الموضوع: وقعة النهروان
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-2011, 03:16 PM   #1
الطريبيلي
 
الصورة الرمزية الطريبيلي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 1,072
معدل تقييم المستوى: 15
الطريبيلي is on a distinguished road

اوسمتي

المستوى : 28 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 695

النشاط 357 / 27225
المؤشر 82%

Icon27 وقعة النهروان

وقعة النهروان

كانت وقعة النهروان ثالثة الوقايع في خلافة علي أمير المؤمنين (ع) بعد وقعة الجمل . وصفين . لها أهميتها في تاريخ فجر الإسلام والصدر الأول كانت تلك الوقعة بين علي أمير المؤمنين (ع) وبين طائفة يقال لهم . الخوارج . أو المارقة . أو الشراة . تلك الطائفة التي تعصبت بعصابة الجهل والغرور . وقد أظهرت الشغب والفساد في المجموعة الإسلامية حينذاك . وكان محورها شرذمة من المنافقين . من الذين يضمرون الغل على علي أمير المؤمنين (ع) دأبها النفاق والانشقاق عليه . والتخاذل
____________
(1) النهروان بفتح النون والراء . ثلاث قوى . اعلا وأوسط وأسفل . وبين واسط وبغداد وقيل : هو النهر الذي كانت عليه الواقعة . قرب المدائن ، وكانت الواقعة في التاسع من شهر صفر سنة ثمان وثلاثين ، وصادف ذلك اليوم يوم النيروز .

والتخادع بين أصحابه (ع) فسمموا أفكار تلك الطائفة المغرورة بآرائها الشيطانية . حتى صارت تعتقد أنها هي الطائفة المسلمة ليس إلا . والمسلمون كلهم كفار مشركون . وصاروا الى النهروان . فمشى اليهم علي (ع) بجيشه حينذاك فوعظهم وحذرهم سوء المصير . فما رجعوا ولا ارتدعوا بل شرعوا الرماح وسلوا السيوف في وجهه (ع) وقالوا الحرب الحرب . يا علي لا نريد الا قتلك كما قتلنا عثمان ، فأفلجهم (ع) بالحجج والأدلة من الكتاب والسنة فما ازدادوا الا غياً ، فعند ذلك زحف اليهم بجيشه حتى أتى على آخرهم فملأ النهر من دمائهم والموقع من أشلائهم . وكان عددهم أربعة آلاف ولا يحيط المرك السيء ، إلا بأهله .
ذكر أرباب التاريخ . انه لما وصل علي (ع) بجيشه الى ـ النهروان ـ قال : اقبل اليه رجل من أصحابه . وكان على مقدمته . يركض . وقال له : يا أمير المؤمنين (ع) البشرى . قال (ع) ما بشراك قال : ان القوم عبروا النهر لما بلغهم وصولك . فابشر فقد منحك الله أكتافهم . فقال (ع) الله أنت رأيتهم قد عبروا . قال نعم . فاحلفه ثلاثاً . وفي كلها يقول نعم . فقال (ع) والله ما عبروا ولن يعبروه . وان مصارعهم لدون النطفة . والذي فلق الحبة


وبرأ النسمة . لن يبلغوا الا ثلث ولا قصر بوران حتى يقتلهم الله . وقد خاب من افترى . قال : ثم أقبل فارس آخر يركض . فقال كقول الأول . فلم يكترث (ع) بقوله . وجاءت الفرسان كلها تركض . وتقول مثل ذلك . فقام علي (ع) واعتلى متن بغلته . قال : فقال شاب من الناس قلت في نفسي والله لأكونن قريباً منه . فان كانوا قد عبروا النهر لأجعلن سنان رمحي في صدره . أيدعي علم الغيب ولا يصدق بهذا الجمع . قال : فما انتهى علي (ع) الى النهر وجد القوم لم يعبروه . وقد كسروا جفون سيوفهم . وعرقبوا خيلهم . وجثوا على ركبهم . وتحكموا تحكيمة واحدة بصوت له زجل . قال : فنزل ذلك الشاب إلى أمير المؤمنين (ع) وقبل رجله . وقال : يا أمير المؤمنين (ع) اني قد شككت فيك آنفاً . واني تائب الى الله واليك فاغفر لي . فقال : علي (ع) ان الله هو يغفر الذنوب فاستغفره (1) .
وذكر المبرد في الكامل . قال لما وافقهم علي (ع) بالنهروان . قال (ع) لأصحابه لا تبدؤهم بقتال حتى يبدؤكم . قال فحمل منهم رجل على جيش علي (ع) فقتل
____________
(1) البحار ج الثامن طبع كمباني .

منهم ثلاثة . فخرج عليه علي (ع) فضربه فقتله . فلما خالطه سيفه . قال : يا حبذا الروحة الى الجنة فقال عبدالله بن وهب الراسبي والله ما أدري الى الجنة أم إلى النار ، فقال رجل منهم من بني سعد إنما حضرت اغتراراً بهذا الرجل ـ يعني عبدالله بن وهب ـ وأراه الآن قد شك واعتزل عن الحرب بجماعة من الناس . قال ومال ألف منهم إلى جهة أبي أيوب الأنصاري . وكان على ميمنة علي (ع) قال ثم استنطقهم علي (ع) بقتل ابن خباب فأقروا به . فقال (ع) انفردوا كتائب لأسمع قولكم كتيبة كتيبة فتكبتوا كتائب وأقرت كل كتيبة بما أقرت به الأخرى . من قتل ابن خباب وقالوا : لنقتلنك كما قتلناه فقال : والله لو أقر أهل الدنيا كلهم بقتله هكذا وأنا أقدر على قتلهم به لقتلتهم : ثم التفت إلى أصحابه . وقال : شدوا عليهم فأنا أول من يشد عليهم ، قال ثم رفع يديه ورأسه الى السمآء وقال : اللهم اشهد ـ ثلاثاً ـ اني قد أنذرتهم . وقد أعذر من أنذر . اللهم وبك العون وإليك المشتكى . وعليك التكلان وإياك نذرأ في نحورهم . أبى القوم إلا تمادياً في الباطل ويأبى الله إلا الحق . فأين يذهب بكم عن حطب جهنم وعن طيب المغنم . التفت الى أصحابه . وقال : فاستعدوا لعدوكم فانكم غالبوهم باذن الله تعالى . ثم قرأ عليهم آخر سورة آل عمران .

قال : أرباب التاريخ . وحمل علي (ع) ذلك اليوم ثلاث حملات فكان في كل حملة يقتل منهم مقتلة عظيمة حتى يعوج سيفه ذا الفقار فكان (ع) يخرج من بين الجموع ويسويه بركبته . ثم يحمل ثانية .
وعن جندب بن الأزدي . قال : لما فارقت الخوارج علياً (ع) وخرجنا معه فانتهينا الى معسكرهم . فاذا لهم دوي كدوي النحل وفيهم أصحاب البرانس وذوا الثفنات . فلما رأيت ذلك دخلني شك فتنحيت ونزلت عن فرسي وركزت رمحي ووضعت ترسي ونثرت عليه درعي وقمت أصلي وأنا أقول في دعائي . الله ان كان قتال هؤلاء القوم رضاً لك فأرني من ذلك ما أعرف به انه الحق . وان كان لك سخطاً فاصرف عني الشك . قال فبينا أنا على هذا ونحوه اذ أقبل علي (ع) وهو على بغلته ( وكانت بغلة رسول الله (ص) فنزل عن بغلته وقام يصلي . حتى اذا فرغ من صلوته . جاءه رجل من أصحابه فقال يا أمير المؤمنين (ع) انهم قطعوا النهر . ثم جاء آخر تشتد به دابته . فقال قطعوه وذهبوا فقال : أمير المؤمنين (ع) ما قطعوه ولن يقطعوه وليقتلن دون النطفة عهد من الله ورسوله (ص) وقال لي يا جندب . ترى التل . قلت نعم يا أمير المؤمنين (؛ ع) قال : قال حدثني (ص) أنهم يقتلون عنده . ثم قال انا نبعث رسولاً يدعوهم الى كتاب الله


وسنة نبيه . فيرشقونه بالنبل ويقتلونه . قال : ولما انتهينا الى القوم فإذا هم في معسكرهم لم يبرحوا ولم يترحلوا . فنادى الناس وضمهم ثم اتى الصف . وقال (ع) من يأخذ هذا المصحف فيمشي به الى هؤلاء القوم . فيدعوهم الى كتاب الله وسنة نبيه وهو مقتول وله الجنة فما أجابه أحد إلا شاب من بني عامر بن صعصعة فلما رأى حداثة سنه قال : له ارجع إلى موقفك ثم أعاد القول فما أجابه أحد إلا ذلك الشباب فقال له (ع) أما أنك مقتول قال فمشى بالمصحف حتى إذا دنا من القوم بحيث يسمعهم فناداهم فعطفوا عليه وجعلوا يرمونه بالنبل وصار وجهه كالقنفذ وحمل عليه أحدهم وضربه بسيفه فقتله فقال (ع) دونكم لاقوم قال فحملنا عليهم وقد ذهب الشك عني وقتلت بيدي ثمانية من الخوارج .
هذا وقد كان حمل فارس من الخوارج في تلك الساعة . يقال له الأخنس الطائي . وكان شهد صفين مع علي (ع) فحمل وشق الصفوف يطلب علياً (ع) فبدره علي بضربة فقتله . ثم حمل ذو الثدية ليضرب علياً فسبقه علي (ع) وضربه ففلق البيضة ورأسه . ومضى به الفرس يعدوا حتى ألقاه في آخر المعركة في جرف دالية على شاطىء النهروان وخرج ابن عمه . مالك بن الوضاح . وحمل على أمير المؤمنين (ع) فضربه علي بسيفة وقتله .


وتقدم عبدالله بن وهب الراسبي . وصاح يا بن أبي طالب . لا نبرح من هذه المعركة أو تأتي على أنفسنا أو نأتي على نفسك . فابرز الي . وأبرز اليك . وذر الناس جانباً . فلما سمع علي (ع) كلامه تبسم . وقال : قاتله الله من رجل ما أقل حياءه أما انه ليعلم اني حليف السيف وخدين الرمح . ولكنه قد يئس من الحياة أو انه ليطمع طمعاً كاذباً . قال ثم حمل الرجل على علي (ع) وحمل علي عليه فضربه علي بسيفه وقتله ، وألحقه بأصحابه ، قال : ثم التقى الجمعان وحمي الوطيس . واشتد الجلاد . فما كانت إلا ساعة . حتى صارت ـ الحرورية ـ كرماد اشتد به الريح في يوم عاصف . هذا وقد قتل من أصحاب علي (ع) في ذلك اليوم تسعة منهم رؤبة البجلي . ورفاعة بن وايل الأرحبي . والفياض بن خليل الأزدي . وكيسوم بن سلمة الجهني . وحبيب بن عاصم الأزدي وأربعة آخرون رضي الله عنهم .
قال الراوي : قال علي (ع) في ذلك اليوم بعد أن أفنى القوم اطلبوا ذا الثدية . فطلبوه فلم يجدوه . فقال (ع) اطلبوه . فوالله ما كذبت ولا كذبت ثم قام (ع) وركب بغلته ـ وهي بغلة رسول الله (ص) ومضى نحو القتلى . فقال : اقلبوا هذه الأشلاء فقلبوا تلك الجيف ونحوها جانباً . حتى عثروا عليه فاستخرجوه . فإذا هو


حبشي . احدى عضديه مثل ثدي المرأة عليه شعرات كسبال السنور . فكبر (ع) وكبر الناس معه . ثم سجد (ع) شكراً ولما رفع رأسه من السجود قال : الحمد لله الذي عجل بك إلى النار ، وقال : هذا شيطان لولا أن تتكلموا لحدثتكم بما أعد الله على لسان نبيكم لمن قاتل هؤلاء .
قال أرباب التاريخ وما أفلت من ـ الخوارج ـ في ذلك اليوم الا تسعة أنفار ، هرب رجلان الى خراسان وأرض سجستان . وبها نسلهما ، وهرب رجلان الى بلاد عمان وبها نسلهما ، وهرب رجلان إلى اليمن وفيها نسلهما ، ورجلان صارا الى بلاد الجزيرة . بموضع يعرف بالسن والبوازيخ (1) . وصار الآخر منهم إلى تل موزن .
قال : المؤرخون وحصل أصحاب علي (ع) على غنائم كثيرة في ذلك اليوم .
____________
(1) السن : بلد على الدجلة ، البوازيخ . بلد . قريب تكريت ( القاموس ) .

( عبدالله بن خباب )
هو عبدالله بن خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد من بني سعد بن زيد مناة بن تيم ، وأصاب خباباً سباء في الجاهلية . فصار الى أم أنمار بنت سباع الخزاعية حلفاء بني زهرة بن كلاب فأعتقته .
بحذف السند عن رجل من عبد القيس . قال : كان عبدالله مع الخوراج ثم فارقهم ، قال : ودخلوا ـ أي الخوارج ـ قرية . فخرج عليهم عبدالله بن خباب ذعراً قالوا لن ترع . قال : والله لقد رعتموني . قالوا لن ترع . قال والله لقد رعتموني . قالوا : أنت عبدالله بن خباب صاحب رسول الله (ص) قال نعم قالوا فهل سمعت من أبيك حديثاً يحدثه عن رسول الله (ص) تحدثنا به قال نعم سمعت أبي يحدث عن رسول الله (ص) ذكر فتنه . القاعد فيها خير من القائم . والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي . قال فان أدركت ذلك فكن عبدالله المقتول .


قال ابو أيوب . ولا اعلمه الا قال ولا تكن عبدالله القاتل قالوا سمعت هذا من ابيك يحدثه عن رسول الله (ص) : قال نعم . قال فقدموه على ضفة النهر فضربوا عنقه فسال دمه كأنه شراك نعل أحمر ( فامذقر (1) وبقروا بطن أم ولده فبهذا استحل علي (ع) قتالهم (2) .
____________
(1) ذكر المبرد في الكامل هذا الحديث . قال فأخذوه وقربوه الى شاطىء النهر فذبحوه . فامذقر دمه اي جرى مستطيلاً متفرقاً هكذا رواه بغير حرف .
(2) طبقات ابن سعد الكبرى ج5 ص182 طبع ليدن .





من كتاب وَقعَة النَهرَوانْ أوالخَوارج
الخَطيبْ عَلي بنِ الحُسَيْن الهَاشِميّ

__________________
الطريبيلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس