقوله تعالى في سورة الحج {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} ، وقوله (ذَلِكَ ) أي ذلك العذاب لهم (بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ) فردّ الله عليهم وذمّ فعلهم فقال (وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ) في جميع الكتب السماوية السالفة فكيف يحلّونه بأهوائهم ويجعلونه مثل البيع (فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ ) أي فمن بلغه وعظ من الله وزجر بالنهي عن الربا (فَانتَهَىَ ) عن أخذ الربا وتاب (فَلَهُ مَا سَلَفَ ) معناه فله ما أخذ وأكل من الربا قبل النهي (وَأَمْرُهُ ) في الرزق والعيش (إِلَى اللّهِ ) فإنّ الله يرزقه إذا اتّعظ وترك الربا واكتسب من الحلال وترك الحرام (وَمَنْ عَادَ ) إلى أكل الربا بعد التحريم (فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) يوم القيامة .

279 – كان بعض المسلمين يشتغلون في الربا في زمن الجاهلية أي قبل إسلامهم وكانت لهم بقايا على أصحابهم فلمّا أسلموا وصار وقت الطلب طالبوا قومهم بذلك ، فنزلت هذه الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ ) أي واتركوا (مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا ) على الناس (إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) إيماناً حقيقياً .

280 – ثمّ أخذ سبحانه يهدّدهم ويتوعّدهم فقال (فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ ) أي فإن لم تقبلوا أمر الله ولم تتركوا بقيّة الربا (فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ ) أي فاعلموا أنّ الله تعالى يأذن لرسوله بحربكم ومقاتلتكم إن لم تفعلوا ما أمِرتم به (وَإِن تُبْتُمْ ) من استحلال الربا وأقررتم بتحريمه (فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ ) دون الزيادة (لاَ تَظْلِمُونَ ) الناس بأخذ الزيادة على رأس المال (وَلاَ تُظْلَمُونَ ) بالنقصان من رأس المال .

281 – (وَإِن كَانَ ) المديون (ذُو عُسْرَةٍ ) لا يتمكّن من دفع ما عليه من الدين (فَنَظِرَةٌ ) النظِرة تصغير الانتظار ، والمعنى فانتظروه (إِلَى مَيْسَرَةٍ ) الميسرة تصغير يسار ، والمعنى فانتظروه حتّى تتيسّر له الدراهم فيعطيكم (وَأَن تَصَدَّقُواْ ) أصلها وأن تتصدّقوا , فحذفت إحدى التاءين لتسهيل الكلام ، والمعنى وأن تتصدّقوا على المُعسر بما عليه من الدين (خَيْرٌ لَّكُمْ ) من مطالبته (إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) ما لكم عند الله من الأجر والثواب بذلك .

287 – (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ) أخبر سبحانه بأنّه لا يكلّف الإنسان شيئاً لا يتمكّن عليه وليس بمقدوره (لَهَا مَا كَسَبَتْ ) من الأجر والثواب (وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) من الشرّ والعقاب بفعل السيّئات ، فلا يؤاخذ أحد بذنب غيره (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا ) بالعقاب (إِن نَّسِينَا ) شيئاً من الطاعات (أَوْ أَخْطَأْنَا ) سهواً غير متعمّدين ، وهذا معطوف على ما قبله ، والتقدير : وقالوا ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا (رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا ) الإصر كلّ أمر يثقل على الإنسان القيام به ومن ذلك قول النابغة :

يا مانعَ الضيمِ أنْ يَغشَى سُراتَهُمُ والحاملَ الإصرِ منهمْ بعدَ ما غَرِقوا

والمعنى : ولا تحمل علينا أمراً يثقل علينا القيام به (كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ) أي على الأمم الماضية من الأحكام الشاقة (رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ ) من الأحكام ، وذلك كالصوم الذي يصومه اليهود وهو ثلاث وعشرون ساعة من كلّ يوم يصومونه وتتنجّس الحائض عندهم حتّى أنّه من يمسّ فراشها يتنجّس ويجب عليه الغسل ، ويجب على زوجها أن يعزل فراشه ولا يجامعها إلاّ بعد سبعة أيّام من طهرها فيكون انقطاعه عنها أربعة عشر يوماً ، وغير ذلك من الأحكام الشاقّة (وَاعْفُ عَنَّا ) ذنوبنا يعني امح ذنوبنا التي لم يطّلع عليها غيرك (وَاغْفِرْ لَنَا ) خطايانا ، يعني استر خطايانا التي اطّلعت عليها الناس وأنسِهم إيّاها (وَارْحَمْنَآ ) في عالم البرزخ ، أي ارحمنا بعد موتنا كما رحمتنا في الدنيا (أَنتَ مَوْلاَنَا ) أي سيّدنا (فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) .



تمّ بعون الله تفسير المتشابه من سورة البقرة

ويليه تفسير سورة آل عمران .


منقول من كتاب
المتشابه من القرآن
لـ( محمد علي حسن الحلي ) رحمه الله تعالى
عبد القهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير القران المهندس منتدى القرآن الكريم 11 09-17-2011 09:34 AM
تفسير الاذان والاقامة من قبل الامام علي بن ابي طالب (ع) محمد عباس الخفاجي المنتدى الإسلآمي العام 2 06-12-2011 01:17 PM
حلقات تفسير القرآن الكريم محمدالشيخ منتدى القرآن الكريم 13 01-28-2011 10:44 PM
تفسير المادة (76) تفسير تعبير ((الكتلة النيابية الأكثر عدداً)) الأستاذ منتدى الأخبار والمقالات السياسية 3 05-14-2010 04:36 PM
تفسير الحروف عن الامام الرضا ع دموع الشرقية المنتدى الإسلآمي العام 4 12-21-2009 04:45 PM


جميع المواضيع والمشاركات المطروحه في منتديات فدكـ الثقافية تعبر عن رأي أصحابها ولاتعبر عن رأي الإدارة

تطوير واستضافة: شبكة جنة الحسين (عليه السلام) للإنتاج الفني

الساعة الآن: 12:40 AM.


Design By

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2010
جميع الحقوق محفوظة لـ: شبكة فدك الثقافية