عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2012, 03:28 PM   #4
عبد القهار
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 121
معدل تقييم المستوى: 12
عبد القهار is on a distinguished road

المستوى : 10 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 225

النشاط 40 / 7656
المؤشر 3%

افتراضي العرش



العرش

العرش طبقة أثيرية أيضاً وموقعه فوق الجنان أي فوق السماوات الأثيريّة ، فهنّ الحاملات للعرش ، وهو أصغر منهنّ ، قال الله تعالى في سورة الحاقة {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} والمعنى : يحمل عرش ربّك فوق أهل المحشر ثمانية سماوات أثيرية ، لأنّها اليوم سبعة فإذا صار يوم القيامة تكون ثمانية ، والثامنة وليدة أرضنا . وقال تعالى في سورة المؤمن {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا .. إلخ } فالذين يحملون العرش هم الملائكة وليس المراد بحمله حقيقياً بل يحملونه معنوياً ، فكما أنّنا نحمل السماء أي الطبقات الغازية لأنّها فوقنا كذلك سكّان السماوات الأثيريّة يحملون العرش لأنّه فوقَهم ، والمعنى أنّ الملائكة الذين هم تحت العرش ومن هم حول العرش كلّهم يسبِّحون بحمد ربِّهم ..إلخ ، وقوله تعالى {وَمَنْ حَوْلَه ُ} دليل على أنّ العرش أصغر من السماوات الأثيريّة ، وقال تعالى في سورة الزمر{وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فقوله تعالى {حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} دليل على أنّ العرش أصغر من السماوات الأثيريّة .

س : تقول أنّ العرش طبقة أثيرية ، إذاً فما معنى قوله تعالى في سورة هود {وَهُو الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء .. إلخ } ؟

ج : يعني قبل أن يخلق الخلق كان عرشه على الماء حيث لم يكن في ذلك اليوم سماوات أثيرية ، ولَمّا خلقَها بالتدريج جعلَ عرشَه عليها ، والماء كان بخاراً في ذلك اليوم منتشراً في الفضاء كما هي الحالة اليوم في الأمطار ، لأنّ المياه تتبخّر من الأرض وترتفع في السماء ثمّ تكون ماءً وتنزل مطراً ، فالعرش في ذلك اليوم كان فوق البخار المنتشر في الفضاء ، ولَمّا خلق الله السماوات الأثيريّة صارت تحت العرش فحملته .

والعرش أوّل طبقة أثيريّة تكوّنت من أوّل أرضٍ خلقها الله تعالى ، ولم يكن في ذلك اليوم تحت العرش سوى البخار الذي عبّر الله عنه بالماء ، ولَمّا خلق الله أرضاً ثانيةً تكونّت منها طبقة ثانية أيضاً فصارت تحت العرش ، وهكذا الثالثة والرابعة حتّى أصبحت سبع سماوات أثيريّة تحت العرش . قال الله تعالى في سورة المؤمنون {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } .





منقول من كتاب الكون والقرآن
لـ( محمد علي حسن ) رحمه الله تعالى
عبد القهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس