عرض مشاركة واحدة
قديم 02-21-2013, 05:02 PM   #1
عبد القهار
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 121
معدل تقييم المستوى: 13
عبد القهار is on a distinguished road

المستوى : 10 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 225

النشاط 40 / 8439
المؤشر 3%

icon47.gif تفسير بعض من آيات سورة آل عمران ( متسلسل )

تفسير سورة آل عمران

بِسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم

نزلت هذه السورة في وقعة بدر ، وكان المسلمون ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، وكان المشركون تحت الألف ، فانتصر المسلمون على المشركين .

13 – (قَدْ كَانَ لَكُمْ ) يا أهل مكة (آيَةٌ ) أي دلالة ظاهرة على صدق محمّد (فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ) أي فرقتين اجتمعتا ببدر من المسلمين والكافرين (فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ ) وهم المسلمون (وَأُخْرَى كَافِرَةٌ ) وهم المشركون (يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ ) يعنى أنّ المشركين يرون المسلمين مثليهم في العدد (رَأْيَ الْعَيْنِ ) أي في ظاهر العين ، فإنّ الله تعالى كثّر المسلمين في أعين الكافرين ليرهبوهم ويخافوهم (وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ ) أي في ظهور المسلمين مع قلّتهم على المشركين مع كثرتهم (لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ) فاعتبروا يا أهل مكّة بِهذه الحادثة وأسلموا .

19 – (إِنَّ الدِّينَ) أي الطاعة (عِندَ اللّهِ) هو (الإِسْلاَمُ) أي الاستسلام لأوامر الله والانقياد لرسوله (وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ) معناه وما اختلف اليهود والنصارى فيما بينهم (إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ) في الكتب السماوية ، فالتوراة أخبرت بمجيء عيسى ، والإنجيل جاء مصدّقاً للتوراة فينبغي أن لا يكون بينهما اختلاف ولكن اختلفوا (بَغْيًا بَيْنَهُمْ ) أي حسداً وعداوة فيما بينهم (وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ) أي بكتبه وأنبيائه ، وذلك أنّ اليهود كفروا بعيسى والإنجيل ، وكفرت اليهود والنصارى بمحمّد والقرآن (فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ) أي سريع العقاب ، فيعاقبهم على اختلافهم وعلى كفرهم .

21 – (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ) أي يكفرون بالكتب السماوية ويجحدونَها (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ) أي بغير ذنب اقترفوه ولا جريمة اكتسبوها ، وهم اليهود كانوا يقتلون الأنبياء ومن ذلك زكريا ويحيى وأرادوا صلب المسيح (وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ) أي بالعدل (مِنَ النَّاسِ) وهم كهنة بني إسرائيل (فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) يعذّبون فيه يوم القيامة .

22 – (أُولَـئِكَ الَّذِينَ ) كفروا والذين قتلوا الأنبياء والذين قتلوا الكهنة (حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ ) الصالحة ، أي ضاعت فلا يؤجرون عليها (فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) لأنّهم كفروا بما أنزل على محمّد كما قتل آباؤهم الأنبياء والكهنة (وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ) يدفعون عنهم العذاب يوم القيامة .

وإليك ما جاء في التوراة من قتلهم الأنبياء والكهنة ، فقد جاء في الاصحاح التاسع عشر من الملوك الأوّل قال "وكان كلام الربّ إليه يقول له ما لك ها هنا يا إيليّا ، فقال قد غرتُ غيرة للربّ إلاه الجنود لأنّ بني إسرائيل قد تركوا عهدك ونقضوا مذابحك وقتلوا أنبياءك بالسيف فبقيت أنا وحدي وهم يطلبون نفسي ليأخذوها ."

أمّا ما جاء في قتل الكهنة ففي الإصحاح الثاني والعشرين من صموئيل الأوّل قال "فقال الملك لداواغ دُر أنت وقع بالكهنة ، فدار داواغ الأدومي ووقع بالكهنة وقتل في ذلك اليوم خمسة وثمانين رجلاً لابسي أفود كتّان ، وضرب نوب مدينة الكهنة بحدّ السيف ."

23 – (أَلَمْ تَرَ ) معناه ألم ينته علمك (إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ) أي أعطوا حظّاً من الكتب السماوية وهي التوراة (يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ) في أمر الزاني . روي عن ابن عبّاس أنّ رجلاً وامرأة من يهود خيبر زنيا وكانا ذوي شرف فيهم وكان حكمهما في التوراة القتل ، فكره اليهود قتلهما ورجَوا أن يكون عند رسول الله رخصة في أمرهما ، فرفعوا أمرهما إلى رسول الله فحكم عليهما بالرجم ، فقال له النعمان بن أوفى وبحري بن عمرو : جرتَ عليهما يا محمّد ، ليس عليهما حكم القتل ، فقال رسول الله بيني وبينكم التوراة ، قالوا قد أنصفتنا ، فلمّا جاؤوا بالتوراة وقرؤوا فيها حكم الزاني كان القتل ، فأمر رسول الله باليهوديّين فرجما ، فغضب اليهود لذلك . فأنزل الله تعالى هذه الآية . وقوله (ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ ) عن الداعي (وَهُم مُّعْرِضُونَ) عن اتّباع الحقّ . أمّا قوله تعالى في سورة النور {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ} فهذا حكم الأعزب الذي ليس له زوجة .



منقول من كتاب تفسير المتشابه
للراحل المرحوم محمد علي حسن الحلي
عبد القهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس