02-25-2013, 12:48 AM
|
#2
|
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 121
معدل تقييم المستوى: 13

المستوى : 10 [ ]
الحياة
0 / 225
النشاط
40 / 8438
المؤشر
3%
|
تفسير بعض من آيات سورة آل عمران ( 2 )
24– (ذَلِكَ ) معناه شأنهم ذلك (بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ) يوم القيامة (إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ) وهي سبعة أيام التي عبدوا فيها العجل (وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ) أي غرّهم افتراء علمائهم عليهم بأن يقولوا لهم أنتم شعب الله المختار ، وأنتم أبناء الله وأحبّاؤه ، وجميع الشعوب عبيد لكم ، فغرّتهم هذه الكلمات فكفروا وتكبّروا على أنبياء الله وجحدوا آياته .
25 – (فَكَيْفَ ) يكون حالهم (إِذَا جَمَعْنَاهُمْ) وحشرناهم (لِيَوْمٍ) أي لجزاء يوم (لاَّ رَيْبَ فِيهِ) أي لا شكّ فيه لمن نظر الأدلّة (وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ) أي واستوفت كلّ نفس جزاء عملها الذي كسبته يداها في دار الدنيا من خير أو شرّ (وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) فلا ينقص من حسنات أحد ولا يزاد في سيّئات أحد إلاّ بحق ّ .
27 – (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ) أي تدخل الليل في النهار (وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ) وذلك بواسطة دوران الأرض حول نفسها فيكون في جهة منها ليل وفي الجهة الأخرى نهار (وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ) يعني تخرج الأحياء من الجمادات ، وذلك كالنبات من الأرض ، فالنبات حيّ والأرض ميّتة ، وذلك قوله تعالى في سورة ياسين {وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ} ، والفرخ من البيضة ، فالفرخ حيّ وقشر البيضة لا حياة فيه ، وآدم من تراب : فآدم حيّ والتراب لا حياة فيه ، وما أشبه ذلك (وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ ) يعني تخرج الجماد من مخلوق حيّ وذلك كاللؤلؤ من الحيوان الصدفي , والعسل من النحل ، والقز من دودة القز ، والمسك من الغزال ، والعاج من الفيل ، والصوف من الغنم ، والشعر من المعز ، والوبر من الإبل ، والصدف من حيوان مائي إلى غير ذلك مِمّا يستفاد به الإنسان (وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ ) أي بغير تقتير .
33 – قالت اليهود نحن شعب الله المختار اختارنا الله لعبادته فكيف نؤمن بك يا محمّد ونتبع ديناً غير ديننا ؟ فنزلت هذه الآية (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا ) من قبلكم ولستم أوّل من اختاره الله واصطفاه لعبادته (وَآلَ إِبْرَاهِيمَ ) يعني واصطفى ذرّية إبراهيم وأتباعهم وإنّ محمّداً من ذرّية إبراهيم فيجب عليكم أن تتبعوه وتؤمنوا به والمسلمون أيضاً اختارهم الله لعبادته فهم أولاد إبراهيم لأنّهم صدّقوا محمّداً وكذّبتم وآمنوا وكفرتم وأطاعوه وعصيتم موسى نبيّكم وعبدوا الله وحده وأشركتم .
فقد قال الله تعالى في مدح الإسلام في سورة آل عمران {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ...الخ} ، فالوسط هو الخيار ، وقال تعالى في سورة الحـج {مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ ..الخ} ، فالمسلمون هم أبناء إبراهيم ، وقوله (وَآلَ عِمْرَانَ ) أي واختار آل عمران أيضاً من بعدكم وهم مريم بنت عمران وابنها المسيح ومن تبعه في زمانه وسار على منهجه (عَلَى الْعَالَمِينَ ) أي على سائر الناس ، والمعنى : إنّ الله اصطفى جميع هؤلاء على سائر الناس في زمانهم ، فآل عمران هم النصارى اصطفاهم في زمن المسيح ، وآل إبراهيم هم المسلمون اصطفاهم على سائر الناس في زمانهم .
أمّا أنتم أيّها اليهود فقد أشركتم وعصيتم وخالفتم وعبدتم العجل والبعليم وعشتاروث وقتلتم الأنبياء والكهنة فرفضكم الله واختار غيركم .
34 – (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ) أي أولاداً وأعقاباً بعضها من بعض في التناسل (وَاللّهُ سَمِيعٌ ) لأقوالكم أيّها اليهود (عَلِيمٌ ) بأفعالكم .
وإليك ما جاء في التوراة في ذمّ اليهود وعبادتهم للأصنام وغضب الله عليهم ورفضهم . فقد جاء في الاصحاح الثاني من قضاة قال : " وفعل بنو إسرائيل الشرّ في عين الربّ وعبدوا البعليم وتركوا الربّ إلهَ آبائهم الّذي أخرجَهم من أرض مصر وساروا وراء آلهةٍ أخرى من آلهة الشعوب الّذين حولَهم وسجدوا لَها وأغاظوا الربّ ، تركوا الربّ وعبدوا البعل وعشتاروث ... فحمي غضب الربّ على إسرائيل فدفعهم بأيدي ناهبين نهبوهم وباعهم بيد أعدائهم حولهم ولم يقدروا بعد على الوقوف أمام أعدائهم ."
منقول من كتاب تفسير المتشابه
للراحل المرحوم محمد علي حسن الحلي
|
|
|