رد: علامات العقل وجنوده
[128]
كالبهائم قال الجزري : الخوار : صوت البقر ، ومنه حديث مقتل أبي بن خلف فخر يخور كما يخور الثور انتهى . والحاصل أن فرحه وجزعه خارجان عن الاعتدال . قوله : يقع في الابرار ، أي يعيبهم ويذمهم . قوله صلى الله عليه وآله : ووقع فيك ، لعله بالتشديد ، أي أثبت من التوقيع وهو ما يثبت في الكتب والفرامين ، أو بالتخفيف بتقدير الباء ، أي عابك بما ليس فيك . قوله صلى الله عليه وآله : ويصدق وعد الله ووعيده أي يؤمن بهما ويعمل بمقتضاهما . ويوفي بالعهد أي عهوده مع الله ومع الخلق . قوله صلى الله عليه وآله : فطهر سعيه ، أي من الرياء والعجب وسائر ما يفسد العمل . قوله صلى الله عليه وآله : يسلم قلبه ، أي من الرياء وأنواع الشرك والاخلاق الذميمة . وجوارحه من المعاصي وما يظهر منه عدم الاخلاص . قوله صلى الله عليه وآله : ليس له محمية ، مصدر من الحماية أي الحماية لاهل الباطل وهو قريب من معنى الحمية الغيرة والانفة . قوله صلى الله عليه وآله : ولا يعظم . أي حسن خلقه وصبره يسهل عليه شدائد الدنيا . قوله صلى الله عليه وآله : ينازع من فوقه : كباريه تعالى ونبيه ، وإمامه ، و معلمه ، ووالديه ، وكل من يلزمه إطاعته . ويتعاطى ، أي يرتكب ويتوجه إلى تحصيل أمر لا يمكنه الوصول إليه . قوله صلى الله عليه وآله ويحسن سمته ( 1 ) السمت : هيئة أهل الخير ، أي يزين ظاهره ويتشبه بأهل الصلاح غاية جهده وسعيه . قوله صلى الله عليه وآله : فاجر دخله ، أي خفايا اموره وبواطن أحواله فاسدة فاجرة ، قال الفيروزآبادي : دخل الرجل بالفتح والكسر بيته ومذهبه وجميع أمره وجلده وبطانته انتهى . قوله صلى الله عليه وآله : وأما علامة الحاسد الظاهر أنه سقط أحد الاربعة من النساخ كما وقع مثله فيما سبق ( 2 ) أو كان مكان أربعة ثلاثة ، كما في وصايا لقمان حيث قال : للحاسد ثلاث علامات : يغتاب إذا غاب : ويتملق إذا شهد ، ويشمت بالمصيبة . قوله صلى الله عليه وآله : يتواني أي يفتر ويقصر ولا يهتم به . قوله صلى الله عليه وآله : لاخلاق لهم الخلاق بالفتح : الحظ والنصيب : قوله صلى الله عليه وآله : وإنه ليسري لعل المراد أن دخوله الجنة يسري إلي فأدخل أيضا بسببه ، فيكون فعلا ، و يحتمل أن يكون مصدرا ، أي أن ذلك موجب ليسري وتيسر اموري في الآخرة ،
_____________________________________________
( 1 ) بفتح السين المهملة وسكون الميم . ( 2 ) في علامة التقى . ( * )
[129]
ويمكن أن يكون يسري فعلا من قولهم : سرى عنه الهم ، أي انكشف ، أي هذا التفكر يصير سببا لان ينكشف عنك الهم ( 1 ) . ثم اعلم أنه كان في المنقول عنه بعد قوله : طال ما عصيت ، فقرات ناقصات بينها بياض كثير أسقطناها . وما في آخر الخبر لعله تمثيل لبيان أن كل شئ غيره تعالى مغلوب مقهور بما فوقه والله الغالب على كل شئ . وسيأتي الكلام فيه في كتاب السماء والعالم . وإنما أوجزنا الكلام في شرح هذا الخبر ، إذ استيفاء الكلام فيه لا يتأتى إلا في كتاب مفرد موضوع لذلك ، وعهدنا المقدم يمسك عن الاطناب عنان القلم . 12 - ف : قال النبي صلى الله عليه وآله : صفة العاقل أن يحلم عمن جهل عليه ( 2 ) ويتجاوز عمن ظلمه ، ويتواضع لمن هو دونه ، ويسابق من فوقه في طلب البر ، وإذا أراد أن يتكلم تدبر فإن كان خيرا تكلم فغنم وإن كان شرا سكت فسلم ، وإذا عرضت له فتنة استعصم بالله ، وأمسك يده ولسانه ، وإذا رأى فضيلة انتهز بها ، لا يفارقه الحياء ، ولا يبدو منه الحرص ، فتلك عشر خصال يعرف بها العاقل . وصفة الجاهل أن يظلم من خالطه ، ويتعدى على من هو دونه ويتطاول على من هو فوقه ، كلامه بغير تدبر إن تكلم أثم و إن سكت سها ، وإن عرضت له فتنة سارع إليها فأردته ، وإن رأى فضيلة أعرض وأبطأ عنها ، لا يخاف ذنوبه القديمة ، ولا يرتدع فيما بقي من عمره من الذنوب ، يتوانى عن البر ( 3 ) ويبطئ عنه ، غير مكترث لما فاته من ذلك أو ضيعه ، فتلك عشر خصال من صفة الجاهل الذي حرم العقل . بيان : قال الجزري : النهزة الفرصة وانتهزتها اغتنمتها . أي إذا رأى فضيلة اغتنم الفرصة بهذه الفضيلة ولم يؤخرها . قوله عليه السلام : وإن سكت سها . أي ليس سكوته لرعاية مصلحة بل لانه سها عن الكلام . والردى : الهلاك فأردته أي أهلكته . ويقال : ما أكترث له أي ما ابالي به .
_____________________________________________
( 1 ) ويمكن أن يكون تصحيف يسرني . ( 2 ) جهل عليه أي تسافه . ( 3 ) وفي نسخة : يتوانى عن الخير . ( * )
[130]
13 - سن : العوسي ، عن أبي جعفر الجوهري ( 1 ) عن إبراهيم بن محمد الكوفي ، رفعه قال : سئل الحسن بن علي عليه السلام عن العقل قال : التجرع للغصة ومداهنة الاعداء . ضه : عن أمير المؤمنين عليه السلام مثله ، وزاد فيه : ومداراة الاصدقاء ( 2 ) . بيان : المداهنة : إظهار خلاف ما تضمر وهو قريب من معنى المداراة . 14 - سن : بعض أصحابنا رفعه قال : قال عليه السلام : العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه ولا يسأل من يخاف منعه ولا يقدم على ما يخاف العذر منه ، ولا يرجو من لا يوثق برجاءه . 15 - سن : بعض أصحابنا رفعه قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : يستدل بكتاب الرجل على عقله وموضع بصيرته . وبرسوله على فهمه وفطنته . 16 - مص : قال الصادق عليه السلام : العاقل من كان ذلولا عند إجابة الحق ، منصفا بقوله ، جموحا عند الباطل ، خصما بقوله : يترك دنياه ، ولا يترك دينه ، ودليل العاقل شيئان : صدق القول ، وصواب الفعل ، والعاقل لا يتحدث بما ينكره العقل ، ولا يتعرض للتهمة ، ولا يدع مداراة من ابتلى به ، ويكون العلم دليله في أعماله ، والحلم رفيقه في أحواله ، والمعرفة تعينه في مذاهبه . والهوى عدو العقل ، ومخالف الحق ، وقرين الباطل ، وقوة الهوى من الشهوة ، وأصل علامات الشهوة أكل الحرام ، والغفلة عن الفرائض ، والاستهانة بالسنن والخوض في الملاهي .
.................................................. ..........................
-بحار الانوار مجلد: 1 من ص 130 سطر 15 الى ص 138 سطر 18 توضيح : قال الفيروزآبادي : جمح الفرس كمنع جمحا وجموحا وجماحا ، وهو جموح : اغتر فارسه وغلبه . وقال : رجل خصم كفرح : مجادل . قوله من ابتلى به أي بمعاشرته وخلطته . واستهان بالشئ ، أي أهانه وخفضه . والخوض في الملاهي : الدخول فيها واقتحامها من غير روية ، والتمادي فيها .
_____________________________________________
( 1 ) وفي نسخة : أبي حفص الجوهري . ( 2 ) أورده الصدوق في أماليه ص 398 باسناده عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن علي بن جعفر الجوهري : عن إبراهيم بن عبدالله الكوفي ، عن أبي سعيد عقيصا ، قال : سئل الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام . وفي ص 270 باسناده عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام وزاد في آخره " ومداراة الاصدقاء " . ( * )
|