حاجّ يحيط بجبال مكّة وطرقها
سـافـرت عـام ( 1352 ه ) الى الديار المقدّسة ؛ لاداء فريضة الحجّ بصحبة احد العلماء الاعلام ، هو المرحوم آية اللّه الحـاج الشـيـخ مـوسـى الزنـجـانـى ( قده ) . انطلقنا من المدينة المنوّرة نحو مكّة المكرّمة ، وكان دليلنا فى رحـلتـنـا هـو الشـيـخ نـفـسـه ، عـلى الرغـم مـن كـونـه يـزور الديـار المـقـدّسـة لاوّل مـرّة ! فـكـان هـذا العـالم الجـليـل يـهـتـدى الى جـمـيـع الطـرق ، ويـعـرف اسـمـاء جـبـال مـكّة التى يجهلها اغلب اهلها ، ويحيط باءحيائها اكثر من سكّانها . طلب منّى يوما مرافقته فى الطواف ؛ لانّ الا زدحام كان على اشدّه ، فلبيّت طلبه ، ويممنا صوب المسجد الحرام .
وإ ذا بـصـاحـبـى يلمّ بجميع الطرق المؤ دّية إ ليه ، ويعرف الامكنة فى داخله اكثر منّى انا الذى زرت هذه الديار مرّات عديدة ! فـالتـفت إ لىّ يقول :
لا اعلم كيف احطت بهذه الاماكن ؟! ثمّ اردف قائلا :
لعلىّ قضّيت فترة طويلة فى هذه البقاع خـلال " عـالم الذرّ " ، ولكـن لا اعـلم فى اىّ زمان عشت هنا . وقال لى يوما بلغته التركية :
وقعت لى حادثة سوف اقـصـّهـا عـليـك يـومـا ، فـاسـتـشـفـفـت مـن خـلالهـا انّ روحـى كـانـت تـحـوم حـول هـذه المدينة بالبدن الذرّى فى عصر النبىّ الكريم ( صلى اللّه عليه و آله ) عندما كان فى مكّة ، فتعلّمت هذه الاسماء من ذلك الوقت .
صديق قديم
كتب السيّد " صالح جودت " رئيس تحرير مجلّة " الهلال " المصرية المقالة التالية فى مجلّته :
يـجـتـمـع كـثـيـر مـن عـلماء مصر العظام وكتّابها وشعراؤ ها وفنّانوها المشهورون كلّ يوم جمعة فى جناح من فندق " سميراميس " فى القاهرة ، ويطلق على هذا الجناح اسم " رواق الحكيم " .
يـدور الحـديـث فـى هـذا الاجـتـمـاع حـول المـواضـيـع العـلمـيـة والادبـيـة ، وحول عالم الارواح وعجائبه احيانا . ويتناول كثير من الحاضرين مواضيع تتحدّث عن الامور الخارقة للعادة ، كلمس يد لمريض يرقد فى فراش المرض فيبرا من مرضه ويشفى ، وقيام بعضهم بإ حضار اشياء مادّية من مكان بعيد ، وإ طـالة اليـد وتـطـويـحـهـا فـى الفـضـاء ، وغـيـرهـا مـن الامـور التـى لايـمـكـن إ يـجـاد تحليل وتفسير لها .
وقـد شـاركـت شـخـصـيـا فـى هـذا الاجتماع ، وحكيت لهم حكاية وقعت حوادثها عام ( 1959 م ) فى الولايات المتّحدة الامريكية ، وملخّصها مايلى :
ذهـبـت فـى اليـوم الاوّل من وصولى الى امريكا الى مصرف الامم المتّحدة مع رفيقى السودانى " محجوب صالح " لتـصـريـف الصـك ( exchange ) ، فـانـتـظـرنـا امـام شـعـبـة التـصـريـف فـى صـفـّ طـويـل ريـثـمـا يـاءتـى دورنـا . وكـان مـديـر المـصـرف يـقـعـد وحـده خـلف مـنـضـدة فـى مكان بعيد من القاعة وهو يـجـيـل نـظره بالمراجعين ، فالتقت نظراتنا صدفة ، فنهض من مكانه واشار إ لىّ عن بعد ، واتّجه نحوى بوجه مـكـفـهـّر يـمـشـى مـشى من نوّم تنويما مغنطيسيّا . وحينما وصل إ لىّ عانقنى بشوق وصافحنى بحرارة ، واخذ بيدى وقادنى الى غرفته واجلسنى على كرسىّ .
ثمّ ساءلنى :
الم تعرفنى ؟
تابــــــــــــــــــــــــــــــــــــع