عرض مشاركة واحدة
قديم 12-23-2012, 03:55 PM   #3
عبد القهار
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 121
معدل تقييم المستوى: 12
عبد القهار is on a distinguished road

المستوى : 10 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 225

النشاط 40 / 7656
المؤشر 3%

افتراضي نظرية المادّيّين الذين لا يؤمنون بوجود النفس



[ نظرية المادّيّين الذين لا يؤمنون بوجود النفس ]

وقال آخرون : إنّ الإنسان يتكوّن من مادّة حيّة وهي (البروتوبلازم) ويقصدون بها النطفة ، ثمّ إنّ هذه المادّة تكوّن حجيرات والحجيرات كرويّة الشكل وقد تعتريها تحوّلات ، وهذه الحجيرات دقيقة بحيث لا تُرى إلاّ بالمجهر ، ثمّ إنّ الحجيرات هذه تجتمع بعضها مع البعض فتؤلّف أعضاء الجسم فيتكوّن حينئذٍ إنسان ، فالإنسان إذاً هو من مجموعة حجيرات حيّة . ونَفَوا بذلك وجود النفس .

[ الردّ على هذه النظرية الماديّة]

أقول سلّمنا بأنّ جسم الإنسان مكوّن من مادّة حيّة ولكن مَن كوّن هذه المادّة ومن كوّن هذه الحجيرات ومن أيّ شيء اكتسبت الحياة ، ومَن علّم الحجيرات هذه أن تكوّن أعضاء الجسم بشكل هندسي على الشكل المطلوب ، وهل أنّ الحجيرات هذه ألّفت أعضاء الجسم باختيارها أم لها آمِر يأمرها فتطيعه بذلك ؟ أكانت الحجيرات تفهم علم الهندسة من حين إنشائها أم درَست في المدارس الراقية فتعلّمت ؟ وما ذلك إلاّ ظنّاً منهم وإنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً .

[ مَثَل هل تكون الدار المبنيّة من غير بانٍ ؟ ]

ولنضرب بذلك مثلاً فنشبّه مادّة البروتوبلازم بالطين ، والحجيرات بالأحجار الفخّارية (آجرّ) والإنسان بدار حديثة ، وأعضاءه بغرفها وسراديبها وسطوحها وبئرها فنقول : هل يمكن للطين أن يكوّن أحجاراً فخارية بنفسه دون عامل يعمله ، وهل يمكن للأحجار أن تؤلَف داراً على الطراز الحديث بنفسها دون صانع يصنعها أو بنّاء يبنيها على أنّ فيها غرفاً صحّية وسراديب هندسية ونوافذ للتهوية وأبواباً نجارية ، وفيها بئر ومطبخ ومرحاض وبالوعات وغير ذلك ممّا يحتاج إليه الإنسان .

أقول إذا وجدنا داراً جديدة على الصفات المطلوبة فهل يمكن أن نقول أنّ الدار هذه تكوّنت لنفسها دون صانع يصنعها وذلك على اختلاف الموادّ التي تكوّنت منها الدار من الأحجار والأخشاب والحديد والزجاج والأصباغ وغير ذلك ؟

واقول كيف يبصر الإنسان ويسمع ويتكلّم ويتحرّك ما لم تكن فيه روح ؟

وكيف يعقل الإنسان ويفهم ويحفظ ويتذكّر ما مضى بغير روح ؟

وكيف يموت الإنسان إذا كان من حجيرات حيّة ولم تكن فيه نفس ؟

وما الذي يطرأ على الحجيرات فتذهب حياتها على أنّ الإنسان حين موته لا يتغيّر جسمه ولا نرى فيه أيّ نقص يكون سبباً لموته ؟




منقول من كتاب
الرد على الملحدين
لـ( محمد علي حسن الحلي) رحمه الله
عبد القهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس