عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-2012, 02:19 PM   #2
عبد القهار
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 121
معدل تقييم المستوى: 13
عبد القهار is on a distinguished road

المستوى : 10 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 225

النشاط 40 / 8355
المؤشر 3%

افتراضي ما هي النفوس

[SIZE="4"]ما هي النفوس

إنّ النفس هي التي نسمّيها (روح)

ولكن الفرق كبير بين الروح والنفس ، فالروح هي مجموعة من ذرّات أثيرية لا شكل لَها ولا هيكل بل هي كالهواء ، والروح لا تعقل ولا تبصر ولا تسمع ولا تتكلّم ولا تفهم . أمّا النفس فلَها هيكل كهيكل الجسم ؛ فهي نسخة طبق الأصل منه لأنّها تتكوّن داخل الجسم فتأخذ شكله : فإنْ كان الجسم طويلاً فالنفس تكون طويلة أيضاً ، وإنْ كان الجسم قصيراً كذلك النفس تكون قصيرة ، وهكذا تكون أعضاؤها وحواسّها تشبه الجسم : فإنْ كان فم الجسم واسعاً فإنّ النفس يكون فاها واسعاً أيضاً ، وإنْ كانت عين الجسم صغيرة فإنّ النفس تكون عينها صغيرة أيضاً ؛ فإذا انفصلت النفس عن الجسم عند الموت فإنّها تبقى على هيكلِها لا تكبر ولا تصغر ، فالطفل يبقى طفلاً لا يكبر مدى الزمان والشاب يبقى شاباً لا يهرم مدى الزمان .

فالروح يطلق عليها لفظة (روح) قبل دخولها الجسم لأنّها مجموعة من ذرّات أثيرية ، ولكن إذا دخلت في الجسم وتألّفت تلك الذرّات اثيرية داخل الجسم فكوّنت هيكلاً أثيرياً يسمع ويبصر ويتكلّم ويعقل فلا يصحّ حينئذٍ أن تسمّى (روحاً) بل يكون اسمها (نفساً) . كما لا يصحّ أن تسمّى روح الجنين الذي في بطن أمّه (نفساً) لأنّه لا يسمع ولا يبصر ولا يفهم ، ولكن بعد ولادنه بأربعين يوماً يصحّ أن نسمّي روحه نفساً .

إذاً نطلق كلمة روح على الذرّات الأثيرية حين دخولِها للجسم أو بعد دخولِها بشهرٍ واحد ، والشاهد على ذلك قول عنترة :

يا عَبلَ حُبُّكِ في عِظامي مَع دَمي لَمّا جَرَت روحي بِجِسمي قَد جَرى

فهنا سمّاها روحاً ، وذلك حين دخولها جسمه .

وقال الله تعالى في سورة السجدة في قصّة آدم {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ} فإنّ الله تعالى سمّاها هنا روحاً وذلك قبل دخولِها الجسم . وقال تعالى في سورة ص {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} .

فالروح إذا نشأت في الجسم وكان لَها هيكل أثيري و أخذت تسمع وتبصر وتعقل فلا يصحّ حينئذٍ أن تسمّى (روحاً) بل يكون اسمها (نفساً) ، والشاهد على ذلك قول عنترة :

وقد هانَ عندي بذلُ نفسٍ عزيزةٍ ولو فارقَتْني ما بَكَتْها جَوارِحي

وقال أيضاً :

لو سابَقَتْني المنايا وهيَ طالبة ٌ قبضَ النفوسِ أتاني قبلَها السَّبقُ

وقال أيضاً :

أَقَمْنا بالذوابلِ سُوقَ حربٍ وَصَيَّرْنا النفوسَ لَها مَتاعا

وقال أيضاً :

لي النفوسُ وللطّيرِاللحومُ وللـوحْشِ العِظَامُ وَلِلخَيَّالَة ِالسَّلَبُ

وقال لبيد :

باتتْ تَشَكَّى إليَّ النفسُ مجِهشةً وقد حَمَلْتُكِ سَبعاً بعدَ سَبْعينا

وقال الله تعالى في سورة الشمس {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا . فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا . قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} ، فقوله تعالى {وَمَا سَوَّاهَا} أي ومَنْ كوّنَها وألّفها من ذرّات أثيرية ، وذلك لأنّه تعالى لم يقل : وما خلقها ، بل قال{وَمَا سَوَّاهَا} فالخلقة تطلق على خلقة الأجسام وهذه اللفظة تطلق على تكوين النفوس . وقال تعالى في سورة الزمر{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا الخ} فهنا سمّاها سبحانه (نفساً) وذلك عند خروجها من الجسم ، وسمّاها نفساً أيضاً وهي داخل الجسم وذلك قوله تعالى في سورة يوسف {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ الخ} ، وقال تعالى{ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} .

والخلاصة أنّ النفس هي الروح لأنّها مجموعة من ذرّات أثيرية وكذلك الروح هي ذرّات أثيرية إلاّ أنّ الروح ليس لَها هيكل ولا تسمع ولا تبصر ولا تعقل ، ولكنّ النفس تبصر وتسمع وتتكلّم وتعقل ، وبعبارة أخرى أقول إنَ النفس هي الإنسان الحقيقي .



سؤال 1: فما معنى قوله تعالى في سورة أسرى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} ؟

جواب : لمّا نزل قوله تعالى{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ} وهي آية في سورة الشعراء ، قالت قريش : من هو الروح الأمين وما صفاته ولم لا نراه ؟ فنزلت هذه الآية {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ الخ} ، والمعنى يسألونك عن جبرائيل {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} أي قل هو من مخلوقات ربّي الروحانية ، وهذه المخلوقات لا تراها المخلوقات المادّية {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} لأنّ لدينا أنواعاً من المخلوقات الروحانية ، وأنتم لا ترونهم ولا تعلمون بِهم . فالروح هنا يريد به جبرائيل ؛ والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة مريم {فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} والمعنى : فأرسلنا إليها جبرائيل فتمثّل لَها بشكل بشر . وقال تعالى في سورة البقرة {وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} فروح القدس يريد به جبرائيل . وإذا شئت زيادة إيضاح فطالع كتاب (الروح في الإسلام) لمؤلّفه إبراهيم الكوّاز .



منقول من كتاب الإنسان بعد الموت
لـ (محمد علي حسن الحلي)[/SIZE]
عبد القهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس