عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-2013, 02:14 AM   #4
عبد القهار
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 121
معدل تقييم المستوى: 13
عبد القهار is on a distinguished road

المستوى : 10 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 225

النشاط 40 / 8354
المؤشر 3%

افتراضي تفسير بعض من آيات سورة آل عمران ( 4 )



55 – (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ ) أي مميتك (وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ) يعني رافع روحك إلى السماء ، وإنّما قال رافعك ولم يقل رافع روحك لأنّ النفس هي الإنسان الحقيقي ، أمّا الجسم فيتمزّق ويكون تراباً (وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ ) أي مطهّرك من كفرهم وشركهم فلا يصيبك منهم شيء ، لأنّ العذاب إذا نزل يعمّ الجميع (وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ ) أي النصارى (فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ ) يعني فوق اليهود بالسلطة والغلبة والعزّة (إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ ) يعني إلى جهتي وإلى العالم الأثيري يكون مرجعكم فأحاسبكم (فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) من أمر عيسى . فإنّ عيسى مات وصعدت نفسه إلى السماء .

---------------------------------------------------------------------

1 [وهو ينزل روحاً في آخر الزمان ويخاطب المهدي ويشافهه . وقد أعلنت دوائر الغرب وكتب مصر وكتابنا "ظهور المسيح والمهدي" نزوله – المراجع ]



64 – (قُلْ ) يا محمّد (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ ) يعني اليهود والنصارى (تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ ) أقولها لكم (سَوَاء ) نتّفق نحن وأنتم فنجعل عهداً (بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ) والعهد هو (أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ ) وحده كما أمرنا هو بذلك على ألسن أنبيائه وكما جاء في الكتب السماوية (وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ ) في العبادة (شَيْئًا ) من المخلوقات (وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ ) فلا نعبد المسيح ولا نقدّس الأحبار ولا الرهبان ولا نعظّم قبور الأنبياء ولا الكهنة ولا المشايخ لأنّ ذلك كلّه إشراك ولا يرضى به الله .

لَمّا نزل قوله تعالى في سورة التوبة {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ} قال عديّ بن حاتم : "ما كنّا نعبدهم يا رسول الله " . فقال عليه السلام : "أما كانوا يحلّون لكم ويحرّمون فتأخذون بقولهم ؟" فقال : "نعم" ، فقال النبيّ : "هو ذاك" .

(فَإِن تَوَلَّوْاْ ) عنك يا محمّد ولم يسمعوا لقولك (فَقُولُواْ ) أنتم أيّها المسلمون مقابلةً لإعراضهم (اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) أي مستسلمون منقادون لِما أتى به النبيّ من الله .

65– اجتمع أحبار اليهود ونصارى نجران عند رسول الله فتنازعوا في إبراهيم فقالت اليهود ما كان إلاّ يهودياً ، وقالت النصارى ما كان إلاّ نصرانياً ، فأنزل الله هذه الآية (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ ) أي لِمَ تتنازعون وتجادلون فيه وتدّعون أنّه على دينكم (وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ ) أي من بعد إبراهيم بزمنٍ طويل وبعد نزولِها حدثت اليهودية والنصرانية (أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) بطلان قولكم .

66 – (هَاأَنتُمْ ) يا معشر اليهود ، وكلمة "ها" تستعمل للعتاب والتعزير (هَؤُلاء ) الذين عبدوا العجل وعشتاروث وغيرها ثمّ تزعمون أنّ إبراهيم كان على دينكم فإنّ إبراهيم لم يكن مشركاً بل كان حنيفاً مسلماً ، ثمّ (حَاجَجْتُمْ ) أي جادلتم وخاصمتم (فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ ) من أمر موسى وعيسى وزعمكم أنّكم على دينهما (فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ ) من شأن إبراهيم (وَاللّهُ يَعْلَمُ ) شأن إبراهيم ودينه (وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) حقيقة ذلك إلاّ ظنّاً منكم .

68 – (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ ) يعني أحقّ الناس بإبراهيم من يقولون نحن على دينه (لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ) في زمانه ، وأصلها الذين اتّبعوه ، (وَهَـذَا النَّبِيُّ ) محمّد (وَالَّذِينَ آمَنُواْ ) معه هم أولى بأن يقولوا نحن على دين إبراهيم لأنّهم يعبدون الله وحده ولا يشركون به شيئاً من المخلوقات (وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) فهو يحبّهم ويتولّى أمرهم .

69 – (وَدَّت ) أي تمنّت وأرادت (طَّآئِفَةٌ ) أي جماعة (مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ) وهم اليهود الذين دعوا حذيفة وعمّاراً ومعاذاً إلى اليهودية (لَوْ يُضِلُّونَكُمْ ) عن دينكم إلى دينهم (وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ ) لأنّ آثام ذلك تعود عليهم (وَمَا يَشْعُرُونَ ) بذلك .

70 – (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ) يعني لِمَ تنكرون القرآن وتكذّبون به وهو منزّل من الله (وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ ) أي تحضرون في مجلس محمّد وتسمعون تلاوته فترون أنّه مطابق للتوراة . 1

------------------------------------------------

1[وكذا الحجّة عليهم قائمة في عصرنا هذا ، فإنّ غالبيّة دول العالم تعلن آيات القرآن من إذاعاتها ، ووصل إلى قعر دورهم وهم مع ذلك مصرّون على رفض الإسلام والدخول فيه بل محاربته ، فتأمّل . – المراجع ]



منقول من كتاب تفسير المتشابه
للراحل المرحوم محمد علي حسن الحلي
عبد القهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس