قال تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلاً}.. ناشئة الليل إشارة إلى مجمل الليل، فالذي يريد صفاء القلب، والتوجه المركز إلى جهة العرش؛ عليه بصلاة الليل.. يقول تعالى في آية أخرى: {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلا} وكأنه في هذه الآية هناك عتبٌ مقدر؛ أي: أيها الإنسان!.. أنت تنام في الليل، وتعمل في النهار؛ فأين حق الله عز وجل؟.. ومعنى الآية كما ورد في تفسير الميزان: "أن لك في النهار مشاغل كثيرة تشتغل بها مستوعبة، لا تدع لك فراغاً تشتغل فيه بالتوجه التام إلى ربك، والانقطاع إليه بذكره؛ فعليك بالليل والصلاة فيه".. أمن الإنصاف أن نعطي دوام النهار؛ ست أو سبع أو ثمان ساعات، لأجل راتب قدره ألف أو ألفين أو خمسة عشر ألفاً؛ ولا نعطي القيام بين يدي الله -عز وجل- عُشر هذا الوقت؟!.. لذا على المؤمن أن يوازن بين نشاط النهار وقيام الليل؛ وشتان بين نشاط النهار لأجل دُريهماتٍ فانيةٍ، وبين قيام الليل!..
__________________
يامهدي ... فـ هذي أيادينا تعلّقتْ بـ حبلِ السماء تهزّ بابَ العطف والوجود
ليسّاقطَ ثمرُ الشفاعةِ رطباً جنيّاً يحيي قلوبَ السائلين
والباحثين في ليلة النصف عن سبلِ النجاة