01-05-2010, 09:32 PM
|
#2
|
مشرف المنتدى الإسلآمي العام
تاريخ التسجيل: Nov 2009
العمر: 53
المشاركات: 2,888
معدل تقييم المستوى: 18
|
رد: لا بد من قرأته .. لأنه يستحق أكثر من ذلك
* خروج الحُسين: بين السنة و الشيعة
توضح هزلتون رأي المدرسة السنية و تقول أنهم يقولون بأن تحرك الحُسين كان دليلا لافتقاده المؤهلات المناسبة لإسقاط الإمبراطورية الأموية, فلقد كان يسعى لمصير سئ لا يجب على الإنسان أن يتخذه. و كان عليه ان يعترف بالواقع و يخضع للتاريخ و تستدل بقول إبن تيمية و الذي تصفه بمُعادي الشيعة[9] و الذي وصف حركة الحُسين بالـ "غير فعّالة", فهو يرى خطأ الحُسين في أنه بدون الدولة لا يمكن التطبيق الشريعة ولكن هزلتون لا تنسى التعليق بأن إبن تيمية عندها يعترف بافتراق الشريعة عن الدولة و وهو الأمر الذي لم يكن كذلك في زمن الرسول صلى الله عليه و آله.
بعد ذلك توضح الكاتبة رأي مدرسة أهل البيت و تقول بأن الشيعة يرون أن نهضة الإمام الحُسين عليه السلام كانت تمثل الشجاعة المطلقة و النبل المطلق في التضحية بالنفس, فلقد قام بحركته عن وعي كامل و معرفة تامة بأهميتها. فالحُسين اتخذ الطريق الوحيد أمامه لفضح فساد الحكم الاموي و إستشهاده سبب صدمة لكل المسلمين ليرجعوا الى الإسلام الحقيقي تحت الحكم الذي أراده الرسول المتمثل في أهل البيت. بهداية إلهية ضحى بنفسه كما ضحى النبي عيسى قبله بستمائه عام – حسب تعبيرالكاتبة- تضحية مقدسة في سبيل الآخرين و استسلامه للموت كان صورة للفداء الأمثل.
* في قلب الحدث: كربلاء و رموز لا تموت
في وصفها لأحداث ما بعد الوصول إلى الكربلاء, و بعد منع الماء عن الإمام الحُسين عليه السلام في ذلك الحر الشديد تقول هزلتون "بينما كان جيش شمر ينتظر أن يحل الضعف بالحُسين جراء العطش ليأتي لهم راكعاً, تكوّنت أحداث تاريخية واحدة تلو الآخرى, أحداث لا يمكن أن تموت ... فالرموز الشيعية كانت تولد حينها!". تطرقت إلى تفاصيل زفاف القاسم الشاب, عبدالله الرضيع, العباس و غيرها من الأحداث. عندما كانت هزلتون تصف زفاف القاسم الذي تم على الرغم من عدم إمكانية إتمام الزواج بسبب العلم بالأمر المحتوم –الموت- و ماسيحدث من بعد ذلك, وصفته بأنه صوره للإحتفال بالحياة على الموت, و المستقبل على الحاضر.
في توصيفها لليلة عاشوراء و لمحاولة تقريب الصورة للمتلقي الغربي المتأثر بالثقافة المسيحية, وصفت الكاتبة الليلة بأنها موازية لليلة العشاء الأخير لدى المسيحيين و التي شارك فيها نبي الله عيسى حوّاريه العشاء للمرة الأخيرة قبل موته. وضّحت مدى إخلاص و تفاني أتباع الحُسين برفضهم طلبه منهم بتركه و التستر بالليل للهروب و مدى تسليم الحُسين لقضاء الله عندما قال لهم "إنا لله و إنا اليه ارجعون"[10]. تم قضاء الليلة الاخيرة بين الصلاة و التجهيز و الدموع
* الشيعة اليوم
في القسم التالي تعبر الكاتبة الزمن لتصف حال الشيعة اليوم و تعاملهم مع أحداث عاشوراء. فتوضّح مدى محورية الحدث بالنسبة للفرد الشيعي بحيث تم إبقائه حيّاً سنة بعد سنة, وقرنا بعد قرنا, ولكن ذلك لم يتم بقراءة القصة كاملة و لكن بالتذكر و التكرار و التمثيل في العشر الليالي الأولى من شهر المحرم. فتصف مواكب العزاء الضخمة التي تتكرر كل سنة "الكثير من الناس في كثير من الأماكن بشكل يشابه التمثيليات الضخمة التي كان يقوم بها المسيحيون في العصور الوسطى لكن حتى أكبر تمثيل مسرحي في برودواي[11] أو أي تمثيل غربي آخر يحظى بنفس هذا العدد من الجماهير". ثم تُسهب الكاتبة في التفاصيل و مدى تأثر الناس و بما يواكب ذلك من لطم و بكاء. تقول هزلتون "قمة المأساة ليست حينما قتل الحُسين و لكنها لحظة القبول بالموت".
في وصفها لمدى تأثير أيام عاشوراء, تعكس الكاتبة قدرة كبيرة في قراءة أبعاد الشعائر الحُسينية مثل التمثيل و اللطم بشكل غاب حتى على بعض الأصوات الشيعية الحديثة ممن تستنقص من هذه الشعائر و تعتبرها تخلفا أو غير مواكبة للعصر أو شعائر تصلح للمتاحف. فتواصل هزلتون المتخصصة في علم النفس "إن تجمع الناس في بيوت الحُسين هو فرصة للبكاء, التأمل و التفكير, و العلاج. و عندما تتجمع النسوة لتجهيز زفاف القاسم من سكينة و تجهيز منام عبدالله الرضيع و ما يصاحب هذا التمثيل لاحقا من توزيع للحلوى, فإن هؤلاء النسوة يخلقن رابطاً بين أولادهن و الحُسين و قضيته مما يُسهم في ترسيخ مبادئ تحفظهم من العنف و المخدرات و كل أمراض العصر الأخلاقية".
تواصل الكاتبة وصفها للشعائر الحُسينية و التي تصل ذروتها في يوم العاشر الذي تخرج فيه الناس بالمئات في القرى و بالآلاف في المدن و بصوت باكي تواصل وصفها للطم على الصدور و ما يواكبه من صياح "ياحسين..ياحسين" فتقول " صوت ضخم يمكن سماعه من بعيد و كأنه صوت جرس كاتدرائية في يوم الإيستر[12] و لكن التعجب يزداد عند معرفة أن مصدر هذا الصوت الضخم إنما هو نتاج ضرب الكفوف على الصدور!! وبعضهم –تقصد الشيعة- يذهب أبعد من ذلك, فبعضهم يضرب ظهره و أكتافه بالسلاسل و الشفرات حتى تسيل منهم الدماء, و بعضهم يضرب نفسه بالسكاكين حتى تختلط الدماء السائلة من رؤوسهم بدموعهم في موقف خليط من القدسية و الرهبة". يلاحظ في هذا المقطع دقة وصف الكاتبة لمراسم عاشوراء و يُلاحظ أيضا أنها لم تستنقص أو تنتقد هذه الشعائر و إنما وصفتها بإحترام و موضوعية في تطبيق لمبدئها المُشار له أعلاه "الخطورة تكمن في التفكير أحادي الأبعاد".
و تختم الكاتبة بـ" في اللحظة التي قُتل فيها الحُسين, و ما يعتبره السنة تاريخا, وُلد تاريخ مُقدّس لدى الشيعة و الذي سيكون شعلة لكل ما سيحدث لاحقا ... و الخلافات حول التفاصيل الدقيقة في المعركة تسقط أهميتها امام حدث بهذا العمق و الضخامة.... فموت الحُسين يعبر التاريخ الى تفاصيل و مكوّنات التاريخ ويدخل مساحة الإيمان و الإلهام و العشق العاطفي و الديني".
[1]Town Hall for Civic Life, Seattle
[2][2] إعتاد الكاتب الغربي على إستضافته بواسطة المكتبات العامة و المنتديات الثقافية لقراءة كتابه او جزء من كتابه بصوته, و يلي ذلك إجابته لأسئلة الجمهور المتلعقة بالمواضيع التي يناقشها الكتاب
[3]After the Prophet: the Epic Story of the Shia–Sunni Split in Islam
[4]يمكن الإستماع لقراءة الكاتبة و أجوبتها على أسئلة الجمهور باللغة الإنجليزية من خلال الملف الصوتي الموجود على موقع راديو منطقة بيجوت ساوند على الرابط www.kuow.org/program.php?id=18594
[5]للمعرفة أكثر عن الكاتبة يمكن قراءة سيرتها الذاتية كاملة على الرابط www.aftertheprophet.com/abouttheauthor.html
[6]رؤوس الأقلام في هذا الموضوع هي من كاتب الموضوع وليست نفسها هي الموجود في الكتاب المذكور
[7]يُرجى ملاحظة أن بعض ما ترويه الكاتبة فيما يتعلق بروح الله عيسى بن مريم عليه السلام هو ما يتوافق مع الثقافة الغربية خصوصا فيما يتعلّق بموته و لا يُمثّل رأي كاتب المقال
[8]Gabriel García Márquez
[9] تصف الكاتبة إبن تيمية بأنه “Anit-Shia”
[10] ترجمة الكاتبة للآية الكريمة "إنا لله و إنا إليه راجعون" كانت "We belong to God and to God we shall return "
[11] على المستوى التجاري عروض برودواي هي الأكبر في عالم المسرح مقابل هوليود في عالم الأفلام
[12] يوم الإيستر: أهم عيد في الديانة المسيحية و الذي يُمثّل اليوم الذي رجع فيه عيسى عليه السلام جسديا بعد صلبه
|
|
|