التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعه وفي كل ساعه وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين وصلى الله على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين .. اللهم انا نشهدكَ بأننا والينا محمدا وعلي وفاطمه والحسن والحسين والائمة المعصومين من ذرية الحسين .. وارواحنا فداء لحجتك المنتظر ..
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز الموضوع المميز المشرف المميز المشرفة المميزه
كينج دمنهور أنواع التنظيف المنزلي
بقلم : كينج دمنهور
قريبا قريبا

العودة   منتديات فدك الثقافية > واحة المنتديات الأسلآمية > منتدى القرآن الكريم

منتدى القرآن الكريم كل مايخص ويهتم بدراسة القرآن الكريم وتفسيره وعلومه

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-29-2013, 03:57 AM   #11
عبد القهار
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 121
معدل تقييم المستوى: 12
عبد القهار is on a distinguished road

المستوى : 10 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 225

النشاط 40 / 7618
المؤشر 3%

افتراضي تفسير بعض من آيات سورة آل عمران ( 10)

بسم الله الرحمن الرحيم


159 – ثمّ بيّن سبحانه أنّ مساهلة النبيّ إيّاهم ومجاوزته عنهم من تعداد رحمته تعالى حيث جعله ليّن العطف حسن الخلق فقال (فَبِمَا رَحْمَةٍ) أي فبرحمةٍ وحرف (ما) للتنوّع ، والمعنى ومن بعض أنواع النعم التي أنعم الله بِها عليهم أن جعلك ليّن القلب غير قاسٍ لكي ينقادوا لك ولا ينفروا منك (مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ) معناه أنّ لينك لهم مِمّا يوجب دخولهم في الدين (وَلَوْ كُنتَ) يا محمّد (فَظًّا) أي جافياً سيّء الخلق (غَلِيظَ الْقَلْبِ) أي قاسي القلب (لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ) أي لتفرّق أصحابك عنك ونفروا منك (فَاعْفُ عَنْهُمْ) زلّتهم يوم أحد (وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ) أي اطلب لهم المغفرة من الله (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ) أي في أمر الحرب وغيره مِمّا لم ينزل به وحي لتقتدي بك أمّتك في المشورة ، وفي آية أخرى قال تعالى في سورة الشورى {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} . (فَإِذَا عَزَمْتَ) على عمل شيء بعد المشاورة (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ) أي فاعتمد عليه وثق به وفوّض أمرك إليه (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) عليه فينصرهم ويقضي حوائجهم .

161 – لَمّا رجع المنهزمون من أصحاب النبيّ يوم أحد واعتذروا إليه قبل عذرهم وعفا عنهم ، فقال بعضهم لبعض لو كنّا مع قريش وكانت هذه الهزيمة منّا لم يقبل عذرنا أبو سفيان بل لأهاننا عليها وحقد قلبه علينا ولكنّ النبيّ قبل عذرنا وعفا عنّا . فنزلت هذه الآية (وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ) وتقديره ما كان لنبيٍّ أن يهين قومه وما كان له أن يغلّ ، يعني وليس له أن يكون حقوداً عليهم . فالغلّ يريد به الحقد ، والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة الأعراف في وصف أهل الجنة {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ} يعني من حقدٍ . وقال أيضاً في سورة الحشر{وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} . وقوله (وَمَن يَغْلُلْ) يعني ومن يحمل قلبه غيظاً وحقداً على قومه (يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) يعني يأتي بحقده عليهم فلا يشفع لهم ، ولكنّنا لم نختر للرسالة أناساً حقودين بل جعلناهم مسامحين (ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ) من قومه جزاء (مَّا كَسَبَتْ) في دار الدنيا من خير أو شرّ (وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) في حقّهم .

162 - ثمّ بيّن سبحانه بأنّ الأنبياء لا تقاس بالكفرة والمشركين فقال (أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ) وهو محمّد (كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ) وهو أبو سفيان ، والمعنى أتقيسون محمّداً الذي اتّبع رضا الله بأبي سفيان الذي باء بسخط من الله فتقولون لوكنّا من أصحابه وحدثت هذه الحادثة في معسكره لأهاننا وحقد قلبه علينا (وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ) يوم القيامة (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) يكون مصيره .

وأظنّك تقول أنّ النبيّ قد عفا عن أبي سفيان يوم فتح مكّة وقال من دخل دار أبي سفيان فهو آمِن . أقول هذا صحيح ولكنّ النبيّ من سجاياه الكرم والعفو والشفقة على قومه ولذلك عفا عنه ، ولقد عفا عن كثير من الناس ليس أبو سفيان وحده ، ولكنّ أعمال أبي سفيان وجرائمه لا تغتفر فقد كان رأس الفتنة وسبب العداوة وقائد جيش الكفر ، فقد أهان المسلمين وقتلهم وشرّدهم ، ولكنّ النبيّ عفا عنه بحسن أخلاقه وكريم سجاياه كما قال الشاعر :

مَلَكْنا فكانَ العفوُ مِنّا سجِيّةً فَلَمّا مَلَكْتمْ سالَ بِالدَّمِ أبْطََحُ

فَحَسبُكمُ هذا التفاوُتُ بَينَنا وكلّ إناءٍ بِالذي فيهِ يَنضحُ

فقد قال الله تعالى في سورة المائدة {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ ...الخ} ثمّ يقول {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} فالتوبة تقبل قبل المقدرة لا بعد المقدرة .

163 – ثمّ بيّن سبحانه بأنّ الأنبياء درجات ومراتب وليس كلّهم سواء في الأخلاق والأعمال فقال (هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ) يعني هم على مراتب ومنازل ، ومِمّا يؤيّد هذا قوله تعالى في سورة الإسراء {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ} ، (واللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) فيعطي كلاً منهم على قدر اعماله .

165 – ثمّ عاد الكلام إلى ذكر الجهاد فقال تعالى (أَوَلَمَّا) تقديره ولَمّا أصابتكم مصيبة قلتم أنّى هذا , والألف للاستفهام (أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ) يوم أحد (قَدْ أَصَبْتُم) من المشركين (مِّثْلَيْهَا) يوم بدر ، فقد قتل من المسلمين سبعون رجلاً يوم أحد ، ولكنّ المشركين قتل منهم سبعون وأسر سبعون وذلك يوم بدر ، ثمّ (قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا) أي كيف يكون هذا الخذلان علينا والنصر للكافرين (قُلْ) يا محمّد (هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ) أي قل لهم إنّ الذي أصابكم من قتل وهزيمة كان سببه أصحابكم الذين تركوا أماكنهم وذهبوا وراء السلب والنهب فجاء العدوّ من خلفهم وضربهم و (إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)فقد كان قادراً على نصركم ولكن لم ينصركم في ذلك اليوم لأنّكم خالفتم أمر نبيّكم وتركتم مراكزكم فحلّ بكم ما قد حلّ .



منقول من كتاب تفسير المتشابه
للراحل محمد علي حسن الحلي رحمه الله تعالى
عبد القهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-01-2013, 02:39 PM   #12
عبد القهار
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 121
معدل تقييم المستوى: 12
عبد القهار is on a distinguished road

المستوى : 10 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 225

النشاط 40 / 7618
المؤشر 3%

افتراضي تفسير بعض من آيات سورة آل عمران ( 11)

بسم الله الرحمن الرحيم

166 – (وَمَا أَصَابَكُمْ) أيّها المسلمون (يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ) جمع المسلمين وجمع المشركين ، يعني ما أصابهم من النكبة والقتل يوم أحد (فَبِإِذْنِ اللّهِ) أي بعقوبة الله لكم لأنّكم خالفتم أمر نبيّكم بترككم مراكزكم (وَلِيَعْلَمَ) الله (الْمُؤْمِنِينَ . وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ) أي ليميّز الله المؤمنين من المنافقين بتلك الحادثة فتنكشف للناس أسرارهم فيعرفون المؤمن من المنافق (وَقِيلَ لَهُمْ) أي للمنافقين قبل الخروج إلى القتال (تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ) عن حريمكم وأنفسكم إن لم تقاتلوا في سبيل الله ، قال لهم ذلك عبد الله وعمرو بن حزام الأنصاري . فأجاب عبد الله بن أبي ومن كان معه من أصحابه وهم ثلاثمائة رجل و (قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ) أي لو نعلم أنّ علينا واجباً يقضي بالقتال لاتّبعناكم في سفركم هذا وقاتلنا معكم ولكن لا نرى واجباً يقضي بذلك . فكان هذا عذرهم (هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ) يعني بإظهار هذا القول صاروا أقرب للكفر في أعين المسلمين إذ كانوا قبل ذلك أقرب للإيمان ، فعلم المؤمنون منهم ما لم يعلموه (يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) أي يقولون ذلك ليعتذروا لكم ولكن الذي يضمرونه في قلوبهم ويكتمونه من النفاق غير الذي يظهرونه بألسنتهم (وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ) فلا تخفى عليه خافية .

168 – (الَّذِينَ قَالُواْ) يعني المنافقين (لإِخْوَانِهِمْ) في النفاق ، يعني قال بعضهم لبعض ، وهم عبد الله بن أبي وأصحابه قالوا في قتلى أحد (وَقَعَدُواْ) عن القتال ، يعني قعدوا في ديارهم ولم يخرجوا مع النبيّ ، قالوا (لَوْ أَطَاعُونَا) في القعود في البيت وترك الخروج إلى القتال (مَا قُتِلُوا قُلْ) يا محمّد لهم (فَادْرَؤُوا) أي ادفعوا (عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ) إذا جاء أجلكم (إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) في هذه المقالة .

175 – (إِنَّمَا ذَلِكُمُ) إشارة إلى أبي سفيان ، وضمير الميم يعود للمسلمين ، والمعنى إنّما ذلك الشيطان الذي هو عدوّ لكم فلا تخافوه إنّما هو (الشَّيْطَانُ) فهو شيطان الإنس وهو العدوّ اللدود للنبيّ في ذلك الوقت وهو سبب تلك الحروب التي وقعت بين المسلمين والمشركين فهو (يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ) أي يخوّف من تولاّه من المشركين بأن يقول لهم إن لم تقاتلوا محمّداً وتنصروا آلهتكم فإنّها لا تشفع لكم عند الله (فَلاَ تَخَافُوهُمْ) أيّها المسلمون ، أي لا تخافوا أولياء الشيطان لأنّ الله ينصركم عليهم (وَخَافُونِ) باتّباع نبيّكم (إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) كما ينبغي .

179 – بعد وقعة أحد بمدّة وجيزة سأل النبيّ من الله واستشاره في غزوة بني الأسد هل ينتصر عليهم , فنزل جبرائيل وقال توكّل على الله وهو ناصرك عليهم . فجاء النبيّ وأخبر أصحابه بذلك ، فلمّا سمِعوا ذلك قال بعضهم لو أخبرنا عن أسماء الذين يُقتَلون في هذه الغزوة ، وقال آخرون إنّا نتخلّف عن الذهاب معه وقال آخرون لو تركنا قاعدين في ديارنا زمناً فقد أتعبَنا القتال . فنزلت هذه الآية (مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ) أي ليترك (الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ) من القعود في دياركم (حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) بالجهاد في سبيله (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ) فيخبركم بأنّ فلاناً يُقتل في هذه الغزوة وفلاناً يُقتل لأنّ ذلك يضعف من عزيمته فيستسلم للقتل دون أن يقاتل (وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي) أي يختار (مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء) فيخبره ببعض مغيّباته ، ولا يصحّ أن يخبركم الرسول بِمن سيُقتَل في هذه الغزوة لأنّ ذلك يضعف من قوّتكم ويحطّ من عزيمتكم (فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرسُولِهِ) ولا تعترضوا أمرهما (وَإِن تُؤْمِنُواْ) بِما قال لكم رسول الله من أمر الغزوة (وَتَتَّقُواْ) في ذلك التخلّف عنه وتذهبوا معه لنصرته (فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ) عند الله .

181 – كتب النبيّ مع أبي بكر إلى يهود قينقاع يدعوهم إلى دين الإسلام ، فدخل أبو بكر بيت مدراسهم فوجد ناساً كثيرين منهم اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له فنحاص بن عازور ، فدعاهم إلى دين الإسلام فقال فنحاص إنّ الله عهد إلينا أن لا نؤمن لرسول حتّى يأتينا بقربانٍ تأكله النار فهل يستطيع محمّد أن يفعل ذلك ؟ قال أبو بكر لا أعلم ، قال فنحاص هل عنده كتاب ؟ قال نعم ، قال اقرأ عليّ منه ، فقرأ أبو بكر بعض آيات من القرآن حتّى وصل إلى قوله تعالى في سورة البقرة {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} ، فقال فنحاص إذاً الله فقير ونحن أغنياء فهو يستقرض منّا . وأخذوا يضحكون ، فغضب أبو بكر وضرب وجه فنحاص وخرج وعاد إلى النبيّ وأخبره بذلك . فنزلت هذه الآية (لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ) اليهود (الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء) ولذلك يستقرض منّا ، فتوعّدهم الله بالعذاب على قولهم فقال (سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ) أي ستكتب الملائكة قولهم هذا في صحائف أعمالهم وسوف نعاقبهم عليه يوم القيامة وليس هذا القول منهم بغريب فقد قال أسلافهم أكبر من هذا القول لموسى أرِنا الله جهرة ، وقالوا اذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا ها هنا قاعدون . (وَ) كذلك (قَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ) أي بغير ذنب ، فسوف ندخل هؤلاء المجرمين جهنّم (وَنَقُولُ) لهم في ذلك الحين (ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ) أي المحرق .

182 – (ذَلِكَ) العذاب لكم (بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ) من قتل الأنبياء والكفر بآيات الله وأعمالكم السيّئة (وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ) ولكنّ الناس أنفسهم يظلمون .





منقول من كتاب تفسير المتشابه
للراحل محمد علي حسن الحلي رحمه الله تعالى
عبد القهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-2013, 06:33 PM   #13
عبد القهار
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 121
معدل تقييم المستوى: 12
عبد القهار is on a distinguished road

المستوى : 10 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 225

النشاط 40 / 7618
المؤشر 3%

افتراضي تفسير بعض من آيات سورة آل عمران ( 12)

بسم الله الرحمن الرحيم


183 – (الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا) في التوراة (أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ) يأتي من بعد موسى (حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ) أي بثور يقرّبه لله (تَأْكُلُهُ النَّارُ) يعني تنزل نار من الفضاء فتحرق ذلك القربان (قُلْ) يا محمّد لهم (قَدْ جَاءكُمْ رُسُلٌ) كثيرون (مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ) أي بالدلالات والحجج الواضحات (وَبِالَّذِي قُلْتُمْ) أي القربان الذي تأكله النار ، فقد جاء به النبيّ إيليّا (فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ) أي قتلهم أسلافكم وكذّبوهم وكذلك أنتم كذّبتم كما كذّب أسلافكم (إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) في دعواكم هذه .

184 – (فَإِن كَذَّبُوكَ) هؤلاء اليهود (فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ) كثيرون (مِّن قَبْلِكَ) يا محمّد ، أي أمم كثيرة كذّبت رسلها (جَآؤُوا) إلى قومهم (بِالْبَيِّنَاتِ) أي بالأدلّة والبراهين (وَالزُّبُرِ) جمع زبور (وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ) أي المضيء إلى طريق الحقّ ، يعني التوراة والإنجيل .

وإليك ما جاء في التوراة من قصة القربان الذي أكلته النار والنبيّ الذي جاء بهذه المعجزة ، فقد جاء في الاصحاح الثامن عشر من الملوك الأوّل ما يلي :

[20فَأَرْسَلَ أَخْآبُ إِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَجَمَعَ الأَنْبِيَاءَ إِلَى جَبَلِ الْكَرْمَلِ. 21فَتَقَدَّمَ إِيلِيَّا إِلَى جَمِيعِ الشَّعْبِ وَقَالَ: "حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ الْفِرْقَتَيْنِ؟ إِنْ كَانَ الرَّبُّ هُوَ اللَّهَ فَاتَّبِعُوهُ، وَإِنْ كَانَ الْبَعْلُ فَاتَّبِعُوهُ". فَلَمْ يُجِبْهُ الشَّعْبُ بِكَلِمَةٍ. 22ثُمَّ قَالَ إِيلِيَّا لِلشَّعْبِ: "أَنَا بَقِيتُ نَبِيّاً لِلرَّبِّ وَحْدِي، وَأَنْبِيَاءُ الْبَعْلِ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ رَجُلاً. 23فَلْيُعْطُونَا ثَوْرَيْنِ، فَيَخْتَارُوا لأَنْفُسِهِمْ ثَوْراً وَاحِداً وَيُقَطِّعُوهُ وَيَضَعُوهُ عَلَى الْحَطَبِ، وَلَكِنْ لاَ يَضَعُوا نَاراً. وَأَنَا أُقَرِّبُ الثَّوْرَ الآخَرَ وَأَجْعَلُهُ عَلَى الْحَطَبِ، وَلَكِنْ لاَ أَضَعُ نَاراً. 24ثُمَّ تَدْعُونَ بِاسْمِ آلِهَتِكُمْ وَأَنَا أَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ. وَالإِلَهُ الَّذِي يُجِيبُ بِنَارٍ فَهُوَ اللَّهُ". فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ: "الْكَلاَمُ حَسَنٌ". 25فَقَالَ إِيلِيَّا لأَنْبِيَاءِ الْبَعْلِ: "اخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمْ ثَوْراً وَاحِداً وَقَرِّبُوا أَوَّلاً، لأَنَّكُمْ أَنْتُمُ الأَكْثَرُ، وَادْعُوا بِاسْمِ آلِهَتِكُمْ، وَلَكِنْ لاَ تَضَعُوا نَاراً". 26فَأَخَذُوا الثَّوْرَ الَّذِي أُعْطِيَ لَهُمْ وَقَرَّبُوهُ، وَدَعُوا بِاسْمِ الْبَعْلِ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الظُّهْرِ: "يَا بَعْلُ أَجِبْنَا". فَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ. ... 30قَالَ إِيلِيَّا لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: "تَقَدَّمُوا إِلَيَّ". فَتَقَدَّمَ جَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَيْهِ. فَرَمَّمَ مَذْبَحَ الرَّبِّ الْمُنْهَدِمَ. 31ثُمَّ أَخَذَ إِيلِيَّا اثْنَيْ عَشَرَ حَجَراً، بِعَدَدِ أَسْبَاطِ بَنِي يَعْقُوبَ (الَّذِي كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ: "إِسْرَائِيلَ يَكُونُ اسْمُكَ") 32وَبَنَى الْحِجَارَةَ مَذْبَحاً بِاسْمِ الرَّبِّ، وَعَمِلَ قَنَاةً حَوْلَ الْمَذْبَحِ تَسَعُ كَيْلَتَيْنِ مِنَ الْبِزْرِ. 33ثُمَّ رَتَّبَ الْحَطَبَ وَقَطَّعَ الثَّوْرَ وَوَضَعَهُ عَلَى الْحَطَبِ وَقَالَ: "امْلَأُوا أَرْبَعَ جَرَّاتٍ مَاءً وَصُبُّوا عَلَى الْمُحْرَقَةِ وَعَلَى الْحَطَبِ". 34ثُمَّ قَالَ: "ثَنُّوا" فَثَنَّوْا. وَقَالَ: "ثَلِّثُوا فَثَلَّثُوا. 35فَجَرَى الْمَاءُ حَوْلَ الْمَذْبَحِ وَامْتَلَأَتِ الْقَنَاةُ أَيْضاً مَاءً. 36وَكَانَ عِنْدَ إِصْعَادِ التَّقْدِمَةِ أَنَّ إِيلِيَّا النَّبِيَّ تَقَدَّمَ وَقَالَ: "أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ، لِيُعْلَمِ الْيَوْمَ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ فِي إِسْرَائِيلَ، وَأَنِّي أَنَا عَبْدُكَ، وَبِأَمْرِكَ قَدْ فَعَلْتُ كُلَّ هَذِهِ الأُمُورِ. 37اسْتَجِبْنِي يَا رَبُّ اسْتَجِبْنِي، لِيَعْلَمَ هَذَا الشَّعْبُ أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ الإِلَهُ، وَأَنَّكَ أَنْتَ حَوَّلْتَ قُلُوبَهُمْ رُجُوعاً". 38فَسَقَطَتْ نَارُ الرَّبِّ وَأَكَلَتِ الْمُحْرَقَةَ وَالْحَطَبَ وَالْحِجَارَةَ وَالتُّرَابَ، وَلَحَسَتِ الْمِيَاهَ الَّتِي فِي الْقَنَاةِ. 39فَلَمَّا رَأَى جَمِيعُ الشَّعْبِ ذَلِكَ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَقَالُوا: "الرَّبُّ هُوَ اللَّهُ! الرَّبُّ هُوَ اللَّهُ!". 40فَقَالَ لَهُمْ إِيلِيَّا: "أَمْسِكُوا أَنْبِيَاءَ الْبَعْلِ وَلاَ يُفْلِتْ مِنْهُمْ رَجُلٌ". فَأَمْسَكُوهُمْ، فَنَزَلَ بِهِمْ إِيلِيَّا إِلَى نَهْرِ قِيشُونَ وَذَبَحَهُمْ هُنَاكَ.]

ولعلّك تقول هذه قصّة القربان الذي أكلته النار ، فأين القتل من قوله تعالى (فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) فإليك قصّة قتلهم الأنبياء :

فقد جاء في الاصحاح التاسع عشر من سفر الملوك الأوّل من التوراة قال : "1وَأَخْبَرَ أَخْآبُ * إِيزَابَلَ بِكُلِّ مَا عَمِلَ إِيلِيَّا، وَكَيْفَ أَنَّهُ قَتَلَ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ بِالسَّيْفِ. 2فَأَرْسَلَتْ إِيزَابَلُ رَسُولاً إِلَى إِيلِيَّا تَقُولُ: "هَكَذَا تَفْعَلُ الآلِهَةُ وَهَكَذَا تَزِيدُ إِنْ لَمْ أَجْعَلْ نَفْسَكَ كَنَفْسِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي نَحْوِ هَذَا الْوَقْتِ غَداً". 3فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَامَ وَمَضَى لأَجْلِ نَفْسِهِ ... وجاء إِلَى جَبَلِ اللَّهِ حُورِيبَ، 9وَدَخَلَ هُنَاكَ الْمَغَارَةَ وَبَاتَ فِيهَا. وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ: "مَا لَكَ هَهُنَا يَا إِيلِيَّا؟" 10فَقَالَ: "قَدْ غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ إِلَهِ الْجُنُودِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ وَنَقَضُوا مَذَابِحَكَ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي. وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لِيَأْخُذُوهَا".

[* كان آخاب ملكاً على بني إسرائيل فتزوّج إيزابيل بنت اثيبعل ملك الصيدونيين وهي امرأة مشركة فدعته إلى عبادة البعل فعبده وسجد له وأقام مذبحاً للبعل وعمل سواري وزاد في عمل الشرّ في عيني الربّ أكثر من جميع الذين قبله .]

185 – (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ) أي كلّ نفس تشعر بالموت وتذوق آلامه ، ولكنّ النفس لا تموت لأنّها أثيرية ، والإنسان الحقيقي هو النفس أي الروح لا الجسم ، وقد شرحت هذا الموضوع بالتفصيل في كتابي "الإنسان بعد الموت" وفي كتاب "ساعة قضيتها مع الأرواح" ، وقوله (وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ) أي تُعطَون جزاء أعمالكم وافياً (يَوْمَ الْقِيَامَةِ) إن خيراً فثواب وإن شرّاً فعقاب (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) فوزاً عظيماً .

تحشر النفوس يوم القيامة في الفضاء حول الشمس فتأتي الملائكة وتسحب النفوس الصالحة من جاذبية الشمس وتأخذها إلى الجنّة ، أمّا النفوس الشريرة الكافرة فتبقى في مكانها معذّبة تحت جاذبية الشمس . فهذا معنى قوله تعالى (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ) يعني فمن زحزحته الملائكة عن الشمس وعن جاذبيّتها وأخذته إلى الجنّة فقد فاز ، وأمّا من بقي فيها مقيّداً بجاذبيّتها فقد هلك (وَما) متاع (الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) ، ومعناه وما لذّات الدنيا وشهواتها وزينتها إلاّ أسباب الغرور فهي تغرّكم كما يغرّ الصيّاد بحبّاته فإذا نزل الطير ليأكله وقع في فخّ الصيّاد فكونوا على حذر ولا تقعوا في فخّها .

وقد سئل المسيح (ع) لِمَ لا تتزوّج ، فقال : "إذا تزوّجت صار لي أولاد ، والأولاد إن عاشوا فتنوا وإنْ ماتوا أحزنوا ."



منقول من كتاب تفسير المتشابه
للراحل محمد علي حسن الحلي رحمه الله تعالى
عبد القهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-2013, 03:05 AM   #14
عبد القهار
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 121
معدل تقييم المستوى: 12
عبد القهار is on a distinguished road

المستوى : 10 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 225

النشاط 40 / 7618
المؤشر 3%

افتراضي تفسير بعض من آيات سورة آل عمران ( 13 )

بسم الله الرحمن الرحيم


187 – (وَ) اذكر لهم يا محمّد (وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ) يعني اليهود ، والميثاق هو العهد ، والمعنى : وذكّرهم يا محمّد بالعهد الذي أخذه الله عليهم بأن لا يعبدوا البقر ولا الحجر ولا النجم ولا الشجر بل يعبدوا الله وحده ولا يشركوا به شيئاً ، وأكّد على علمائهم وأحبارهم بقوله تعالى لهم (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ) أي يجب عليكم أيّها الأحبار أن تذكّروا أصحابكم وقومكم بهذا العهد وتبيّنوه لهم جيلاً بعد جيل لئلاّ ينسوه ويلتفتوا إلى الأصنام فيعبدوها (وَلاَ تَكْتُمُونَهُ) أي ولا تكتموا العهد عن قومكم خوفاً من رؤسائكم وملوككم بل يجب عليكم أن تذكّروهم على الدوام .

فأخبر الله تعالى عنهم بأنّهم نقضوا العهد الذي أخذه عليهم وعبدوا الأصنام والنجم والشجر فقال تعالى (فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ) وهذا مثل عند العرب يقال في العهد إذا نقضوه أو في شيء تركوه ، ومعناه : وتركوا عهد الله جانباً ولم يَفُوا به (وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً) يعني استبدلوا به مالاً يسيراً ، وذلك أنّ رؤساءهم وملوكهم أعطَوا الأحبار من المال والهدايا ليسكتوا عن الدعوة إلى التوحيد وبقائهم على عبادة الأصنام فأخذوا المال وسكتوا (فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) أي بئس المال الذي أخذوه بدل تذكير قومهم على العهد ودعوتهم إلى عبادة الله لأنّ المال يزول وآخذي المال يُعاقَبون يوم القيامة .

188 – ثمّ أخذ سبحانه في ذمّ أحبار اليهود الذين أخذوا المال وفرحوا به وسكتوا عن عبادة قومهم للأوثان وتركوا الدعوة إلى التوحيد فقال (لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أوتُواْ) من المال (وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ) بين قومهم فيحترمونهم ويمدحونهم ويقبّلون أيديهم (بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ) من فعل يستحقّون عليه المدح بين الناس أو يستحقّون به الثواب عند الله بل لمجرّد أنّهم أحبار (فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ) أي لا تظنّ أنّهم ينجون من العذاب يوم القيامة بعذرهم حيث يقولون إنّنا لم نعبد الأصنام كما عبد قومنا ، فنقول لهم ألم تكونوا علماء قومكم وأحبارهم فلم لم تعلّموهم وتذكّروهم بالعهد الذي أخذه الله عليهم بل سكتّم عنهم وفرحتم بالمال الذي أخذتموه من مرؤوسيكم ، فهؤلاء لهم الخزي في البرزخ (وَلَهُمْ) يوم القيامة (عَذَابٌ أَلِيمٌ) .

189 – ثمّ بيّن سبحانه أنّه غنيّ عن عبادة خلقه فقال (وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) فلا يحتاج إلى عبادة أحد من خلقه ، فإن دعوتم الناس إلى عبادته أيّها الأحبار فإنّكم تؤجَرون وإن تركتم الدعوة ورضيتم بالإشراك فإنّكم تخسرون 1، (وَاللّهُ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فلو شاء لهداهم إلى التوحيد ولكن يهدي من يستحقّ الهداية ويضلّ من يستحقّ الضلالة .

---------------------------------------------

1[ومثلها في التوراة "17 قَدْ جَعَلْتُكَ رَقِيباً لِآل إِسْرَائِيلَ. فَـتسْمَعِ الْكَلِمَةَ مِنْ فَمِي وتَنْذِرُهُمْ عنّي. 18إِذَا قُلْتُ لِلمنافقِ: إنّك تَمُوتُ مَوْتاً وَمَا أَنْذَرْتَهُ أَنْتَ وَلاَ تَكَلَّمْتَ إِنْذَاراً لِلمنافقِ مِنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ ليتوب, فَذَلِكَ المنافق يَمُوتُ بِإِثْمِهِ, أَمَّا دَمُهُ فَمِنْ يَدِكَ أَطْلُبُهُ. 19وَإِنْ أَنْذَرْتَ المنافق وَلَمْ يَرْجِعْ عَنْ شَرِّهِ وَلاَ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ, فَإِنَّهُ يَمُوتُ بِإِثْمِهِ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ نَجَّيْتَ نَفْسَكَ." – حزقيال 3: 17-19 ، فما أحرى بذوي العلم فينا من هداية الضالّين ! – المراجع ]



200 – ثمّ حثّ الله المؤمنين على الصبر والثبات في قتال الكافرين فقال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ) على قتال الكافرين ولا تجزعوا (وَصَابِرُواْ) إخوانكم ، أي أوصوا إخوانكم بالصبر ، والمعنى فليصبّر بعضكم بعضاً ، وهذا على وزن اكتبوا وكاتبوا ، (وَرَابِطُواْ) في مكانكم ، يعني لازموا أماكنكم ولا تنهزموا (وَاتَّقُواْ اللّهَ) في هذه الأوامر ولا تتخاذلوا (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) في قتالكم وتنتصرون على عدوّكم .



تمّ بعون الله تفسير سورة آل عمران

ويليه تفسير سورة النساء

================



منقول من كتاب تفسير المتشابه
للراحل محمد علي حسن الحلي رحمه الله تعالى
عبد القهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرد على الملحدين ( متسلسل ) عبد القهار منتدى القرآن الكريم 12 05-20-2013 03:49 PM
الإنسان بعد الموت ( متسلسل ) عبد القهار منتدى القرآن الكريم 12 05-12-2013 02:22 PM
تفسير بعض من آيات سورة البقرة ( متسلسل ) عبد القهار منتدى القرآن الكريم 34 02-19-2013 12:41 AM
ذكرى وفاة السيدة مريم بنت عمران (ع) 25 صفر سبل النجاة منتدى أهل البيت 8 02-05-2011 12:02 PM
تفسير المادة (76) تفسير تعبير ((الكتلة النيابية الأكثر عدداً)) الأستاذ منتدى الأخبار والمقالات السياسية 3 05-14-2010 04:36 PM


جميع المواضيع والمشاركات المطروحه في منتديات فدكـ الثقافية تعبر عن رأي أصحابها ولاتعبر عن رأي الإدارة

تطوير واستضافة: شبكة جنة الحسين (عليه السلام) للإنتاج الفني

الساعة الآن: 03:50 AM.


Design By

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2010
جميع الحقوق محفوظة لـ: شبكة فدك الثقافية