هي ثورة من الأحزان والوفاء والصبر والأخلاص والتمسك بالحبل المتين... هي عالية الشأن كيف لا وهي أم العباس ذلك الضيغم والفارس الشجاع نعم أنها أم البنين... هي الخلود والبقاء والمثل الأعلى وباب من أبواب الحوائج طول السنين ينعى لها بنينها واحد تلو الآخر ولم يهتز منها قلبا قائلة مادام سبط المصطفى سالما وهو الحسين... بالأمس تخلت عن إسمها خوفا من أن تجرح قلب زينب و الحسنين... واليوم تفدي المصطفى ببنيها إنهم أربعة أقمار سقطوا فداءا وولاءا للحسين... بماذا عساني أستطيع أن اصف تلك المرأة ألتي أهتز منها الصبر مرتعدا وقال من هي فقلت له لاتكون إلا أم البنين ...
سيدتي أن الخطايا لكثيرة لكنها كائنة للزوال أمام التقرب من قدسية روحك الطاهرة فبك أطلب من ألله الشفاعة والفوز يوم ألقاه وأنا محملا بالذنوب والمعاصي وعنده سأقف طالبا كل عفو ومغفرة ورجائي بك أن يلبي ندائي ...
سيدتي من مثلك وأنت المعزية من قبل الزهراء حيث كفوف العباس مرفوعة يوم القيامة وتطالب البتول لكل من قطعها بلعنة الجبار وفي ذلك اليوم سيرتفع شأنك علوا فوق العلو والزهراء ترد إليك الفضل بالفضل وتعظم لك الاجر كما أعظمتي لها بالحسين الشهيد كل أجر ...
سيدتي لايقاس أهل البيت ببيت أحد ولكن بيتك كان في الجوار في صميم علي خليفة المختار قريب من مجد محمد والزهراء وكل الأخيار فياله من مقر وياله من دار ...
كنت مجدا على مر العصور والتأريخ واليوم نمجد لك ونعظم شأنك كونك خالدة مع خلود كربلاء فهل كربلاء إلا رمزا للبقاء والخلود وهل أنت ياأم البنين إلا شعارا للإباء والكبرياء والجود
بقلمي المتواضع ... الأستاذ