عرض مشاركة واحدة
قديم 11-20-2010, 09:57 AM   #2
الم الرحيل
مشرفة منتدى لقاء مع عضو
 
الصورة الرمزية الم الرحيل
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 4,270
معدل تقييم المستوى: 20
الم الرحيل is on a distinguished road

اوسمتي

المستوى : 48 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 119 / 1196

النشاط 1423 / 54497
المؤشر 84%

افتراضي رد: متى ننتجع من عذب مائك فقد طال الصدى؟

( 1 )


إنما خلق اللَّه الحياة لتكون مسرح ابتلاء، وقاعة امتحان للإنسان عن طريق احتدام معركة الصداع بين الخير والشر، بين الحق والباطل، يقول تعالى


تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً

سورة الملك، الآية 1 - 2

إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}(6

سورة الإنسان، الآية 2 - 3

وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ

سورة الأنبياء، الآية 35

وما دامت الحياة دار ابتلاء، وامتحان، وميدان معركة وصراع، فقد منح اللَّه الإنسان حريته الكاملة في اختيار الجبهة التي يناضل ضمن خطوطها في ميدان الحياة

واقتصر دور السماء على توجيه الإنسان وتوعيته بحقيقة الجبهتين العريضتين في الحياة.. ودعوة الإنسان للانضمام إلى جبهة الحق ومقاومة إغراءات الباطل وجحافل الشر

ودارت رحى المعركة الخطيرة بين دواعي الخير ونوازع الشر في الحياة منذ نعومة أظفار الإنسان وبداية وجوده ولا تزال مستمرة.. تمر على كل جيل من أجيال البشرية فتفرز عناصره وتكشف عن اتجاهات أفرادنا، وتميز بين رواد الحق وأتباع الباطل

وقد شاء اللَّه تعالى أن تكون المعركة أبدية ترافق استمرار الإنسان في الحياة

لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ

سورة الأنفال، الآية 37

فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ

سورة العنكبوت، الآية 3

من جميع الأجيال وكل العصور

وقد كشفت هذه المعركة الدائمة عن سقوط الأغلبية الساحقة من الناس في أوحال الباطل ومزالق الشر، وثبوت أقلية مؤمنة صمدت في مواقع الخير، وأصرّت على مواقف الحق.. لذلك ان النصر غالباً وفي أكثر فترات التاريخ، ومناطقه حليف جبهة الباطل وعصابات الشر

وقد توعد اللَّه الباطل بهزيمة نكراء، ينتقم بها للحق وأتباعه من الباطل وفلوله. وذلك في معركة حاسمة لا تبقى للباطل بعدها باقية

ولكن هل يصح أن يكون توقيت تلك المعركة الحاسمة أثناء مسيرة الحياة وفي وسط طريقها؟

كلا! لأن ذلك يعني حينئذٍ إنهاء معركة الصراع وتوقف فرصة الابتلاء والامتحان.. حينما يتوارى ظلام الجور والكفر في العالم وتشرق شمس الهداية والخير على الحياة.. حينما يولي الظالم مدحوراً لا يجد له مقراً في الأرض التي سيملؤها القسط والعدل

إذن فلابد أن تؤجل تلك المعركة الحاسمة الفاصلة إلى أواخر مسيرة الحياة وخاتمة مطاف الدنيا.. عند اقتراب الساعة وقبيل مجيء القيامة

وقد اختارت مشيئة اللَّه الأمام المهدي ليكون قائد تلك المعركة الحاسمة.. وبطل تلك الجولة الأخيرة في ميدان الصراع بين الحق والباطل

فكان لابد وأن يتأخر خروجه إلى نهاية الحياة ليتاح للإنسان أن يمارس امتحانه بظروف طبيعية وبحريته الكاملة

لذلك تحرص أكثر الأحاديث الإسلامية التي تتحدث عن ظهوره عليه السلام بالتأكيد على أن ظهوره لا يكون إلا في آخر الزمان.. وآخر يوم من الدنيا.. وقبيل قيام الساعة كقوله صلى اللَّه عليه وآله

أبشروا بالمهدي فإنه يأتي في آخر الزمان على شدة وزلزال يسع اللَّه له الأرض عدلاً وقسطاً

الإمام المهدي، ص104

ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول للَّه ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهل بيتي…

الإمام المهدي، ص69

لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت قبله جوراً

الإمام المهدي، ص 106


( 2 )

المشكلة الرئيسية في تاريخ الإنسان هي مشكلة إيجاد النظام الأفضل للحياة الاجتماعية.. فالإنسان إنما كان يعاني من اعتداء بعضه على بعض، لتعارض المصالح وتناقض الحقوق، وضياع الحدود فيما بين أفراد المجتمع البشري



ولكن هل يستطيع الإنسان أن يوفر لنفسه النظام الصالح للحياة، والذي يضمن لكل فرد حقوقه ويحمي مصالحه ويرسم له حدوده؟

لقد أثبت الواقع الإنساني بتجاربه التاريخية الكثير عجز الإنسان عن توفير النظام الاجتماعي الأصلح لحياته

وذلك لمحدودية معارف الإنسان وقوة أنانيته وشهواته واختلاف مداركه ومستوياته، بيد أن السماء لم تترك الإنسان يتخبط في صحراء الجهل والظلام، بل تحملت عنه المهمة وكفته المسؤولية فأعدت له خير نظام يوفر له السعادة، ويعالج كل قضاياه ومشاكله بأفضل طريقة وخير أسلوب

غير أن الإنسان قد ضلله الغرور، واستهوته الإغراءات والشهوات، فلم يخضع لرسالة السماء والنظام الأفضل الذي وضعته لحياته، وطفق يبحث يميناً وشمالاً، ويفتش شرقاً وغرباً، ويحاول بوحي من غروره وشهواته أن يوفر لنفسه بديلاً آخر يغنيه عن رسالة السماء ويضمن له السعادة بشكل أفضل!

ورغم المآسي التي أعقبت تجاربه القاسية والمضاعفات التي أنتجتها محاولاته الفاشلة، إلا أنه لا يزال سادراً في غيه ممعناً في غروره وتمرده.. ظاناً أنه يمكنه العثور على نظام أفضل للحياة الاجتماعية بعيداً عن تعاليم السماء ورسالتها

ولابد وأن يتيح اللَّه للإنسان الفرصة الكاملة ليجرب كل محاولاته في هذا المجال، وليطبق كل أفكاره وأوهامه

إلى أن يصل الإنسان إلى طريق مسدود ويستسلم لليأس، ويفقد الأمل ويعترف على نفسه بالعجز والفشل، حينئذٍ تكون الأجواء مهيأة جداً لظهور شريعة الإسلام وتطبيق رسالة السماء وذلك على يد الإمام القائد المنتظر

هذا المنطلق كان من الطبيعي أن يتأخر خروج الإمام المهدي إلى أن يستفيد الإنسان كل ما في جعبته من الأطروحات والإيديولوجيات والأنظمة والقوانين، و

حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ

سورة التوبة، الآية 118

هنالك يخرج الإمام القائد ليسعد الإنسانية بتطبيق شريعة اللَّه وتنفيذ رسالته

ولهذا الأمر يشير الإمام الصادق سلام اللَّه عليه في قوله

ما يكون هذا الأمر -يعني دولة المهدي- حتى لا يبقى صنف من الناس إلاّ وقد ولوا من الناس، حتى لا يقول قائل: إنا لو ولينا لعدلنا. ثم يقوم القائم بالحق والعدل

تاريخ الغيبة الكبرى، ص389

وفي حديث آخر قال عليه السلام

إن دولتنا آخر الدول، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا، لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا: لو ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء

تاريخ الغيبة الكبرى، ص389

الم الرحيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس