01-13-2010, 08:32 PM
|
#3
|
مشرفة منتدى لقاء مع عضو
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 4,270
معدل تقييم المستوى: 20
|
رد: آل رسول الله في خَرِبة الشام
فقصد الناس أن يَهجموا على يزيد في داره ويقتلوه ، فاطّلع على ذلك مروان ، وقال ليزيد : «لا يصلح لك توقّف أهل البيت في الشام فأعدّ لهم الجهاز ، وابعث بهم إلى الحجاز» .
فهيّأ لهم المسير ، وبعث بهم إلى المدينة .(1)
(1) كتاب «كامل البهائي» .
بين الإمام زين العابدين (عليه السلام) ويزيد بن معاوية
وقد جاء في التاريخ أنّ يزيد قال للإمام زين العابدين (عليه السلام) : «أُذكر حاجاتك الثلاث التي وعدتك بقضائهن» ؟
فقال الإمام : «الأولى : أن تُريَني وجه سيدي ومولاي الحسين ، فأتزوّد منه وأنظر إليه وأُودّعه ؟
والثانية : أن تَرُد علينا ما أُخذَ منّا ؟
والثالثة : إن كنتَ عَزَمتَ على قتلي ان تُوجّه مع هؤلاء النسوة من يَردّهن إلى حرم جدّهن صلى الله عليه وآله وسلم» ؟
فقال يزيد : «أمّا وجه أبيك ، فلَن تراه أبداً !!
وأمّا قتلك ، فقد عفوت عنك ، وأما النساء فلا يرُدّهن إلى المدينة غيرك .
وأمّا ما أُخِذ منكم ، فإنّي أُعوّضكم عنه أضعاف قيمته» .
فقال الإمام : «أمّا مالُك فلا نريده ، وهو موفّر عليك ، وإنّما طلِبتُ ما أُخِذَ منّا .. لأنّ فيه مِغزل فاطمة بنت محمد ، ومقنعتها وقِلادتها وقَميصها» .(1)
(1) كتاب (الملهوف) ص 224 .
ترحيل عائلة آل الرسول من دمشق إلى المدينة المنوّرة
المُستفاد من مجموع القضايا التاريخية أنّ خطبة السيدة زينب الكبرى في مجلس يزيد ، والوقائع التي حدثت في ذلك المجلس ، ثمّ خطبة الإمام زين العابدين (عليه السلام) في الجامع الاموي في دمشق ، أوجَدَت في الناس وعياً وهياجاً ، واستياءً عاماً ضدّ الحكم الأموي في الشام .
وخاصّة : أنّ بلاط يزيد لم يَسلَم من التوتّر والإضطراب .
والعجيب : أنّ يزيد ـ الذي كان يحكم على بلاد الشام وغيرها ـ شَعر بأنّ كرسيّه قد تضعضع ، بل وأنّ حياته صارت مهدّدة ، حتى زوجته إنقلب حبّها إلى عداء ، كلّ ذلك من نتائج خطبة امرأة أسيرة ، وشابٍ أسير عليل !!
فاستشار يزيد جلساءه حول إتّخاذ التدابير اللازمة لدفع الخطر المُتوقّع ، فأشار عليه أصحابه بترحيل العائلة من دمشق ، وإرجاعهم إلى المدينة المنوّرة .
وتبدّل منطق يزيد ، فبَعد أن كان يقول : «لعِبت هاشم بالمُلك» صار يلعن عبيد الله بن زياد الذي قام بهذه الجناية من تلقاء نفسه، فكأنّ يزيد يُبرّأ نفسه ممّا جرى، ويُلقي المسؤولية على عبيد الله بن زياد .
وتبدّلت تلك الخشونة والقساوة ، والشماتة والإهانة ، إلى الرفق واللين والإحترام المزيّف ، فالظروف تصنع كلّ شيء ، والسياسة التابعة للظروف والخاضعة للمصالح ذو قابليّة للتلوّن بكلّ لون .
فأمر يزيد نعمان بن البشير أن يُهيّئ وسائل السفر لترحيل أهل البيت من الشام ، مع رعاية الإحترام اللائق بهم .
وجاء في كتاب (الفصول المهمّة) لابن الصبّاغ المالكي : ثم إنّ يزيد ـ بعد ذلك ـ أمر النعمان بن بشير أن يجهّزهم ـ بما يصلح لهم ـ إلى المدينة الشريفة ، وسَيّر معهم رجلا أميناً من أهل الشام ، في خيل سيّرها في صحبتهم ، ... وكان يُسايرهم هو وخيله التي معه ، فيكون الحريم قُدّامه ، بحيث أنّهم لا يفوتونه .
وإذا نزلن تنحّى عنهم ناحيةً .. هو وأصحابه الذين كانوا حولهم كهيئة الحرس ، وكان يسألهم عن حالهم ، ويتلطّف بهم في جميع أمورهم ، ولا يشقّ عليهم في مسيرهم ... إلى آخره .
السيد محمد كاظم القزويني

|
|
|