عرض مشاركة واحدة
قديم 01-13-2010, 08:31 PM   #2
الم الرحيل
مشرفة منتدى لقاء مع عضو
 
الصورة الرمزية الم الرحيل
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 4,270
معدل تقييم المستوى: 20
الم الرحيل is on a distinguished road

اوسمتي

المستوى : 48 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 119 / 1196

النشاط 1423 / 54404
المؤشر 84%

افتراضي رد: آل رسول الله في خَرِبة الشام

وعند المساء أقبلت هند ومعها الخدم يحملون معهم القناديل لإضاءة الطريق . فلمّا رأتها السيدة زينب (عليها السّلام) مُقبلة هَمَسَت في أذن أختها أم كلثوم وقالت : «أُخيّه أتعرفين هذه الجارية ؟
فقالت : لا والله .

فقالت زينب : هذه خادمتنا هند بنت عبد الله !!
فسكتت أمّ كلثوم ونكّست رأسها !
وكذلك السيدة زينب نكّست رأسها .
فأقبلت هند وجلست على الكرسي قريباً من السيدة زينب ـ باعتبارها زعيمة القافلة ـ ، وقالت : أخيّة أراكِ طأطأتِ رأسكِ ؟
فسكتت زينب ولم تردّ جواباً !
ثم قالت هند : أخيّه من أي البلاد أنتم !
فقالت السيدة زينب : من بلاد المدينة !
فلمّا سمعت هند بذكر المدينة نزلت عن الكرسي وقالت : على ساكنها أفضل السلام .
ثم التفتت إليها السيدة زينب وقالت : أراكِ نزلتِ عن الكرسي ؟
قالت هند : إجلالاً لمن سكن في أرض المدينة !
ثم قالت هند : أخيّه أريد أن أسألكِ عن بيت في المدينة ؟
فقالت السيدة زينب : إسألي عمّا بدا لكِ .
قالت : أسألكِ عن دار علي بن أبي طالب ؟
قالت لها السيدة زينب : ومِن أينَ لكِ المعرفة بدار علي ؟
فبَكت هند وقالت : إنّي كنت خادمة عندهم .
قالت لها السيدة زينب : وعن أيّما تسألين ؟
قالت : أسألك عن الحسين واخوته وأولاده ، وعن بقيّة أولاد علي ، وأسألك عن سيدتي زينب ! وعن أختها أم كلثوم وعن بقيّة مخدّرات فاطمة الزهراء ؟
فبَكت ـ عند ذلك ـ زينب بكاءً شديداً ، وقالت لها يا هند : أمّا إن سألتِ عن دار علي فقد خَلّفناها تنعى أهلها !
وأما إن سألت عن الحسين فهذا رأسه بين يدي يزيد !!
وأمّا إن سألت عن العباس وعن بقية أولاد علي (عليه السلام) فقد خلّفناهم على الأرض .. مجزّرين كالأضاحي بلا رؤوس !
وإن سالت عن زين العابدين فها هو عليل نحيل .. لا يطيق النهوض من كثرة المرض والأسقام ، وإن سألتِ عن زينب فأنا زينب بنت علي !! وهذه أمّ كلثوم ، وهؤلاء بقية مخدّرات فاطمة الزهراء !!!
فلمّا سمعت هند كلام السيدة زينب رقّت وبكت ونادت : واإماماه ! واسيداه ! واحسيناه ! ليتني كنتُ قبل هذا اليوم عمياء ولا أنظر بنات فاطمة الزهراء على هذه الحالة ، ثم تناولت حجراً وضرب به رأسها !! فسال الدم على وجهها ومقنعتها ، وغشي عليها .
فلمّا أفاقت من غشيتها أتت إليها السيدة زينب وقالت لها : يا هند قومي واذهبي إلى دارك ، لأنّي أخشى عليك من بعلكِ يزيد .
فقالت هند : والله لا أذهب حتى أنوح على سيّدي ومولاي أبي عبد الله ، وحتى أُدخِلكِ وسائر النساء الهاشميّات .. معي إلى داري !!
فقامت هند وحَسَرت رأسها وخرجت حافية إلى يزيد وهو في مجلس عام ، وقالت : يا يزيد ! أنت أمرتَ رأس الحسين يُشال على الرمح عند باب الدار ؟
أرأسُ ابن فاطمة بنت رسول الله مصلوب على فناء داري ؟!
وكان يزيد في ذلك الوقت جالساً وعلى رأسه تاج مكلّل بالدر والياقوت والجواهر النفيسة !
فلمّا رأى زوجته على تلك الحالة وَثَب إليها وغطّاها وقال : نعم فاعوِلي يا هند وابكي على ابن بنت رسول الله وصريخة قريش ، فقد عجّل عليه ابن زياد (لعنه الله) فقتله .. قتله الله !!!
فلمّا رأت هند أنّ يزيد غطّاها قالت له : ويلك يا يزيد ! أخَذَتك الحميّة عليّ ، فلِم لا أخذتك الحميّة على بنات فاطمة الزهراء ؟! هتكتَ ستورهنّ وأبديتَ وجوههنّ وأنزلتهنّ في دارٍ خرِبة !! والله لا أدخل حرَمَك حتى أُدخلهنّ معي .
فأمر يزيد بهنّ إلى منزله وأنزلهم في داره الخاصّة ، فلمّا دخلت نساء أهل البيت (عليهم السلام) في دار يزيد ، إستقبلتهنّ نساء آل أبي سفيان ، وتهافتنَ يُقبّلن أيدي بنات رسول الله وأرجلهن ، ونُحنَ وبكين على الحسين ، ونزعن ما عليهنّ من الحُلي والزينة ، وأقمن المأتم والعزاء ثلاثة أيام ... .(1)
(1) المصدر : «معالي السبطين» ج 2 ، ص 164 ، الفصل الرابع عشر ، المجلس السادس عشر ، وتاريخ الطبري ج 5 ، ص 465 ، وكتاب «الإيقاد» ، ص 180 وبعض المصادر الأخرى .
آل رسول الله يقيمون المآتم على الإمام الحسين (عليه السلام) في الشام
لقد جاء في كتب التاريخ : أنّ جمعاً كثيراً من أهل الشام تغيّرت نظرتهم الإيجابيّة إلى حكومة بني أميّة بشكل عام ، وإلى الطاغية يزيد بشكل خاص ، إلى نظرة سلبيّة .
وصار هذا الجمع الكثير يُشكّلون الرأي العام الناقم على السلطة ، ممّا جعل يزيد يضطرّ إلى أن يتظاهر بتغيير موقفه تجاه أهل البيت (عليهم السلام) فنقلهم إلى بيته الخاص حتى يُخفّف التوتّر السائد على عائلته وحريمه ، بل وعلى كافّة نساء آل أبي سفيان .
وجاء في التاريخ ـ أيضاً ـ : أنّ يزيد إستدعى بِحُرَم رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لهن : «أيّهما أحبّ إليكن : المُقام عندي ، أو الرجوع إلى المدينة ؟
فقلنَ : نُحبّ أوّلاً أن ننوح على الحسين .
فقال : إفعلوا ما بدا لكم .
ثمّ أُخليَت الحجرات والبيوت في دمشق ، ولم تبق هاشميّة ولا قُرشيّة إلا ولَبِسَت السواد على الحسين ، وندبوه سبعة أيام ، فلمّا كان اليوم الثامن أرادوا الرجوع إلى المدينة ، فأمر يزيد أن يُحضروا لهنّ المحامل ، وأعطاهنّ أموالاً كثيرة وقال : هذا المال عِوَض ما أصابكم !
فقالت أمّ كلثوم : «يا يزيد ! ما أقلّ حياؤك وأصلبَ وجهك ؟! تقتل أخي وأهل بيتي وتُعطينا عِوَضهم ؟!
فردّوا جميع الأموال ، ولم يأخذوا منها شيئاً .(1)
(1) كتاب «بحار الأنوار» ، ج 45 ، ص 196 ـ 197 .
وجاء في بعض كتب التاريخ : أنّ السيدة زينب (عليها السّلام) أرسلت إلى يزيد تسأله الإذن أن يُقِمن المآتم على الإمام الحسين ، فأجاز ذلك ، وأنزلهنّ في دار الحجارة ، فأقمنَ المآتم هناك سبعة أيام ، وكانت تجتمع عندهنّ ـ في كل يوم ـ جماعة كثيرة لا تُحصى من النساء» .
الم الرحيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس