عرض مشاركة واحدة
قديم 05-18-2011, 12:53 PM   #1
حيدر عراق
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 47
معدل تقييم المستوى: 0
حيدر عراق is on a distinguished road

اوسمتي

المستوى : 5 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 116

النشاط 15 / 4539
المؤشر 67%

افتراضي تعلم الصبر من علي بن أبي طالب لتنال الظفر (الحلقة الأولى 1/5)

تعلم الصبر من علي بن أبي طالب لتنال الظفر (الحلقة الأولى 1/5)

حيدر محمد الوائلي

(الحلقة الأولى)
(سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري ، سأصبر حتى ينظر الرحمن في أمري ، سأصبر حتى يعلم الصبر أني صبرت على شيء أمرّ من الصبر)
ما هو الشيء الأمرّ من الصبر الذي دعاك لقول ذلك يا أبا الحسن ...
أم هي كلمات خرجت من قلبٍ مليء بالجراح والألم والحسرة ...
وكلمات تخرج من قلبٍ مجروح هي أصدق كلمات وأجمل الكلمات ...
كلمات خرجت من قلب محترق ، ومن غير القلوب المحترقة بدواهي ومحن السنين تتكلم بالحق ...
كانت حقاً من رجل يدور الحق معه حيثما دار ، فعلي (ع) مع الحق والحق مع علي (ع) يدور معه حيثما دار ...
والنبي محمد (ص) يقول بحق علي موصياً أصحابه : (إذا سلك الناس كلهم وادياً وسلك علي وادياً فأسلك وادي علي وخل عن الناس)
وعلي (ع) نفسه يقول : ( لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذاعلى أن يبغضني ما أبغضني ، ولو صببت الدنيابجمانها على المنافق على أن يحبني ما أحبني ، وذلك أنه قضي فانقضى على لسان النبي الأمي (ص) أنه قال ( يا علي لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق) ...

ولكنهم أبغضوا عدله وأنصافه وحكمه العادل الذي كان مثالاً لأرقى أنظمة الحكم ... فكانوا منافقين وكثيراً ما هم ولليوم ...
حاربوه لأنه حق ، ولليوم يحاربون الحق يا علي ... وحتى من يدعي حبك وولائك فأصبح كثير منهم في الصف الأول من المحاربين لك ... ويبدون حباً ويبطنون بغضا ونفاق ...

كلماتك يا علي أحس بها حزنك ، وأراك تعاني متألماً ...
متألماً يا علي لا من الآلاف جراح الحروب ، وطعن الرماح ، ووخز النبال ، وضرب السيوف ، ورشق الحجارة حتى تأسس للأسلام أساسه بفجر وضحى وظهر وعصر الإسلام ، فضربت خياشيم الخلق بالحق ووضعت رؤوس المتجبرين بالتراب وجعلت الأبطال ممن إستعبدوا الناس يفرون أمامك كالفراش المبثوث وبفتح مكة وبأمر الرسول (ص) دخلت لداخل الكعبة المشرفة ببيت الله الحرام وكسرت الأصنام ولعلك تتذكر يا علي (ع) أنك أول وأخر من ولد داخل الكعبة المشرفة ، ويشهد الركن اليماني على ذلك الذي إنشق وبقيت أمك فاطمة بنت أسد فيه ثلاثة أيام وخرجت من نفس الشق وهي تحملك ونورك يسطع للسماء ...
وهذا الشاعر عبد الباقي العمري قالها شعراً :
أنت العلي الذي فوق العلا رُفعا ... ببطن مكة وسط البيت إذ وُضِعا

من بيت الله الى الله ، وكرم الله وجهه وعليه السلام ، لم يسجد لصنم قط ... وحتى جاء نصر الله والفتح ، ودخل في الأسلم من دخل من مسلمين مؤمنين ، ومسلمين منافقين ، ومسلمين مستسلمين لا مسلمين بالله والرسول ...

تلك الحروب التي جاوزت الثمانين حرباً كان علي (ع) فيها رافع لوائها وشجاعها وليثها المغوار ، وكان فيها كالقطب من الرحى فيما عدا (تبوك) حيث جعله النبي محمد (ص) حارساً على المدينة وقال فيه حديثه الشهير : (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه ليس نبي بعدي) ...
لم تؤذي علياً تلك الجراحات يوماً وهو لم يكترث لها أصلاً ، ولكن ما آذاه جراحات الخنوع والخيانة ممن حصدوا ما زرع النبي محمد (ص) بدمه وعرقه وجراحه وسنين المحنة وأيام الحصار ، ومنذ السنة الأولى للهجرة وحتى سنة 1432 هـ (2011) م. تاريخ كتابة هذه السطور ...
ولأنهم أحياء عند ربهم يرزقون ويشاهدون ويعلمون ويتألمون ... فهو يتألمون وصابرون على شيء هو أمر من الصبر ...

من ألم ومرارة كثرة الأعداء أيام لم يكن للنبي (ص) ناصراً ولا معيناً غيره وثلة من الأصدقاء الكرام ، كان وقتها علي (ع) مستأنساً وفخوراً رغم قلة وخذلان الناصر ...
أراك بالأمس واليوم حزيناً صابراً لكثرة الأصحاب وقلة الأصدقاء !!
وكثرة الأخوة الأعداء (إخوة يوسف) وكراهة القريب ومكره ...
أرى (ذو الفقار) الذي بضربةٍ واحدةٍ قدت عمر بن ود نصفين وعدلت تلك الضربة عبادة الثقلين (الجن والأنس) حينما بلغت القلوب الحناجر وظنوا بالله الظنونا ، وتقاعس الناس وخافوا وزلزلوا زلزالاً شديدا ...
القران الكريم وصفهم بذلك في سورة الأحزاب ... لكي لا يتم تكفيري وإخراجي من الملة ... !!
عمر بن ود يتغطرس ويستهزأ بالله وبمحمد (ص) ، ولا من ناصر ، وساد الهدوء إلا من ضجيج إبن ود فأخرسه علي بضربة صاح لها المسلمين من بعد سكوت طويل : (الله أكبر) !!! ...
تلك الضربة التي لولاها ما صاح (الله أكبر) أحد بعدها أبدا ... (ولليوم) !! بشهادة النبي (ص) الذي دعا الله يومها : (يا رب إن شئت أن تعبد أو لا تعبد) ...

أرى (ذو الفقار) في غمده بعد أن رأى (البعض) (وكثيراً ما هم) من القردة والكلاب والخنازير والمغفلين والفاسدين والجهلة والهمج الرعاع الناعقين مع كل ناعق والمنافقين تحكم وتخطب و(لليوم) على تلك المنابر والمحاريب والصروح التي شيدها النبي محمد (ص) بآلامه وجراحه ودمه وعرقه وصبره وهو القائل (ص) : (ما أوذي نبي مثل ما أوذيت) ، ليصلح حال الناس أجمعين ويكرمهم ويخلصهم من ظلام وقسوة الجاهلية وليعدل فيهم ويحكم بالأنصاف وليركبوا سفينة النجاة التي ربانها محمد وشعارها (لقد كرمنا بني ادم) و (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) ...
لا لتتعاركوا ولا لتتباغضوا ولا لحقدوا على بعضكم بعضاً لمجرد الأختلاف ولا لطائفية ولا لقومية ولا لعنصرية ولا لما يصرخ به (البعض الكثير) من خطباء الأسلام اليوم ولا حكامهم ولا سياسييهم فهم جميعاً أصل البلاء ... ومن المغضوب عليهم ومن الضالين ... رغم أنهم يرددون كالببغاء تلك الآيات العظيمة من سورة الفاتحة في كل صلاة ... وكم من قارئ للقران والقران يلعنه كما قالها النبي محمد (ص) وهو بحالنا عالم من لدن رب عليم ...
حتى صارت المجتمعات الأسلامية اليوم وحكامها وسياسييها أفسد واظلم المجتمعات في العالم على الأطلاق !!
فحينما يصعد ويرتقي تلك المنابر والمحاريب والصروح والعروش وكراسي الحكم ويتسنم إمارة المسلمين من جعل همه ما في بطنه فكانت قيمته ما خرج منها ... فعلى الدين والدنيا السلام ...
ولا خير حينها في عقول .. ولا في عمائم دينية .. ولا ربطات عنق وبدلات رسمية .. ولا بدراسة .. ولا بدين .. ولا بصلاة ... فبحكم أولئك الفاسدين الظالمين الجهلة الحاقدين قد صرتم عبيد والله يكره العبيد الخانعين ويحب الأحرار العاقلين ...
عبيد السلطان وعوائد الحكم ووجاهة السلطة وهيبة الكراسي وبذخ القصور لا عبيد الله ...

أراك يا علي اليوم حزين ...
أراك تبكي وأنت الذي تأبى بكاء الرجال ...
أراك تبكي علينا وعلى حالنا ...
مالنا وكيف صرنا ...
ولماذا غرنا الأمل وكلٍ في شغلٍ فاكهون ... يضحكون .. يلعبون .. بينما هم مستغفلون ومغفلون ، والله يحب المسلم النبيه ووصف الرسول (ص) المؤمن بأنه كيّس فطن ...
حزيناً يا علي ترى السنابل ذات الرؤوس الفارغة اليابسة تحكم وتهيمن ، والسنابل المملوءة والمخضرة ضائعة ومغيبة ...
وأنت ياعلي القائل شعراً :
ملئ السنابل تنحني بتواضعٍ ... والفارغات رؤسهن شوامخُ
تواضع لأنهم معطلين ولا يوجد من يكترث لهم ولا بقولهم ، وشوامخ الفراغات تحكم وتتحكم بأمور الناس ...
أراك حزيناً ترى قوماً خلفوا نهج النبي محمد (ص) الذي بذلت دونه الدم والجرح والتعب ومرارة الأيام حتى يتحقق ...
أراك ترى قوماً يخلفوه ليلعبوا في الحكم والدين والسياسة ما يحلوا لهم أن يلعبوا ، ولما لم يكفهم اللعب فعاثوا فيه تخريباً ودماراً وعبثوا بكل مرتب ونظيف وكامل من أمور المسلمين بما تشتهي النفس وتريد ...
وأنت الذي لم تلعب وتعبث يوماً بأمور المسلمين ومن لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم كما قالها محمد (ص) قبل مئات السنين وطبقتها حرفياً وواظبت عليها كما واظب المخلصين على تطبيقها من صحبه الكرام المنتجبين ، ليحرفها اليوم قوماً سموهم (علماء .. مفتين .. حاكمين .. سياسيين .. أحزاب .. الخ) وعناوينهم (مسلمين) وأخذوا يعبثون بالمسلمين ذات اليمين وذات الشمال أهواءاً وحيثما تشتهي النفس وتروح ...

((يتبعها قريباً الحلقة الثانية))


حيدر عراق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس