عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2013, 01:10 PM   #6
عبد القهار
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 121
معدل تقييم المستوى: 12
عبد القهار is on a distinguished road

المستوى : 10 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 225

النشاط 40 / 7617
المؤشر 3%

افتراضي حوار مع المؤلّف

تعريف الكوكب

كلّ لفظة "كوكب" تأتي في القرآن يُراد بِها أحد الكواكب السيّارة لا غير ، وذلك كقوله تعالى في سورة الأنعام {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ } فالكوكب هنا يريد به الزهرة رآها إبراهيم مساءً . وقال تعالى في سورة يوسف {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} فالكواكب يريد بِها السيّارات ، وإنّما رآها أحد عشر لأنّ إخوته كانوا أحد عشر . وقال عزّ من قائل في سورة الانفطار {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ} فالكواكب يريد بِها السيّارات خاصّةً ، ومعناه : وإذا السيّارات تمزّقت وانتثرت أجزاؤها في الفضاء ، ويكون ذلك يوم القيامة .

حوار مع المؤلّف

س 2 : تقول إنّ السماء معناها الفضاء ، إذاً فما معنى قوله تعالى في سورة الذاريات {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} ، وقال تعالى في سورة غافر {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ .. إلخ } ؟

ج : البناء هو جمع الشيء وشدّ بعضه إلى بعض ، يقال "البنّاء يبني الجدار" أي يجمع الأحجار ويشدّ بعضَها إلى بعض بالجصّ ، كقوله تعالى في سورة الصف {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ} أي كأنّهم في اجتماعِهم وتعاضدِهم ، فالبناء يريد به الاجتماع والتراصف ، ومن ذلك قول حسّان :

بنيتُ عليكَ أبياتاً صِلاباً كأمر الوسقِ قفّصَ بالشظاظِ

أي جمعت ورتّبت عليك أبياتاً ، وقال عنترة :

ويبني بحدّ السيفِ مجداً مشيّداً على فلكِ العلياءِ فوقَ الكواكبِ

أي يجمع بحدّ السيف ، وقالت الخنساء :

ولا يُبعدنّ اللهُ صخراً فإنهُ أخو الجودِ يبني الفِعالَ العوالِِيا

وأمّا اليد من قوله تعالى {بِأَيْدٍ} يريد بِها الأيادي والفضل ، ومن ذلك قول عنترة :

ولولا يدٌ نالَتْهُ مِنّا لأصبحَتْ سِباعٌ تهادي شلوهُ غير مُسنَدِ

وقالت الخنساء :

والجود والأيدي الطوالُ المستَفيضاتُ السوامِعُ

وقال الأعشى يمدح النبيّ (ع) ويخاطب ناقتهُ :

متى ما تُناخي عندَ بابِ ابنِ هاشمٍ تُريحي وتَلقَيْ مِن فواضلِهِ يدا

والسماء يريد بِها الطبقات الغازيّة ، والمعنى : والغازات جمعناها وراصفناها بفضلٍ منّا ورحمة بِهم إذ لو تركنا هذه الغازات على وجه الأرض لَتعذّر عليهم العيش بل لَماتوا اختناقاً ولكن رفعناها برحمتِنا وراصفناها بِفضلِنا فجَعلْنا الأوكسجين والنتروجين فوق الأرض وكوّنا منهما الهواء وجعلناه لاستنشاقِهم ولفوائد كثيرة ، ورفعنا الغازات الخانقة والتي تضرّ بِهم رحمةً مِنّا وفضلاً ، {وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} بالنِّعم على العباد ، أي : وإنّا لَنا الأيادي على العباد بسعة النِّعم والأرزاق كقوله تعالى في سورة النحل {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا}.



س 3 : فما معنى قوله تعالى في سورة الرعد {رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا .. إلخ} ؟

ج : إنّ العرب إذا أرادت نصب البيوت التي هي من شعر الأنعام طرحت الأعمدة على الأرض ووضعت فوقها البيوت ، ثمّ تثبِّت الأوتاد في الأرض ، ثمّ تسحب الحبال من الجهة الأخرى فترتفع الأعمدة ويرتفع البيت معها .

وهذا مثلٌ ضربه الله تعالى ، والمعنى يقول عزّ مِن قائل : إنّ بيوتكم على صغرها وانخفاضها لا ترتفع إلاّ بالأعمدة ، وإنّ السماوات على سعتِها وارتفاعها رفعها بغير أعمدة بل صنعَها بحكمةٍ ورفعَها بقدرةٍ ، لا حاجة له إلى معين .



س 4 : فما معنى قوله تعالى في سورة الحـج {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} ؟

ج : "السماء" يريد بِها الطبقات الغازيّة ، والمعنى : إنّ الله يمسك الطبقات الغازيّة لئلاّ تنزل إلى الأرض فتُهلكَ الناس لأنّها خانقة ومضرّة بالصحّة ، والدليل على ذلك قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }، والمعنى : إنّ الله من رحْمتِه بكم جعل تلك الغازات الخانقة والسامّة خفيفة الوزن لكي ترتفعَ في السماء لئلاّ تضرّ بكم ، إلاّ قبلَ يومِ القيامة فإنّها تنزل إلى الأرض ، وذلك قوله تعالى {إِلَّا بِإِذْنِهِ} أي إلاّ قبلَ يوم القيامة فإنّه تعالى يأذن لَها بالوقوع فتقع على الأرض ويختلط بعضها في بعض بسبب اختلال نظام الكون فتكون كالدخان حيث كان مبدأها من الدخان، وذلك قوله تعالى في سورة الأنبياء {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ }



س 5 : فما هذا الاختلاف في لفظة "السماوات" فتارةً يريد بِها الطبقات الغازيّة وطوراً يقصد بِها الكواكب السيّارة ؟

ج : كلّ شيءٍ علاك فهو سماء ، فكلّ مرتفع يُطلَق عليه لفظة "سماء" ، ومن ذلك قول عنترة :

سموتُ إلى عِنانِ المجدِ حتّى علَوتُ ولم أجِدْ في الجو ساعِ

وقال امرؤ القيس :

سما بِكَ شَوقٌ بعدَ ما كان أقصَرا وحَلّتْ سُلَيمَى بَطنَ قَوٍّ فَعَرعرا

وقال عنترة :

سَمَوتُ إلى العُلا وعَلَوتُ حتّى رأيتُ النّجمَ تحتِي وهو يَجرِي




منقول من كتاب الكون والقرآن
لـ( محمد علي حسن ) رحمه الله تعالى
عبد القهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس