02-28-2013, 02:10 PM
|
#9
|
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 121
معدل تقييم المستوى: 13

المستوى : 10 [ ]
الحياة
0 / 225
النشاط
40 / 8356
المؤشر
3%
|
تكوين السيّارات
تكوين السيّارات
إعلم أنّ الكواكب السيّارة مع الأرض كانت قطعة واحدة أي أرضاً واحدة ، ثمّ تشقّقَت فصارت تسع قطع ، فإحدى تلك التسع هي أرضنا ، وأمّا الثمانية الباقية فهي عطارد والزهرة والمرّيخ والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون وكوكب "النجيمات" الذي تمزّق . وتلك الأرض كانت شمساً في قديم الزمان ولمّا انتهت حياتُها برد وجهها فصارت أرضاً، ثمّ انفجرت فصارت تسع قطع وأخذت هذه القطع تدور حول شمس جديدة .
إذاً السيّارات من جنس أرضنا وتكوينها مع تكوين أرضنا ، وفيهنّ من الجبال والبحار والأشجار والأحياء كما في أرضنا ، وتقوم قيامتهنّ دفعة واحدة ، لأنّ السيّارات مجذوبات للشمس فإذا انتهت حياة الشمس حينئذٍ تكون أرضاً جديدة حيث يبرد وجهها ثمّ تتشقّق كما تشقّقت أرضنا من قبلها، وكذلك سيّاراتها تتمزّق معها . قال الله تعالى في سورة الأنبياء {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}، فقوله تعالى {كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} يعني كانت شمساً واحدة فشقّقناها وجعلناها قطعاً كثيرة ، لأنّ الرتق ضدّ الفتق ، وقال تعالى في سورة الأنعام {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ .. إلخ } ، فقوله تعالى {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} يعني مشقِّقهما ومقطِّعهما بعد ما كانت قطعة واحدة ، فالفطر هو الشقّ ، ومن ذلك قول الخنساء :
فبل على صخرٍ صخرَ الندى وما انفطرَ القلبُ حتّى تعزَّى
وقال امرؤ القيس :
بَرَهْرَةٌ رَودةٌ رَخصةٌ كخرعوبةِ البانةِ المنفطر
وقال الله تعالى في سورة الأنعام عن لسان إبراهيم {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ، وقال تعالى في سورة الإسراء عن لسان لقمان {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً} ، فالخرق هو الشقّ ، والمعنى : إنّك لن تشقّ الأرض فتتكبّر وتمشي مرحاً ، بل الله هو الذي شقّقها وجعلَها سيّارات تدور حول الشمس . وقال تعالى في سورة الطارق {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} ، فالصدع هو الشقّ ، ومن ذلك قول الشاعر اليماني :
أم أينَ ذو الشِّعبَينِ أصبحَ صدعُهُ لمْ يلتئمْ لِمثقَّفِ الأقداحِ
وقالت الخنساء :
إنّي تذكّرتُه والّليلُ معتكِرٌ فَفي فؤاديَ صدعٌ غيرُ مشعوبِ
وقال الأعشى :
وباتتْ وقد أورَثَتْ في الفؤادِ صدعاً على نأيِها مستطيرا
كصدعِ الزجاجةِ ما يستطيعُ كفّ الصّناعِ لَها أنْ تحيرا
فقوله تعالى {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ } هذه صفة للأرض بأنّها ذات الصدع أي من صفتها التصدّع ، فإنّها تصدّعت في بدء تكوينها وسوف تتصدّع عند منتهى حياتها، ويكون ذلك يوم القيامة . فهذه الآيات كلّها تدلّ على أنّ السيّارات والأرض كانتا قطعة واحدة فشقّقها وجعلَها قطعاً كثيرة ، ويتشقّقنَ يوم القيامة أيضاً .
س 7 : إذا كانت السيّارات أراضي كأرضنا وفيها أحياء ومياه ونبات وجبال وغير ذلك ، إذاً لماذا نراها صغيرة الأحجام فلا يتجاوز حجم إحداهنّ بيضة دجاجة ؟
ج : لا يخفى على كلّ عاقل بأنّ الأجرام كلّما ابتعدت عنّا نراها صغيرة وكلّما اقتربت نراها أكبر حجماً ، فكذلك الكواكب السيّارة نراها صغيرة لبعده عنّا . ولو كان أحدنا في المرّيخ أو غيره من الكواكب السيّارة لرأى الأرض كأنّها كوكب مضيء .
س 8 : إذا كانت الكواكب السيّارة أراضي كأرضنا ، إذاً فما هذا الضياء الذي فيها .
ج : إنّ السيّارات مع الأقمار والنيازك ليس فيها ضياء ، ولكنّ الضياء يأتيها من الشمس ، كالمرآة إذا وضعت في الشمس ، فهذه الأجرام فيها مياه وأحجار ورمال فإذا وقعت عليها أشعّة الشمس أخذت تضيء كما تضيء المرآة ، وهذا شيءٌ معروف عند الفلكيّين ولا ينكره أحد من العلماء .
منقول من كتاب الكون والقرآن
لـ( محمد علي حسن ) رحمه الله تعالى
|
|
|