عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2011, 12:28 PM   #2
خالد الاسدي
 
الصورة الرمزية خالد الاسدي
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: العـــــراق
العمر: 63
المشاركات: 5,480
معدل تقييم المستوى: 20
خالد الاسدي is on a distinguished road

اوسمتي

المستوى : 53 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 130 / 1306

النشاط 1826 / 53600
المؤشر 26%

افتراضي رد: مقام الرفيع والمآثر الخالدة

المقالات وتنظم الأشعار لمصابه سلام الله عليه حتّى من قِبل غير الموالين وغير المسلمين.
نقل أحد الوعّاظ، قال: شاهدت أحد عبدة الأصنام في بعض البلاد؛ كان شاعراً قد نظم شعراً لأبي عبد الله الحسين سلام الله عليه وقد رأيت شخصياً الجزء الثاني من ديوانه، فرغم أنّه لا يعتقد بالله تعالى إلا أنّه أنجز ديواناً في حقّ سيّدالشهداء عليه السلام وإنّ أمثال هذه الأعمال تعدّ بالمئات إذا تتبّعها أحد.
وهذا بحدّ ذاته مدعاة لأن نقتدي بأهل البيت عليهم السلام وأن نسير على خطاهم ونتبع وصاياهم، وإلاّ فحتى غير المسلمين يقولون: إن الإمام الحسين ليس إمامكم وحدكم بل إمامنا ورائدنا نحن أيضاً.

مقام أنصار الإمام الحسين وزوّّاره


إنّ من بركات سيّد الشهداء سلام الله عليه أنّه يكافئ كلّ من يقدّم شيئاً في طريقه، وبالمقابل ـ والعياذ بالله ـ فإنّه يُجازى في الحياة الدنيا كلّ من يخطو خطوة في محاربته أو يكتب كلمة تحول دون خدمته، ناهيك عن جزاء الآخرة.
فمن الملفت للنظر عند تتبّع أحوال حواري رسول الله صلى الله عليه وآله أمثال أبي ذر الغفاري أو حواري أمير المؤمنين والإمام الحسن وحواري غيرهم من الأئمة الأطهار عليهم السلام أنّه لانجد ولو زيارة واحدة تتضمن ذكرهم ـ على جلالة قدرهم ـ أمّا بالنسبة لأصحاب الإمام الحسين(17) فقد ورد ذكرهم في زيارته سلام الله عليه، زيارة عاشوراء:
«السلام عليك يا مولاي وعليهم وعلى روحك وعلى أرواحهم وعلى تربتك وعلى تربتهم»(18).
هكذا يصنع القرب من الإمام الحسين سلام الله عليه، بحيث إنّ كلّ من زاره ـ بمن فيهم الأئمة المعصومون سلام الله عليهم كما هو الحال مع الإمام الباقر عليه السلام الذي رويت عنه تلك الزيارة ـ تجده قد سلّم على التربة التي دُفن فيها أنصار الإمام الحسين سلام الله عليه.
ولا يخفى أنّ في أصحاب الإمام الحسين من لم يكن قبل مناصرته للإمام سلام الله عليه كعمّار بن ياسر ومالك الأشتر ومحمد بن أبي بكر في ولائهم، بل كان فيهم من هو عثمانيّ الهوى كزهير بن القين، والقائد الأمويّ كالحرّ بن يزيد الرياحي والنصراني المذهب مثل وهب.
هكذا هي مدرسة الإمام الحسين عليه السلام قد انضمّت في طيّاتها مختلف المذاهب والأطياف، فجعلت ممّن كان عثمانيّ الهوى بمرتبة من يُسلَّم على تربته، وكذا الحال بالنسبة للنصراني والأمويّ، فهي مدرسة عظيمة تحاكي عظمتها عِظَم مؤسّسها.
لذا ينبغي لنا نحن الذين لم نوفَّق لدرك زمانه، أن نسير على خطى أنصاره الذين بذلوا مهجهم دون مهجته.
ونقيض ذلك ما ورد بحقّ أعدائه، فقد ورد بشأنهم في الزيارة نفسها:
«والعن أرواحهم وديارهم وقبورهم..»(19).

شروط مهمة


ولكي نكون مخلصين لله تعالى وأوفياء في المودّة لذي القربى صلوات الله عليهم يلزم:
أوّلاً: أن نتعلّم الإخلاص من سيّد الشهداء سلام الله عليه ونسعى في تطوير المجالس الحسينية(20) في الهيئات وفي المنازل إلى الأفضل وعلى جميع المستويات ولا ندَع الخلافات وغيرها تحكمنا، خاصّة وإنّ الشيطان وأعوانه يسعون جاهدين لإفساد خدماتنا، بل ليكن نظرنا دائماً إلى سيّد الشهداء سلام الله عليه.
ثانياً: علينا أن لا نقصّر في قضايا الإمام الحسين عليه السلام، فعلى أصحاب الأموال أن يبذلوا أموالهم، والمتكلّمون عليهم أن يشدّوا قلوب الناس بألسنتهم، والكتّاب لا يتوانوا في كشف الحقائق بأقلامهم. وإلا فإنّ من يقصّر في قضية الإمام الحسين سلام الله عليه ستكون عاقبته الندامة ولابدّ أن يأتي يوم يتحسّر فيه.
ثالثاً: ثمة قضية أعتبرها مسؤولية ثقيلة ووظيفة شرعية على عاتقي لابد لي من بيانها وهي: أنّ أحكام الله تعالى مهمّة ومقدّسة للغاية، بحيث إنّ سيّد الشهداء سلام الله عليه على جلالة قدره وعلوّ مقامه قد ضحّى من أجلها بكلّ غالٍ ونفيس.
ولم يقتصر الأمر على بذل نفسه، وإنما قدّم أمامه جميع أهل بيته وأنصاره، ولولا هذه التضحيات لما وصلت إلينا الأحكام الشرعية ولضاع دين الله تعالى.
إنّ اللعب والعبث بأحكام الله تعالى يستتبع عواقب وخيمة، فحتّى رسول الله صلى الله عليه وآله الذي هو أشرف الأنبياء والمرسلين ــ والذي خاطبه الباري تعالى في الحديث القدسي: «يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك»(21) ـ قال بالنسبة إليه في القرآن الكريم:
(ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل . لأخذنا منه باليمين. ثمّ لقطعنا منه الوتين)(22).
وكما تعلمون أنّ (لو) أداة امتناع لامتناع وهي تستعمل لبيان عدم تحقّق ما بعدها؛ لوجود المانع في نفس المحل، ولذا فإنّ قوله تعالى (ولو تقوّل علينا) معناه أنّ الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله لا يتقوّل، ولكن من باب (فرض المحال ليس بمحال).
فهذا ليس توهـيـناً من عند الله تعالى لنبيّه الكريم صلى الله عـليه وآلـــه ـ والعياذ بالله ـ وإنما هو بيان لمقام الأحكام والأمانة في تنفيذها، فضلاً عن عدم المحاباة في هذا الأمر. فلو أنّ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله مع مقامه العظيم تقوّل وبدّل أحكام الله لما عداه السخط الإلهي. كما لا يخفى أنّ هذا الخطاب هو من باب: (إيّاك أعني واسمعي يا جارة).
لذا يجب علينا جميعاً عدم الإخلال والتهاون بوظيفتنا الشرعية تجاه الأحكام الإلهيّة والسنن المطهّرة لرسول الله وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم والالتزام بها بيننا وبين الله تعالى، وأن نسعى جاهدين ألاّ نخرج عن حدود أحكام الله وأن لا نبتعد عن الإمام الحسين عليه السلام فإنّ بعض الأمور غير قابلة للإصلاح فيما لو صدرت بدون تدبّر.
على سبيل¬المثال: ذكر جماعة من العلماء¬¬القدامى والمتأخّرين أنّه إذا كان شخص يقلّد مجتهداً وصديقه يقلّد مجتهداً آخر، وكان فتوى مجتهده في مسألة ما بالحلّية بينما كان نظر المجتهد الآخر بالحرمة فلا يحقّ له أن يدعو الآخر للعمل وفق رأي مجتهده بالحلية، لأنه إذا ارتكب هذا الآخر خلاف رأي مجتهده فإنّه يكون قد ارتكب الحرام وكذلك يكون قد ارتكب الحرام لأنه أغراه بالحرام.
وكذا الحال لو كان أحد المجتهدين يفتي بالوجوب والمجتهد الآخر يفتي بعدم الوجوب. وقد صرّح بعض العلماء أنّ من يفعل ذلك تسقط عدالته.
إنّ سيّد الشهداء سلام الله عليه استشهد لإحياء أحكام الله تعالى، فلنسعَ نحن بدورنا لصيانة هذه الغاية العظيمة والمحافظة على ثمارها. أسأل الله تعالى بحقّ سيّدنا أبي عبد الله أن يوفّقنا لذلك.

مآثر خالدة


أمّا عبارة: «لا يدرس أثره»، فمعناها أنّ المآثر التي أتى بها سيّد الشهداء عليه السلام هي مآثر خالدة لا تنمحي ولا تندرس، وستظلّ باقية كعلامة وضّاءة في طول التاريخ لا يزيدها تقادم الزمان إلاّ تألّقاً وسطوعاً، إنّها بلا شكّ معجزة إلهية لم تتح لأحد غير سيّد الشهداء سلام الله عليه.
من الطبيعي أن يكون للإنسان أصدقاء وأعداء، أصدقاؤه يرجون خيره وصلاحه، وأعداؤه يسعون في الكيد له والقضاء عليه ومحو ذكره. وهذا ينطبق أيضاً على سيّد الشهداء سلام الله عليه، مع فارق أنّ أعداءه هم من الحكّام الظلمة والمستبدّين وهم بطبيعة الحال قلّة قليلة، فالشعوب لا خصومة لها مع سيّد الشهداء سلام الله عليه ـ حتى أنّ الكثير من أتباع الأديان الأخرى يكنّون له محبة واحتراماً ـ . هناك ملاحظة يجب الالتفات إليها وهي أنّ أعداء الإمام الحسين على مدى التاريخ كانوا من أصحاب القوة والنفوذ، من جملتهم هارون والمتوكّل ـ من حكّام بني العبّاس ـ اللذين كانا على رأس أعظم امبراطورية على وجه الأرض، وكانا يحظيان بالمال والسلاح والسطوة، وعملا كلّ ما في استطاعتهما لمحو اسم الإمام الحسين عليه السلام وذكره لكنّهما لم يفلحا، فبقي اسمه يتردّد على كل لسان وذكره حيّاً في ضمائر الشعوب.
لقد عقد أعداء الإمام ـ بدءاً بابن سعد وابن زياد ويزيد وغيرهم ـ العزم على محو ذكره، ووظّفوا كل قدراتهم وطاقاتهم لتحقيق هذا الهدف، فقتلوه أفجع قتلة وعملوا ما في وسعهم لإزالة أيّ أثر له، وكمّموا الأفواه كي لا يجرؤ أحد على ذكر اسمه الشريف. بعد كلّ هذه السياسات الجائرة، انظر كيف خلد ذكر الإمام في قلوب الشعوب وذاكرتها، وازداد بريق اسمه يوماً بعد يوم! سرّ ذلك يكشفه لنا هذا الحديث الشريف:
ثم يبعث الله قوماً لا يعرفهم الكفّار لم يشركوا في تلك الدماء بقول ولا فعل ولا نيّة فيوارون أجسامهم ويقيمون رسماً لقبر سيّد الشهداء بتلك البطحاء يكون علماً لأهل الحق وسبباً للمؤمنين إلى الفوز وتحفّه ملائكة من كلّ سماء مائة ألف ملك في كلّ يوم وليلة ويصلّون عليه ويطوفون عليه ويسبّحون الله عنده ويستغفرون الله لمن زاره ويكتبون أسماء من يأتيه زائراً من أمّتك متقرّباً إلى الله تعالى وإليك بذلك وأسماء آبائهم وعشائرهم وبلدانهم ويوسمون في وجوههم بميسم نور عرش الله هذا زائر قبر خير الشهداء وابن خير الأنبياء، فإذا كان يوم القيامة سطع في وجوههم من أثر ذلك الميسم نور تغشى منه الأبصار يدلّ عليهم ويعرفون به
وسيجتهد أناس ممن حقّت عليهم اللعنة من الله و السخط أن يعفوا رسم ذلك القبر ويمحوا أثره فلا يجعل الله تبارك وتعالى لهم إلى ذلك سبيلاً(23).

محاولات الظلمة التملّص من جرائمهم


المثير للسخرية ما روي عن زعم يزيد أنّه لم يكن لديه علم بما جرى في كربلاء واستشهاد الإمام الحسين سلام الله عليه، وأنّه حمّل ابن زياد مسؤولية واقعة الطفّ. ولكن أنّى له أن يتنكّر لمسؤوليته عمّا حدث، فذلك أوضح من الشمس في رابعة النهار، وكان الرسول الكريم صلّى الله عليه وآله يعلم بهذه المسؤولية، لذا كان يقول: «ما لي وليزيد؟»(24).
لقد اعتاد الحكّام الظلمة استخدام مثل هذه الألاعيب والمناورات وذلك بإلقاء مسؤولية جرائمهم وموبقاتهم على حاشيتهم ومن هم أدنى منهم؛ وذلك لتبرئة أنفسهم وخداع الشعوب بأنّها من فعل الحاشية والصغار وأنّهم لم يحيطوا بها علماً، بينما الرأس هو أصل المفاسد والموبقات، وقد نُقل حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وآله حول استشهاد الإمام الحسين سلام الله عليه في قوله: «ما لي وليزيد»، وكفى بهذا دليلاً على مسؤولية يزيد المباشرة عمّا حدث من فجائع في كربلاء.
إذا أجمع الطغاة والمستبدّون على فناء شخص ما، وخلّدته صفحات التاريخ فذاك دليل على حقّانيّة ذلك الشخص، ولاشكّ أنّها معجزة إلهية لسيّد الشهداء سلام الله عليه وبرهان مظلوميّته وحقّيته، وإنّ في ذلك لعبرة لأولي الألباب.

وصايا لمقيمي الشعائر الحسينية


ختاماً نذكّر ببعض الملاحظات والوصايا لمقيمي الشعائر الحسينيّة والقائمين عليها:
1. استغناء الإمام سيّد الشهداء
يجب أن نعلم بأنّ الإمام الحسين سلام الله عليه غنيّ عنّا. فالمعصومون هم ذوات
تابــــــــــــــــــــــع
__________________
السلام عليك يا أبا عبدالله الحُسينْ



لعن الله امة قتلتك يا سيدي و لعن الله امة سمعت بذلك فرضيت

خالد الاسدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس