عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2011, 12:32 PM   #3
خالد الاسدي
 
الصورة الرمزية خالد الاسدي
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: العـــــراق
العمر: 63
المشاركات: 5,480
معدل تقييم المستوى: 19
خالد الاسدي is on a distinguished road

اوسمتي

المستوى : 53 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 130 / 1306

النشاط 1826 / 53373
المؤشر 26%

افتراضي رد: مقام الرفيع والمآثر الخالدة

مقدّسة، وهم نور الله وسبب سكون خلقه، لذا فهم في غنىً عن العالمين، إلاّ الله سبحانه وتعالى. نحن الذين نحتاجهم في الأمور، فإن وفّقنا في إحياء شعائرهم وذكرهم فتلك نعمة منّ الله علينا، وفضل جاد به أئمّتنا عليهم السلام فشملونا بعطفهم وأدخلونا في كنفهم. وإذا انتابنا الكلل يوماً في هذا الطريق وشعرنا بالاكتفاء عن بذل المزيد في إقامة مراسيم العزاء الحسينية، فإنّ ذلك ليكون لنا بمثابة ناقوس الخطر الذي ينبّهنا لئلاّ نخاطر بالتفريط بهذا العمل العظيم فنحرم أنفسنا من الثواب الجزيل بعد أن قضينا عمراً في خدمة البيت الحسيني.
فالسعيد من سعد بمجاورة البيت الحسيني ووُفّق في خدمته.
في أدعيتنا في شهر رمضان المبارك نقول: «ولا تستبدل بي غيري»(25)، وهذه العبارة مهمّة جدّاً للقائمين على مجالس العزاء الحسينية على الرغم من مكانتهم المرموقة، يجب أن يتنبّهوا إلى معناها ويدعوا الله أن يوفّقهم لاستمرار خدمة أهل البيت عليهم السلام حتى الرمق الأخير.
يخبرنا التاريخ عن الذين رافقوا الإمام الحسين عليه السلام في رحلته من المدينة ومكّة حتى العراق ولكن قبيل يوم عاشوراء وهن عزمهم وتراجعوا عن نيّتهم فاعتذروا من الإمام ورجعوا، وهناك جمع كبير تحرّك باتجاه العراق مباشرة في اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجّة ولم يعد إلى مكة وذلك ليحظى بشرف الوقوف إلى جانب أبي عبد الله سلام الله عليه ضدّ أعدائه، ولكن من هذا العدد الكبير استطاع نفر قليل فقط أن يحظى بتوفيق الشهادة في جيش الإمام سلام الله عليه، وهناك من طلب الشهادة في نصرة سيّد الشهداء ونالها بالفعل رغم ما كان عليه من تباين الهوى والمعتقد من أمثال زهير بن القين الذي كان عثمانيّاً والحرّ الرياحي الذي كان من قادة الجيش الأموي ورجل مسيحي هو وهب بن عبد الله بن جناب الكلبي.
2. السير في طريق الأهداف الحسينية
ومن مسؤولية الجميع ـ على الأخصّ القائمين بأمر العزاء الحسيني ـ معرفة الأهداف التي جاهد من أجلها الإمام الحسين، والسعي إلى تفعيلها والاستفادة من ثمارها.
إنّنا إذا بذلنا الجهود في سبيل تعريف الإسلام وإيقاف الناس على تعاليمه السمحاء فقد سرنا على طريق أهداف أبي عبد الله الحسين سلام الله عليه، فلندعوا غير المسلمين إلى الدخول في الإسلام، أو غير الشيعة لأن يستبصروا، ولنعمل على تثبيت قلوب ضعيفي الإيمان من الشيعة، ودعوتهم إلى الصلاح والاستقامة في عقيدتهم وعملهم، وبذلك نكون قد ساهمنا في تطبيق تلك الأهداف المضيئة، ولن تكون هذه الأعمال أقلّ قيمة أو ثواباً من إحياء مجالس العزاء الحسينية، يقول الإمام الحسين عليه السلام عن نهضته:
«... أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدّي وسيرة أبي علي بن أبي طالب عليه السلام»(26).
ومن مسؤوليتنا ـ خاصّة القائمين منّا على مواكب العزاء ـ أن نتعلّم أحكام الله تعالى، من قبيل تفسير القرآن الكريم، ومسائل الحلال والحرام، والآداب والأخلاق وسائر التعاليم الإسلامية وأن نعلّمها الآخرين.
لقد ضحّى الإمام الحسين سلام الله عليه بدمه الزكيّ من أجل إقامة شريعة الله وأحكامه، ويجب على أتباع مدرسة الإمام أن يسيروا في الطريق نفسه. ولا ننسى بأنّ أحكام الله لا تتعلّق بالصلاة والصوم والخمس والزكاة والحجّ فقط، فمعارف أهل البيت سلام الله عليهم بحر لا ينفد كلٌّ يغترف منه بمقدار حاجته وقدرته. إنّ إقامة جلسات تعليم الأحكام الإلهية وتفسير القرآن الكريم ونشر الكرّاسات الدينية تعدّ من طرق نشر المعارف الإسلامية وتعريف الجميع بمدرسة أهل البيت سلام الله عليهم.
3. الإخلاص في العمل
التحلّي بالإخلاص هو الأساس لكلّ من نذر نفسه للسير على نهج الإمام أو أراد أن يستظلّ بخيمته سلام الله عليه.
ففي الوقت الذي كان فيه بدن سبط رسول الله صلى الله عليه وآله في شدّة الألم من أثر الرماح والسيوف، وأهل بيته ـ أخواته ونساؤه وأطفاله ـ تحاصرهم نيران وسياط بني أميّة وكان الأعداء يستعدّون لقتله، تحت وطأة كلّ هذه الأوضاع العصيبة التي تستعصي على الوصف ترى الإمام سلام الله عليه يدعو: «اللهمّ أنت ثقتـي في كل كرب»(27).
هذه الكلمة تمثّل قمّة التسليم والإخلاص لله تعالى، وجدير بنا نحن أيضاً أن ننتهج النهج نفسه في أعمالنا عند خدمتنا في البيت الحسيني، وأن لا نتوخّى غير إعلاء اسمه وذكره وأهدافه. إذا كانت هناك اختلافات بيننا فلا نعكّر صفو المجالس الحسينية بها، ويجب أن تكون الخلافات والمقالات وجميع قضايانا الشخصية خارج البيت الحسيني، وأن نكرّس ذلك البيت لإقامة مراسيم العزاء وإحياء الشعائر الحسينية فقط.
4. اجتناب المعاصي
والنقطة الأهمّ التي يلزم الاهتمام بها هي اجتناب المعاصي، وتزداد أهميّتها بالنسبة للمعزّين في شهر محرّم الحرام. يجب علينا اجتناب المعاصي ـ مهما بدت صغيرة ـ ويجب قبل هذا تشخيص المحرّمات والمعاصي، لأنّ من يجهل حدود الحلال والحرام وتنقصه المعرفة اللازمة في هذا المجال، لا يستطيع حفظ نفسه عن الوقوع في المعاصي، من هنا فمن اللازم أن يتعلّم الإنسان المحرّمات غير المعروفة أيضاً لينأى بنفسه عنها، على سبيل المثال، إعانة الظالمين بأيّ نحو كان، هي من المحرّمات غير المعروفة.
صفوان الجمّال هو أحد أصحاب الإمامين الصادق والكاظم عليهما السلام وسمّي بالجمّال لأنّه كان يعتاش عن طريق إكرائه الجمال للمسافرين، قال له الإمام الكاظم عليه السلام يوماً:
كلّ شيء منك حسن جميل إلا إكراؤك جمالك من هذا الرجل ـ يعني هارون ـ(28).
قلّما ورد مثل هذا الإطراء والمدح في أحد من الأصحاب وهو يدلّ على سموّ منزلة صفوان وولائه لأهل البيت سلام الله عليه. وفي الوقت ذاته لا يظنّ أحد أنّ هارون كان بحاجة إلى إبل صفوان، إنّه لم يكن بحاجة لا إلى صفوان ولا إلى إبله، وإنّما كانت عينه على شيء آخر، وإنّه كان على علم بولاء صفوان لموسى بن جعفر سلام الله عليه، لذلك كان يفعل ذلك علّه يجذبه إليه فيتردّد عليه مرّة أو مرّتين في العام ويبعده عن الإمام، لكن الإمام عليه السلام لم يُجز حتى هذا الاتصال الضعيف حينما سأل صفوان قائلاً:
أترغب أن يرجع هارون من حجّه سالماً فينقدك مبلغ كرايته لإبلك؟
فأجاب صفوان: بلى. لكن عندما ذكر له الإمام عدم جواز هذا المقدار من الرغبة، قرّر صفوان بيع جميع إبله. الإمام عليه السلام كان يعلم أنّ هذه الخطوة لن تؤثّر على هارون وأعماله، لكنّه أراد أن تكون صحيفة صفوان خالية من هذا الذنب المغفول عنه.
يروى أيضاً أنّ أحد أصحاب الإمام الصادق السلام الله عليه كان بنّاءً بنى عمارات كثيرة من جملتها قصور فخمة لحكّام بني العباس وبيوت فارهة ومساجد. جاء هذا الشخص يوماً إلى الإمام الصادق سلام الله عليه وقال له: يا ابن رسول الله، سأمتنع من الآن فما بعد عن بناء القصور لبني العباس وسأكتفي ببناء المساجد لهم. فقال له الإمام:
لا تعنهم حتى في بناء مسجد(29).
فكان ذلك جواباً واضحاً من الإمام في الامتناع عن إعانة الظالم حتى في بناء المساجد.
فالجدير بالقائمين بأمور إحياء الشعائر الحسينية أن ينحّوا بأنفسهم عن ارتكاب المحرّمات أيّاً كانت، وأن يتجنّبوا المعاصي المستترة عن العيان أيضاً. وليجعلوا محور أعمالهم قضية الإمام الحسين سلام الله عليه وما يتعلّق بها فقط ويتجنّبوا الانشغال في قضايا أخرى خارجة عن هذا الإطار وأن لا تكون هذه المجالس مسرحاً للنزاعات والاختلافات وتصفية الحسابات الشخصية والمناوشات الكلامية.
5. اسلوب الدعوة وأهميّته
الأمر الآخر المهمّ هنا هو أسلوب الدعوة ودوره في إقامة الشعائر الحسينية، إذ بإتقانه يمكن إنجاز الكثير من الأعمال وتقديم أحسن الخدمات، إذا ما أجاد المتصدّي كيفية استقطاب الأفراد ودعوتهم إلى المشاركة في العزاء، فبعضٌ ينبغي حثّه على حضور المجالس والاستماع إلى المراثي والمشاركة في مراسيم اللطم، وبعض آخر يتمّ تشجيعهم على المساهمة المالية من خلال إهداء التبرّعات ـ مهما كان حجمها ـ إلى مجالس العزاء، أو منح الفرصة لأولئك القادرين على تقديم مختلف الخدمات إلى المعزّين لأن يقوموا بهذه المهمّات والمساهمة في خدمة ضيوف أبي عبد الله سلام الله عليه.
المهمّ أن يستحضر الجميع ـ كلّ حسب موقعه ـ الواجب الملقى على عاتقه في هذا المجال، وألاّ يتوانى عن ذلك، وأن يحصّن نفسه من اليأس بفعل وساوس الشيطان.
ومن المسائل المهمّة، هي المساهمات المالية التي يجب ألا نستصغرها، فلا يخجل الإنسان من المساهمة المالية وإن قلّ المبلغ الذي يتبرّع به، فالبحر يتكوّن من اجتماع القطرات، وما يدريك، لعلّ في هذه المبالغ الصغيرة من البركة والخير ما لا تتوافر عليه المبالغ الكبيرة، لذا يجب تشجيع أي مساهم مهما كان حجم مساهمته صغيراً أو كبيراً، وأن توظّف هذه التبرّعات في إقامة مجالس العزاء على أحسن وجه. ففي هذا العمل كرامة وشرف كبيران، وفي الواقع إنّ المشاركين في إقامة هذه المجالس سواء من تبرّع بالمبلغ أو جمعه أو الذي هيّأ مستلزمات العزاء، فجميعهم لهم أجر كريم.
أمّا الذين لهم الاستطاعة المالية ويرفضون دعوات التبرّع المالي فأقلّ ما يقال عنهم أنّهم محرومون من هذا الثواب وهذه السعادة، وبالتالي لا ينبغي الإلحاح في الطلب إليهم، لأنّه أحرى بالإنسان أن يبادر بنفسه إلى هذه الكرامة العظيمة.
على الجميع أن يسعوا لإقامة مجالس العزاء على أحسن وجه، وأن يبذلوا جهودهم لإخراجها بأحسن صورة ممكنة.
6. إنقاذ الناس من الضلال
النقطة الأخرى العمل على تحقيق هدف نهضة الإمام الحسين عليه السلام المتمثّل بإنقاد الناس من الضلالة(30).
إنّ هدف نهضة الإمام سيّد الشهداء سلام الله عليه يتلخّص في هذه العبارة العظيمة، لقد أراد أن ينقذ الناس من جهلهم وضلالهم، لذلك على القائمين بأمور العزاء الحسيني أن يضعوا هذا الهدف المقدّس نصب أعينهم وأن يسعوا إلى تحقيقه كما أراد الإمام سلام الله عليه. من هذا المنطلق يجب أن تتنوع مجالس العزاء في مضامينها لتضمّ قراءة المراثي وإقامة العزاء، وبيان الأحكام الشرعية وتناول التاريخ الإسلامي ومعارف أهل البيت سلام الله عليهم، وبيان فلسفة نهضة سيّد الشهداء ومكتسباتها، ليكون المعزّون قد تلقّوا تثقيفاً دينياً مناسباً.
فينبغي ذكر بعض القصص التاريخية البسيطة عن أهل البيت سلام الله عليهم وإلقاء بعض المفاهيم الأخلاقية والأدبية الخاصّة بالأطفال، بالإضافة إلى تناول بعض الأحكام الشرعية الخاصّة بالنساء في المجالس الخاصّة بهنّ، وكذلك إصدار بعض الكراسات العلمية، هذه بعض الطرق الكفيلة بتوسيع الخلفية الثقافية للمشاركين في المجالس وخدمة الأهداف السامية التي نهض من أجلها الإمام سلام الله عليه، وهي التنوير وإنقاذ الضالّين من ضلالهم.
أسأل الله سبحانه وتعالى ببركة الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه أن يديم علينا توفيق المشاركة في إحياء المراسيم الحسينية، وأن يضاعف النور الحسيني في قلوبنا يوماً بعد يوم، وأن يحشرنا مع الذين تلاقت أهدافهم مع أهدافه السامية في إنقاذ الناس من الجهل والحيرة والضلال.
وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين
(1) انظر العوالم، الإمام الحسين عليه السلام، للبحراني: 104 ح1 باب2 ما ورد في إخبار الله تعالى خصوص آدم عليه السلام (ط: مدرسة الإمام المهدي عجّل الله فرجه ـ قم).
(2) إنّ الكعبة وسائر الأشياء التي تحيط بنا هي مخلوقات الله تعالى، وجميعها لها إحساس وشعور، لكن معظم البشر لا يستطيعون درك ذلك، وقد ورد في القرآن الكريم أن جميع الخلائق تسبّح لله لكنّا لا نفقه تسبيحها.
(3) كامل‏الزيارات، الباب 88، ص267، ح3، فضل كربلاء.
(4) المصدر نفسه، ص270، ح15.
(5) أي: كيف أزور الامام الحسين مع الخوف من الاعداء وفي حال التقية منهم؟
(6) كامل الزيارات لابن قولويه: 244 ح4 باب45. مؤسسة¬النشر الاسلامي، قم.
(7) كامل الزيارات، الباب 88، ص 262، ح 1 .
(8) سورة التوبة، الآية: 12.
(9) سورة القصص، الآية: 41.
(10) سورة الأنبياء، الآية: 73.
(11) انظر لسان العرب لابن منظور، ج12، ص24 (مادّة أمم).
(12) الموبد: صاحب معبد النار، والموبدان رئيسهم.
(13) الحاخام: رئيس الكهنة عند اليهود.
(14) الحبر: الرجل العالم.
(15) سورة المائدة، الآية: 44.
(16) راجع أسرار الشهادة للرشتي: ج3، ص471 - 473 (ط. دار ذوي القربى ـ قم).
(17) قال الإمام الحسين سلام الله عليه في عظمة أصحابه: فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي... ـ الإرشاد للمفيد، ج2، ص91 ـ .
(18) مستدرك الوسائل: ج10، ص412 ح16، مقطع من زيارة يوم عاشوراء (كتاب الحج).
(19) مستدرك الوسائل: ج10، ص412 ح17 كتاب الحج.
(20) فإن الشعائر الحسينية من شعائر الله والله تعالى يقول: )ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب(ـ سورة الحج، الآية:32ـ .
(21) مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 216.
(22) سورة الحاقة: 44.
(23) كامل الزيارات، باب 88 ص265.
(24) بحار الأنوار، ج 44، ص 266، الحديث 24.
(25) الكافي، ج 4، ص 162، حديث 3.
(26) نفس المصدر، ج 44، ص 330.
(27) نفس المصدر، ج 45، ص 4.
(28) وسائل الشيعة، ج 16، ص 259، حديث 21508.
(29) تهذيب الأحكام، ج 6، ص 338.

(30) كما في الرواية: «وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة». تهذيب الأحكام، ج 6، ص 113.

اتمنى ان يعجبكم الموضوع
ولا تحرمونا من ردود كم الذووووق نـــــــسألكم الـــــــــدعاء خالد الاسدي
__________________
السلام عليك يا أبا عبدالله الحُسينْ



لعن الله امة قتلتك يا سيدي و لعن الله امة سمعت بذلك فرضيت

خالد الاسدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس