التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعه وفي كل ساعه وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين وصلى الله على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين .. اللهم انا نشهدكَ بأننا والينا محمدا وعلي وفاطمه والحسن والحسين والائمة المعصومين من ذرية الحسين .. وارواحنا فداء لحجتك المنتظر ..
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز الموضوع المميز المشرف المميز المشرفة المميزه
كينج دمنهور أنواع التنظيف المنزلي
بقلم : كينج دمنهور
قريبا قريبا

العودة   منتديات فدك الثقافية > واحة المنتديات الأسلآمية > منتدى القرآن الكريم

منتدى القرآن الكريم كل مايخص ويهتم بدراسة القرآن الكريم وتفسيره وعلومه

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-17-2013, 11:44 PM   #11
عبد القهار
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 121
معدل تقييم المستوى: 12
عبد القهار is on a distinguished road

المستوى : 10 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 225

النشاط 40 / 7618
المؤشر 3%

افتراضي حادثة إغماء

بسم الله الرحمن الرحيم


حادثة إغماء

وإليك حادث أخر أذكره عن كتاب "الأرواح" للشيخ طنطاوي جوهري في صفحة 16 قال :

"روى الدكتور جيبيه في كتابه (تحليل الأشياء) ما يأتي تعريبه :

حدّثني شابّ له من العمر ثلاثون سنة نقّاش ماهر في صناعته قال : دخلت منذ أيام منزلي نحو الساعة العاشرة ليلاً وقد اعتراني نوع غريب من الإعياء فأوقدت المصباح ووضعته على مائدة بالقرب من سريري ثمّ أشعلت سيكارة وتمدّدت على مقعدي قصد الاستراحة . وما كدت أسند رأسي إلى ظهر الكرسي حتّى شعرت بالأشياء المجاورة أخذت تدور من نفسها واعترتني دوخة شديدة انتقلت على أثرها فجأة ومن دون انتباه إلى وسط الغرفة فعجبت لِهذا الانتقال الغريب .

ولا تسل عن اندهاشي لمّا نظرت إلى ما حولي فرأيت جسمي متمدّداً على المقعد برخاوة ويساري مرفوعة على رأسي والسيكارة بين أصابعها . ففي أوّل وهلة ظننت نفسي نائماً وأنّ ما أراه حلماً وإذ لاحظت بعد هنيهة أنّي لم أرَ قطّ حلماً واضحاً كهذا خلتُ نفسي ميّتاً ، وإذ ذاك خطر على ذهني ما كنت سمعته عن وجود الأرواح وقلت في ذاتي أنّي أصبحت روحاً وتذكّرتُ كلّ ما قيل لي في هذا الموضوع وأسفت بمرارة على نهاية حياتي قبل إكمال بعض أعمالي .

ثمّ دنوت من جسمي الذي كنت أخاله جثّة فرأيت فيه من حركة التنفّس ما نبّه خاطري ونظرت إلى صدره فعاينت القلب من داخله يطرق بنظام طرقات ضعيفة فتأكّدت حينئذٍ أن قد اعتراني إغماء غريب في بابه وقلت في نفسي إن من يُغشى عليهم لا يتذكّرون ما يصيبهم وقت الإغماء وخفت أن أفقد ذكر ما أراه بعد إفاقتي من الغشيان . وإذ أمنت قليلاً أمر الموت صرفت ذهني إلى ما حولي وتغاضيت عن جسدي الراقد على المقعد فنظرت إلى المصباح وإذ رأيته مشتعلاً بالقرب من سريري خفت على الستائر أن تلتهب بفعل الحرارة فقصدت أن أطفئ المصباح فأمسكت زرّ الفتيلة وعبثاً حاولت برمه مع أنّي كنت أشعر جيّداً بدقائق الزرّ بين أصابعي ولكنّي لم أقوَ على تحريكه بتاتاً . ثمّ صرفت نظري إلى نفسي فرأيت ذاتي كأنّي متّشح بلباس أبيض ويدي تخترق جسمي بسهولة وإذ وقفت تجاه المرآة فبدلاً من أن أرى صورتي مرتسمة عليها شعرت بنظري يمتدّ إلى ما وراءها فرأيت الجدار ومؤخّر الصور والأمتعة الموجودة في غرفة جاري مع أنّه لا وجود للنور فيها ؛ إنّما كنت أستضيء بشعاع نور ينبعث من صدري وينير الأشياء الواقع نظري عليها .

فخطر ببالي أن أدخل غرفة جاري التي لم أرها قطّ قبلاً وهو كان متغيّباً وقتئذٍ عن باريس فما كدت أشعر برغبتي هذه حتّى عاينت نفسي داخل الغرفة ولا أدري كيف تمّ هذا الانتقال السريع ، إنّما على ظنّي اخترقت الجدار كما اخترقه نظري . فأخذت أتجوّل في مخادع جاري لأوّل مرّة وأحفظ في ذهني ما أراه فيها ثمّ دخلت مكتبته وقرأت أسماء بعض كتب موضوعة على الرفوف وكلّما قصدت الانتقال من مكانٍ إلى آخر كنت أصير حيثما أرغب بلمح البصر وبمجرّد إرادتي .

ومنذ ذلك تشوّهت أفكاري وما عدت أذكر شيئاً ، فقط أعلم أنّي كنت أنتقل إلى أماكن بعيدة جداً إلى إيطاليا على ما أظنّ ولكن لست أدري ما رأيت وعملت فيها إذ لم يعد لي سلطة على ضبط أفكاري وهي تنقلني حيثما توجّهت قبل أن أتولّى زمامها ؛ فحمقاء المنزل كانت تقود وقتئذٍ معها المنزل إلى أن صحوت الساعة الخامسة صباحاً وأنا متوسّد المقعد بارد الجسم متشنّج الأعضاء وسيكارتي بيدي مطفأة . فقمت إلى سريري واعتراني نفاض مزعج نمت على أثره بضع ساعات وما استيقظت إلاّ ضحى النهار .

واستنبطت في ذلك اليوم حيلة للدخول مع البوّاب إلى منزل جاري فتفقّدت الصور والأثاث وأسماء الكتب فرأيت كلّ هذا طبق ما عاينت وقت الإغماء إلاّ أنّي لم أكلّم أحداً بالحادثة حذراً من أن ينسبوا لي الجنون أو الهذيان ." انتهى .




منقول من كتاب الإنسان بعد الموت
لـ (محمد علي حسن الحلي)
رحمه الله تعالى

التعديل الأخير تم بواسطة عبد القهار ; 04-29-2013 الساعة 09:59 PM
عبد القهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-29-2013, 10:09 PM   #12
عبد القهار
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 121
معدل تقييم المستوى: 12
عبد القهار is on a distinguished road

المستوى : 10 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 225

النشاط 40 / 7618
المؤشر 3%

افتراضي رحلة في عالم الأرواح

بسم الله الرحمن الرحيم
الإنسان بعد الموت ( متسلسل )
موت أم إغماء ؟

( ساعة قضيتها مع الأرواح )

وهذه القصّة ذكّرتني حادثة وقعت لي في زمان طفولتي أذكرها كشاهد على ذلك فأقول :

المقدّمة

إعلم أيّها القارئ الكريم أنّ قصّتي هذه ليست قصّة خيالية ، ولا رواية تمثيلية ، إنّما هي قصّة حقيقية ، وحادثة زمنية وقعت لي في زمن طفولتي ، وكان عمري حينذاك سبع سنين ، وكان أهلي يسكنون في مدينة كربلاء فسقطت من مكان مرتفع في دارنا ، وعند سقوطي على الأرض شعرت كأنّي كنت في قفص فخرجت منه ، والقفص هو جسمي وأنا أصبحت روحاً ، فرأيت الأرواح وتكلّمت معهم كما أتكلّم مع الأحياء ، ورأيت أشياء لم أكن أعهدها من قبل ، فعجبتُ مِمّا رأيت ، ثمّ عدتُ إلى قفصي بعدما قضيتُ ساعة في عالم الأرواح وفتحتُ عيني وإذا أنا في حجر أمّي ، فقصصتُ لَها ما وقع لي وما رأيتُ في ذلك العالم الغريب ، فعجبَتْ من ذلك وأخبرَتْ به والدي عند مجيئه إلى الدار ، ولم أكن أعلم حينذاك شيئاً عن الأرواح .

وقد نسيتُ تلك الحادثة بعد أيّام من وقوعها ، ثمّ تذكّرتُها بالتفصيل بعد سنّ الأربعين من عمري ، وأحمد الله الذي أراني الأرواح في زمن طفولتي وذكّرني بِها في زمن كهولتي لأكون من الموقنين .



رحلة في عالم الأرواح

كان بيتنا قرب صحن العبّاس في كربلاء ، وقد شقّه بعد ذلك الشارع الذي يسمّى اليوم بشارع علي أكبر ، وكان لنا حمّام مقابل دارنا هذه يسمّى بِحمّام (شنطوط) وفي دارنا يوجد نيم سرداب فيه رفّ يرتفع عن أرض السرداب بمقدار متر ، وتحت الرفّ درج تتّصل بأتون الحمّام .

وفي يوم من أيام الصيف رغبت أن أنام على ذلك الرفّ ، فنهتني أمّي عن ذلك وقالت "إن نمتَ على هذا الرفّ تسقط إلى أسفل الأتون وتموت ." فلم أنتهِ عن رغبتي ولم ألتفت لقولِها ، ثمّ استغفلت والدتي بعد أن ذهبتْ عنّي لقضاء أشغالِها وصعدتُ ونمتُ على ذلك الرفّ ، وكنت أتقلّب في نومي فسقطتُ من الرفّ على رأسي فوق الدرج التي تحت الرفّ ، وعند وقوعي شعرتُ كأنّي كنتُ في قفص فخرجتُ منه ، والقفص هو جسمي وقد أصبحتُ روحاً من الأرواح ، وصعدتُ من الدرج إلى السرداب أقفز كالعصفور ؛ إذْ كانت ساقاي فيهما تجاذب ولا أستطيع أن أرفع رجلاً وأضع أخرى لكي أصعد من الدرج ، وتركت جسمي ملقىً على الدرج .

ثمّ نظرتُ إلى نفسي فإذا أنا عريان* [* قال النبيّ (ع) :" تحشر الناس يوم القيامة عراةً حفاةً غُلفاً ." وقال الله تعالى في سورة الكهف{لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} يعني : جئتمونا عُراةً كما جئتم إلى الدنيا عراة .] فاستحييتُ مِمّا أنا فيه والتفتُّ يميناً وشمالاً لعلّي أجد ثوباً ألبسه وأستر به عورتي ، فرأيتُ ثوباً من ثيابي (دشداشة) ملقىً على الأرض قرب الجدار فمددت إليه يدي لكي ألبسه فلم أتمكّن من حمله مع أنّي كنت ألمسه وأشعر بوجوده ولكن لا أستطيع حمله من الأرض فعجبت من ذلك ، ولَمّا عجزت عن حَمل الثوب التفتّ إلى الوراء لأرى أحداً أسأله عن السبب فإذا بفتاة تحمل بيدها بضعة ثياب تصلح للأطفال فقالت : "ما بالك ؟" قلت : "أريد أن ألبس ثوبي هذا ولكن لا أستطيع" فقالت : "اتركه وخذ ثوباً من عندي والبسه" ، وناولتني ثوباً أبيض ناصع البياض ، فخلته كفناً واشمأززت منه فرددته عليها وقلت : "لا أريد هذا الثوب لأنه يشبه الكفن في بياضه ، فناولتني ثوباً آخر مخطّطاً بألوان فأخذته منها ولبسته وسترت به عورتي ولكنّه كان قصيراً لا يتجاوز ركبتيّ ، فقلت لَها : "هذا ثوب قصير" ، قالت : "البسه مؤقّتاً حتّى أعطيك ثوباً أطول منه ." [ ومن هذا يظهر أنّ الأطفال لا تبقى عراة في عالم الأرواح لأنّ الأطفال لا ذنب لَهم . أمّا الرجال والنساء فيعامَلون بأعمالِهم فمن كان من الصالحين تعطيه الملائكة ثياباً يستر بِها عوراته .

ولقد رأيت عمّي علي يرتدي ملابس وكذلك الفتاة التي أعطتني ثوباً ترتدي ملابس هي الأخرى . أمّا الفاسقون فيبقون عراة بين النفوس ، وذلك عذاب الخزي في عالم الأرواح ؛ قال الله تعالى في سورة فصّلت {لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ} .]

ثمّ قالت : "هل تريد ماءً لتشرب ، قلت : "لا أريد " ، قالت : "ألست عطشاناً ؟" قلت : "كلاّ " ، فجاءت بكأسٍ كالبلّور وفيه ماء فقالت : "أنظر إلى هذا الماء فإنّه لذيذ الطعم كالشربت [: العصير] فإنْ شربتَ منه لا تظمأ بعده أبداً " ، وهكذا أخَذَتْ تحثّني على شربه فأخذتُ الكأس منها وشربتُه ، ولَمّا شعرتُ ببرودته وطعمه اللذيذ لم أترك في الكأس شيئاً منه وناولتها الكأس فارغاً ، ثمّ قالت : "هذا عمّك علي تعال سلّمْ عليه" ، وأشارت إلى شابٍّ كان واقفاً في السرداب ، فنظرتُ إليه فتبسّم في وجهي ودعاني إليه ، ولكنّي لم أذهب إليه ولم أرغبْ في مكالمته لأنّي لم أعرفْه ولم أكنْ قد رأيتُه من قبل ولم أعلم أنّ لي عمّاً اسمه علي مات قبل أن أولَد ، وكذلك الفتاة لم أعرفْها ولكنّها قالت لي : "أنا أختك ."


>>>>>>>>>>>
يتبع


منقول من كتاب الإنسان بعد الموت
لـ (محمد علي حسن الحلي)
رحمه الله تعالى
عبد القهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-12-2013, 02:22 PM   #13
عبد القهار
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 121
معدل تقييم المستوى: 12
عبد القهار is on a distinguished road

المستوى : 10 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 225

النشاط 40 / 7618
المؤشر 3%

افتراضي ساعة قضيتها مع الأرواح

بسم الله الرحمن الرحيم


وجاءت والدتي مسرعة لَمّا سمعت صوت الوقعة ونزلَتْ إلى أتون الحمّام ورفعت جسمي من على الدرج وصعدتْ به إلى السرداب ، فجلست على الأرض واحتضنَتْه وصارت تقبّله وتمسح الدم عن وجهه وتبكي وهي تخاطبه باسمي ، فجاءت عمّتي وجلست عندها ، ثمّ جاءت بنت عمّي وأخذتْ قطعة من الصوف وأشعلَت فيها النار فلَمّا اشتعل نصفها أخمدَتها فوضعَتها فوق الجرح الذي كان يسيل منه الدم [لم يكن اليود أو موادّ التعقيم الأخرى معروفة عند الناس حينذاك بل كانوا يضعون "عطّابة" على الجرح ، وهي صوفة يحرقون نصفَها ثمّ يخمدونَها ويضعونَها على الجرح .] وجاءت عمّتي بعُصابة سوداء فشدّت بِها رأس جسمي وجلسْنَ عنده يخاطبنه ، ثمّ قامت عمّتي وجاءت بالماء وصارت ترشّه على وجهه ولكنّ جسمي كان كالميّت لا يتحرّك بأدنى حركة .

كلّ هذا وأنا واقف أنظر إليهنّ متعجّباً من فعلهنّ بالجثّة التي بين أيديهنّ ، وقلت في نفسي "إنّ والدتي قد اختلّ فكرها وتاه لبّها فهي تخاطب هذا الطفل الميّت باسمي وتقبّله وتبكي عليه فهل لا تراني واقفاً أمامها وهل هذا الطفل ابنها أم أنا ؟

ثمّ دنوتُ منها وصرت أخاطبها وأشير لَها بيدي اليسرى وأقول : "أنا إبنكِ ، أنا محمّد علي ، ألا ترَيني واقفاً أمامكِ ؟ إني سالم لا أشكو وجعاً من رأسي ولا عضواً من أعضائي" . ولكنّها لم تسمعني ولم تلتفت إليّ ، فكرّرت لَها القول ورفعت صوتي لعلّها تسمعني وتراني ولكن دون جدوى .

فحزنت لِحالِها وكدتُ أبكي ، فتقدّمت منّي تلك الفتاة التي أعطتني الثوب في عالم الأرواح وقالت : "ما بالك حزين؟" ، قلت : "ألم تنظري إلى والدتي تبكي وتندب ؟" ، فقالت : "أتركها لِحالِها واذهب إلى التنزّه واللعب فإنّها ستترك البكاء بعد ساعة ."

فلمّا أردتُ الخروج من السرداب إذا بساقَيّ لا تساعدانني على المشي ولا يمكنني أن أرفع رجلاً وأضع أخرى فكأنّهما قيّدتا بالقيود أو رُبطتا بالحبال [قال الله تعالى في سورة القيامة يصف الأرواح حين خروجِها من الأجسام {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ . إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ} ، وأمّا سبب هذا الالتفاف فهو تجاذب يكون بين الساقين فيمنع النفوس من المشي على الأقدام فينطلقون كالطيور .] فقلت لتلك الفتاة : "لا أتمكّن من المشي والخروج من السرداب ولا أعلم ما الذي أصاب ساقَيَّ فكأنّهما رُبِطَتْ إحداهما بالأخرى" ، فقالت : "أترك المشي على الأقدام وانطلق كالطير" ، فلم أفهم ما تقول فقلت : "وهل يسير الإنسان بدون أقدام ؟ وكيف أنطلق وساقاي قد شُلّتا وبطلتا عن الحركة ؟" ، فأرادت أن تُفهمني مقصودها فأخذتْ تعبّر بكلمات أخرى بدل كلمة الانطلاق فلم أفهم مقصودها ، ولَمّا عجزتْ عن إفهامي قالت : "أنظرْ إليّ كيف أنطلق وانطلق مثلي بدون أن ترفع قدماً وتضعَ أخرى" ، وانطلقتْ في الهواء كالطير ولكن بدون جناح ، فتعلّمتُ منها وانطلقتُ وتركتُ أمّي تبكي وخرجتُ من السرداب قاصداً الزقاق لأتسلّى باللعب عَمّا أشاهده من حال أمّي والجثّة التي احتضنتْها .

فلمّا وصلتُ باب الدار رفعتُ يدي اليسرى وأدخلتُ أصابعي الأربع في حلقة الباب وبقي الإبهام خارجاً وسحبتُها كما كنتُ أفتحها كلّ مرّة ، ولكن في هذه المرّة لم تنفتح الباب ومرّة ثانية لم تنفتح وفي الثالثة سحبتُها بكلّ قواي فتقطّعت أصابعي من ذلك وزاد تعجّبي لَمّا رأيتُ أصابعي معلّقة في الهواء لم تسقط على الأرض ولم يخرج منها دم ، فكانت كالشمع في مرونته وقتَ الصيف ، فبقيتُ متحيّراً أسائلُ نفسي كيف أفتح الباب وقد تقطّعت أصابعي ، ولماذا لا أقوى على فتحها اليوم وقد فتحتُها من قبل مراراً عديدة ، وكيف تقطّعت أصابعي بسهولة وقد كانت قويّة ، ولِماذا لم يخرج منها الدم وقد كان خروجه لأقلّ خدش يصيبها .

فبينما أنا واقف أفكّر في أمري وإذا بالفتاة أقبلت نحوي فقالت : "ما بالك في حيرة ؟" ، قلتُ : "لقد تقطّعتْ أصابعي ولم أتمكّن من فتح الباب" قالت : "لا تحزنْ على ما أصابك فالأمر هيّن ولا يحتاج إلى تكدير الحال : أمّا اصابعك فضعها في أماكنها على راحة كفّك تعُدْ كما كانت ، وأمّا الباب فإنّك لا تستطيع فتحَها فإنْ شئتَ الخروج من الدار فاخرجْ من شقوق الباب" ، فقلت لَها : " أتسخرين منّي وأنا في هذه الحال !؟" ، قالت : "لستُ بساخرة وإنّما أقول الحقيقة" ، قلت في تعجّب : "هل يمكن ذلك وهل أستطيع عليه ؟" ، قالت : "بلى" ، فمددتُ يدي اليمنى وأخذتُ أصابعي المتقطّعة من الهواء واحداً بعد الآخر ووضعتُها في أماكنِها على راحة كفّي اليسرى فالتصقت بِها حالاً كما تلتصق قطع الشمع بعضها بالبعض في زمن الصيف وعادتْ يدي سالمة كما كانت ففرحتُ بسلامتها ، فقالت الفتاة : "والآن ضَعْ رأسك في أحد شقوق الباب واخرج إلى الزقاق" ، فظننتُ أنّها تسخر منّي فقلتُ لَها بانزعاج : "هل أنا مجنون فتسخرين منّي ؟" ، قالت : "لستُ بساخرة ؛ ألم ينطبق قولي في أصابعك وعادتْ يدك سالمة كما قلت لك فكذلك ينطبق في خروجك من شقوق الباب وسترى أنّ ما أقوله هو حقيقة وليس بسخرية " ، فوضعتُ رأسي في أحد شقوق الباب وإذا بي أنساب من الشقّ كما تنساب ذرّات الرمل من بين الأصابع ، وكانت ذرّات جسمي الأثيري تنجذب بعضها إلى بعض وكلّها تتبع رأسي كبرادة الحديد التي تنجذب نحو المغناطيس ، وفي نصف دقيقة أو أقلّ خرجتُ من باب الدار إلى الزقاق .






>>>>>>>>>>>
يتبع


منقول من كتاب الإنسان بعد الموت
لـ (محمد علي حسن الحلي)
رحمه الله تعالى
عبد القهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير بعض من آيات سورة البقرة ( متسلسل ) عبد القهار منتدى القرآن الكريم 34 02-19-2013 12:41 AM
ما يقول لك ملك الموت؟‏ عاشقة الحسين(ع) المنتدى الإسلآمي العام 6 07-01-2012 07:11 PM
النجاة من الموت الطريبيلي منتدى الروايات والقصص 6 03-29-2011 01:53 PM
صورة ملك الموت خالد الاسدي المنتدى الإسلآمي العام 8 01-29-2011 02:57 PM
~×~{هدايا {قبــل }الموت}~×~ دموع الشرقية المنتدى الإسلآمي العام 5 12-30-2009 02:31 PM


جميع المواضيع والمشاركات المطروحه في منتديات فدكـ الثقافية تعبر عن رأي أصحابها ولاتعبر عن رأي الإدارة

تطوير واستضافة: شبكة جنة الحسين (عليه السلام) للإنتاج الفني

الساعة الآن: 02:03 AM.


Design By

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2010
جميع الحقوق محفوظة لـ: شبكة فدك الثقافية