عرض مشاركة واحدة
قديم 12-15-2010, 10:30 PM   #2
الطريبيلي
 
الصورة الرمزية الطريبيلي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 1,072
معدل تقييم المستوى: 16
الطريبيلي is on a distinguished road

اوسمتي

المستوى : 28 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 695

النشاط 357 / 29468
المؤشر 82%

افتراضي رد: معاوية يؤسس الدولة الأموية

توزيع المال بناءً على التحزب السياسي
واستخدم معاوية الخزينة المركزية لتدعيم ملكه وسلطانه، فمنح الأموال الهائلة لأسرته ووهبهم الثراء العريض، وأغدق الأموال على المؤيدين له والمنحرفين عن أمير المؤمنين عليه السلام ، فوهب خراج مصر لابن العاص، وجعله طعمة له ما دام حياً. ومن ذلك أنه قدم عليه يزيد بن منبه من البصرة يشكو له ديناًً قد لزمه، فقال معاوية لخازن بيت المال: اعطه ثلاثين ألفاً، ولما ولَّى قال: وليوم الجمل ثلاثين ألفاً أخرى.
شراء الذمم والدين 24
وقد وفد عليه جماعة من أشراف العرب فأعطى كل واحد منهم مائة ألف وأعطى الحتات عم الفرزدق سبعين ألفاً، فلما علم الحتات بذلك رجع مغضباً إلى معاوية فقال له: " فضحتني في بني تميم، أَمَّا حسبي فصحيح، أولست ذا سن؟ ألست مطاعاً في عشيرتي؟ " فقال معاوية: " بلى.. " فقال: " فما بالك خست بي دون القوم وأعطيت من كان عليك أكثر ممن كان لك !! " فقال معاوية بلا حياء ولا خجل: " إني اشتريت من القوم دينهم، ووكلتك إلى دينك ورأيك في عثمان بن عفان " فقال الحتات: " وأنا اشتر مني ديني " فأمر له بإتمام الجائزة 25.
واضطر معاوية بعد إسرافه وتبذيره إلى مصادرة الأموال ليسد العجز المالي الذي مُنيت به خزينة الدولة، ففرض على المسلمين ضريبة النيروز ليسد بها نفقاته، وأصبحت الولاية في عهده مصدراً من مصادر النهب والسرقة وللثراء وجمع الأموال.


السياسة الضرائبية العشوائية
أما جباية الخراج فكانت خاضعة لرغبات الجباة وأهوائهم، وقد سأل صاحب "أخنا" عمرو بن العاص عن مقدار ما عليه من الجزية!! فنهره ابن العاص وقال له: " لو أعطيتني من الأرض إلى السقف ما أخبرتك ما عليك، إنما أنتم خزانة لنا!! إن كثّر علينا كثّرنا عليكم، وإن خُفف عنا خففنا عنكم".
وأوعز معاوية إلى زياد بن أبيه أن يصطفي له الذهب والفضة، فقام زياد مع عماله بإجبار الناس على مصادرة ما عندهم من ذلك وإرساله إلى دمشق.
ثانياً: إثارة عناصر التفرقة والعصبيات القبلية
عمل معاوية على تمزيق أواصر الأمة الإسلامية بإثارة الروح القومية والقبلية والإقليمية إمعاناً في إلهاء الأمة في تناقضات جانبية على حساب تناقضها الأساسي مع الحكم الأموي الجائر، وذلك في ممارسة إثارة الضغائن بين القبائل العربية وإشغالها بالصراعات الجانبية فيما بينها، كالصراع الذي نشب بين قيس ومضر، وأهل اليمن والمدينة، وبين قبائل العراق فيما بينها، وإثارة العنصرية عند العرب ضد المسلمين من غير العرب الذين يُعرفون تاريخياً باسم الموالي، الذين أراد أن يقتل شطراً منهم لو لم ينهه الأحنف بن قيس 26، كما عمد معاوية إلى إثارة الأحقاد القديمة ما بين الأوس والخزرج محاولاً بذلك التقليل من أهميتهم، وإسقاط مكانتهم، وبمقدور المرء أن يجد آثار تلك السياسة الجاهلية جليّاً في أشعار مسكين الدارمي والفرزدق وجرير والأخطل وسواهم.

ثالثاً: الخداع والمخاتلة
وأقام معاوية دولته على المخاتلة والخداع، فلما دس السم إلى مالك الأشتر أقبل على أهل الشام فقال لهم: " إن علياً وجه الأشتر إلى مصر فادعوا الله أن يكفيكموه".
فكان أهل الشام يدعون عليه في كل صلاة، ولما أخبر بموته أنبأ أهل الشام بأن موته نتج عن دعائهم لأنهم حزب الله، ثم همس في أذن ابن العاص قائلاً له: "إن لله جنوداً من عسل".
رابعاً: الإستخفاف بالقيم والأحكام الإسلامية
عرف معاوية بالخلاعة والمجون، يقول ابن أبي الحديد: " كان معاوية أيام عثمان شديد التهتك موسوماً بكل قبيح، وكان في أيام عمر يستر نفسه قليلاًً خوفاً منه".
ونقل الناس عنه في كتب السيرة أنه كان يشرب الخمر 27. واستخف بكافة القيم الدينية، ولم يعن بجميع ما جاء به الإسلام من الأحكام فاستعمل أواني الذهب والفضة، وأباح الربا 28، وتطيَّب في الإحرام، وعطَّل الحدود، واستلحق زياد بن أبيه، وقد خالف بذلك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "الولد للفراش وللعاهر الحجر".
خامساً: تأسيس مدرسة الكذب في الحديث
وعمد معاوية فأوعز إلى بعض الوضاعين من الصحابة أن يفتعلوا الأحاديث على لسان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في إلزام الأمة بالخضوع للظلم، والخنوع للجور والتسليم لما يقترفه سلطانها من الجور والإستبداد وهذه بعض الأحاديث:
1 – روى البخاري بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لأصحابه: " إنكم سترون بعدي إثرة، وأموراً تنكرونها: قالوا فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : أدّوا إليهم حقهم، واسألوا الله حقكم..".


2- روى البخاري بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "من رأى من أميره شيئاًً يكره فليصبر عليه، فإنه من فارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية".
سادساً: الحط من قيمة أهل البيت عليهم السلام
وقد استخدم الكتاتيب لتغذية الأطفال ببغضهم، ثم استخدم لذلك الوعّاظ الذين سخرهم واستأجرهم لكي يحولوا القلوب عن أهل البيت عليه السلام ، ويذيعوا الأضاليل في انتقاصهم تدعيماً للحكم الأموي، فقام هؤلاء بافتعال الأخبار ووضع الأحاديث على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم للحط من قيمة أهل البيت عليه السلام وأبرز هؤلاء: أبو هريرة الدوسي، وسمرة بن جندب، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وقد افتعلوا آلاف الأحاديث على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وكانت عدة طوائف مختلفة حسب التخطيط السياسي للدولة وهي:
الطائفة الأولى: وضع الأخبار في فضل الصحابة لجعلهم قبال أهل البيت، وقد عدّ الإمام الباقر عليه السلام أكثر من مائة حديث، منها أن عمر كان محدَّثاً، أي تحدثه الملائكة. وأن السكينة تنطق على لسان عمر، وأن عمر يلقنه الملك، وأن الملائكة لتستحي من عثمان!! و" إن سيدي كهول أهل الجنة أبو بكر وعمر"، وقد عارضوا بذلك الحديث المتواتر "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة".
الطائفة الثانية: وضع الأخبار في ذم العترة الطاهرة والحط من شأنها، فقد أعطى معاوية سمرة بن جندب أربع مائة ألف على أن يخطب في أهل الشام، ويروي لهم أن هذه الآية الكريمة {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد} قد نزلت في


أمير المؤمنين علي عليه السلام ، فروى لهم سمرة ذلك وأخذ العوض الضخم من بيت مال المسلمين 29.
وروى الأعمش أنه لما قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة في سنة 41 هجرية، جاء إلى مسجد الكوفة، فلما رأى كثرة من استقبله من الناس، جثا على ركبتيه ثم ضرب صلعته مراراً، وقال: " يا أهل العراق أتزعمون أني أكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأحرق نفسي بالنار؟ لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إن لكل نبي حرماً، وإن حرمي ما بين عير إلى ثور فمن أحدث فيهما حدثاً فعليه لعنة الله والملائكة أجمعين، وأشهد بالله أن علياً أحدث فيها!! فلما بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه وولَّاه إمارة المدينة 30.
الطائفة الثالثة: افتعال الأخبار في فضل معاوية، فقد روى هؤلاء أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " معاوية بن أبي سفيان أحلم أمتي وأجودها 31" و "صاحب سري معاوية بن أبي سفيان 32" و "اللهم علِّمه – يعني معاوية – الكتاب وقه العذاب وأدخله الجنة".
__________________
الطريبيلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس