عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2010, 09:40 PM   #1
الطريبيلي
 
الصورة الرمزية الطريبيلي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 1,072
معدل تقييم المستوى: 16
الطريبيلي is on a distinguished road

اوسمتي

المستوى : 28 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 695

النشاط 357 / 29734
المؤشر 82%

Icon27 هل تجب المساواة بين الأبناء ؟

هل تجب المساواة بين الأبناء ؟
إن التربية الإسلامية ترفض الاهتمام بطفل مقابل تجاهُلِهِمَا الآخر .


ولكن لا بأس بالاهتمام بواحد أو أكثر من الأبناء الآخرين مع عدم تجاهل أحد منهم .

والقرآن الكريم حينما يتعرض إلى قصة يوسف وإخوته الذين حقدوا عليه وألقوه في البئر يَقُرُّ بأن نبي الله يعقوب ( عليه السلام ) كان يهتم ويحب جميع أبنائه ، ولكنه يخص يوسف بنصيب أكبر لما يجد فيه من خيرٍ يفوقُ إخوتَه .

فورد في الآية الكريمة عن لسان إخوة يوسف : إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا [ يوسف : 8 ] .

ولم يقل إخوة يوسف أن أباهم كان ينفرد بِحُبِّ يوسف دونهم ، لأن تفضيل الوالدين لطفل على آخر ـ مع عدم تجاهل أي أحد من الأبناء ـ يدفع بالجميع إلى منافسة الطفل – الذي اختص بالعناية – في الميزة التي لأجلها اكتسب الأفضلية في قلب والديه ، وتجعل الأبناء في حَلَبَةِ السباق إلى فعل الخير .

ويجدر بالآباء أن يمتلكوا الحكمة في معرفة الميزة التي بها يتم التفضيل بين الأبناء .

مثل الاستجابة لفعل الخير والبرّ بالآخرين وامتلاك صفة الكرم والصبر على الأذى ، فمن الصحيح أن يُغدِقَ الوالدان الحُب لطفل أهدى لعبتَهُ المُحَبَّبَةَ لآخر مستضعف قِبال إخوته الذين يحرصون على أشيائهم .

إن هذا التفضيل يدفعهم إلى منافسته في هذا الفعل ، علماً بأن التربية الإسلامية لا تشترط التفضيل ، بل تراه صحيحاً .

فقد ورد عن أحد الرواة أنه قال :

سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) عن الرجل يكون له بنون ، أيفضل أحدهم على الآخر ؟

قال ( عليه السلام ) : ( نعم لا بأس به قد كان أبي عليه السلام يفضلني على عبد الله ) [ من لا يحضره الفـقيه : ج : 3 ، باب فضل الأولاد ] .

وإن بعض الأمهات حين يفضلن طفلاً على آخر لامتلاكه صفة الجمال أو لأنه ذكر ، فإن هذا النوع من التفضيل خطأ في المنظور الإسلامي ، ذلك لأن الجمال أو الذكورة أو غيرها من المعاني لا يمكن التسابق فيها .

فلا يملك الطفل القدرة على أن يكون أجملَ من أخيهِ الذي اكتسب الحَظوَةَ عند أبيه ، وعندها لا يكون أمام الطفل إلا منفذ واحد للخروج من أزمته النفسية ، وهو الغيرة والحقد على من حوله في الأسرة والمجتمع .

وقد ورد عن مولى المتقين علي ( عليه السلام ) أنه قال : ( ما سألت ربي أولاداً نُضُرَ الوجه ، ولا سألته ولداً حَسَنِ القامة ، ولكن سألت ربي أولاداً مطيعين لله وَجِلِينَ منه ، حتى إذا نظرتُ إليه وهو مطيعٌ لله قُرّت عيني ) [ بحار الأنوار : ج : 101 ، باب فضل الأولاد ] .
__________________
الطريبيلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس