عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2009, 07:19 AM   #3
عباس الخفاجي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
العمر: 57
المشاركات: 148
معدل تقييم المستوى: 16
عباس الخفاجي is on a distinguished road

المستوى : 11 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 255

النشاط 49 / 11662
المؤشر 22%

افتراضي رد: العنف لدى الاطفال

السلام عليكم ..... موضوع في غاية الاهمية لان اطفالنا هم بناة المستقبل ولا بد من ايجاد جو ملائم لنمو الطفل بصورة صحيحة وسليمة لتكون ثمار حياته مفيدة للمجتمع كالنبتة التي نزرعها في ارض صالحة للزراعة ونوفر لها الجو والغذاء المناسب لها لذلك بالنتيجة تكون ثمارها ناضجة ومرغوبة ومميزة من هذا الجانب اجد ان العنف وهو السلوك العدواني الغير عقلائي والذي يستهدف اقرانه لاسباب غير مقبولة بمعنى تغلب حالة الغضب على حالة الهدوء والسكينة لايجاد جو متوتر قد يؤدي الى خلق عداوات وبغض وحقد على الغير مما قد يوجد مبرر لارتكاب الجرائم فلو جئنا لنبحث عن مبررات العنف لدى الاطفال فاننا سنجد هناك عدة عوامل تؤثر بنسب متفاوته على شخصية الطفل مثل الوراثة لذلك كان رسولنا الاعظم والائمة الاطهار يوصون بضرورة اختيار المراة الصالحة ذات المنبت المؤمن لان العرق دساس وكانوا يوصون بتجنب منابت السوء حيث قال رسول الله (ص) اياكم وخضراء الدمن قالوا يا رسول الله وما هي خضراء الدمن قال المراة الحسناء في منبت السوء , وكذلك التغذية ونظام الاكل عند الاطفال لان الرسول الاعظم كان يقول : العقل السليم في الجسم السليم وكذلك التربيةفي المنزل وهذ لا يقتصر على الوالدين فقط وخصوصا في بلدنا بلد المحن والمصائب حيث نجد نسبة كبيرة من العوائل العراقية تعيش مع عوائل اخرى في نفس المنزل ففي شارعنا فقط هناك ما يقارب عشرة منازل من اصل عشرين منزلا يعيش الابن وعائلته مع ابويه واخوته وعوائلهم وهذا قد يسبب تدخلات سافرة ومؤثرة سلبا على تربية الاسرة لطفلها بالاضافة الى تاثير نفس الاسرة في بناء شخصية الطفل فالتوافق بين الابوين والتعاون والتسامح وحسن الخلق واعطاء الطفل الوقت اللازم والجو المناسب والتغذية الصحيحة والتعليم المطلوب قد يخلق طفل متكامل الصفات نوعا ما والا فان الاخلال في اي ركن من هذه الاركان فان البناء سوف يشوبة حالة من عدم التجانس مما يؤثر على جمالية البناء بالاضافة الى المحيط الشارع والمدرسة والتي نجدها في وقتنا الحاضر عبارة عن ساحة معركة فبمجرد خروج الاستاذ من الصف حتى يتحول الى جبهات تتناحر وتتقاتل وياكل القوى الضعيف وتجد ان هناك تجمعات اشبه بالعصابات الصغيرة يقودها اشرس اعضائها اما بالنسبة للجانب المزري الذي تعيشه الهيئات المدرسية في مدارس عراق الحضارات وبلد الرافدين فحدث ولا حرج حيث اصبح بعض المعلمين عبارة عن عامل بناء يعمل باجرة يومية في بيت شخص غني وبدون متابعة ففي اليوم الواحد قد يخرب ما بناه خلال شهر ليستمر في اخذ اجوره اليومية فمدارسنا مع الاسف اصبحت بنايات يتجمع بها اطفالنا اربعة ساعات بعيدين عن عوائلهم لغرض قتل الوقت لا لغرض التعلم وانا على يقين بان الاطفال الذين يفتقدون الى عوائل متابعة لدروسهم بالنتيجة هم طلبة فاشلين وغير قادرين على تخطي المراحل الدراسية يبقى المؤثر الاخير وهو الصحبة حيث ان اختيار الاصدقاء المناسبين لاطفالنا وعدم السماح لهم بمخالطة الاطفال الشاذين والغير منضبطين قد يفسح المجال الى العائلة للتاثير على اخلاق اطفالهم لذا فان مفردة العنف هي احدى امراض المجتمع العراقي ولا بد للحكومة ومن خلال مؤسساتها ان تضع برنامجا لمحاربة هذا المرض الخطير الذي قد يؤدي الى خلق الاف الشخصيات المريضة والانتهازية والمسيئة والمجرمة كالمجرم صدام وجلاوزته والله الساتر على مستقبل اطفال العراق .
عباس الخفاجي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس