رد: رحلتي في الصحاح الستة وفي المستدرك
-مُتْعَة الحج:
*البخاري(ج2 ص152)كتاب الحج0باب التمتع والإقران والإفراد بالحج وفسخ الحج لمن لم يكن معه هدي:
روى عن الحكم عن علي بن حسين عن مروان بن الحكم قال:شهدتُ عثمانَ وعليًّا رضي الله عنهما00وعثمانُ يَنهى عن المُتْعَة وأنْ يُجْمَع بينهما،فلمَّا رَأَى عليًّا أَهَلَّ بهما(وقال):لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وحجة،قال(عثمانُ):مَا كُنْتُ لأَدَعَ سُنَّةَ النبيِّ صلى الله عليه(وآله)وسلم لِقَوْلِ أَحَدٍ!
وفي نفس الصفحة رَوَى البخاري مَا يُوَافِق مَا فَعَلَه الإمامُ عليٌّ عليه السلام في الجَمْعِ بين الحج والعمرة:عن أبي حمزة نصر بن عمران الضبعي قال:تَمَتَّعْتُ،فنهاني ناسٌ،فسألتُ ابنَ عباس رضي الله عنهما،فأَمَرَنِي،فرَأَيْتُ في المَنَامِ كَأَنَّ رجُلاً يقول لِي:حَجٌّ مبرور وعمرة متقبلة،فأخبرتُ ابنَ عباس،فقال:سُنَّة النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم0
وروى في الصفحة التالية عن سعيد بن المسيب قال:اختَلَفَ عليٌّ وعثمانُ رضي الله عنهما-وهما بسعفان–في المتعة،فقال عليٌّ:مَا تُرِيد إلى أنْ تَنْهَى عن أَمْرٍ فَعَلَه النبيُّ صلى الله عليه(وآله)وسلم؟!
قال(الرَّاوي):فلمَّا رَأَى ذلك عليٌّ أَهَلَّ بهما جميعًا0(ورَوَى مثلَه في(ج4)في باب أيام الجاهلية0وهو بعد باب الفضائل بقليل)0
وروى في نفس الصفحة(ج2 ص153)باب مَن لبَّى بالحج وسمَّاه:عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما قال:
قَدِمْنا مع رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم ونحن نقول:لبيك اللهم لبيك بالحج0فأَمَرَنا رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم فجعلناها عمرة0
وروى البخاري رواياتٍ أخرى في نفس هذه الصفحات وما بعدها(كثيرة جدًّا00عن عائشة وابن عمر)تَدُلُّ على جَوَاز الجَمْع بين الحج والعمرة إن لم تدل على الوجوب لِمَن هُم خارج مكة المكرمة كما نقول نحن الشيعة الإمامية0
وروى البخاري في نفس الصفحة السابقة في باب التمتع عن مطرف بن عمران قال:تمتعنا على عهد رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم ونَزَلَ القرآنُ(بذلك)،قال رجلٌ بِرَأْيِه مَا شاء0(إشارة إلى مَن نَهَى عن المُتْعَتَيْن:متْعة الحج ومتعة الزواج)0
-جلسة الاستراحة بعد السجدة الثانية مِن الركعة الأولى:
البخاري(ج1)كتاب الأذان0باب وجوب صلاة الجماعة0تحت بابٍ فَرْعِيٍّ عنوانُه:باب من صلى وهو لا يريد إلا أن يعلمهم صلاة النبي صلى الله عليه(وآله) وسلم:عن أيوب عن أبي قلابة قال:جاءنا مالك بن الحويرث في مسجدنا هذا فقال:إني لأصلي بكم وما أريد الصلاة، أصلي كيف رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه(وآله)وسلم يصلي0 فقلتُ لأبي قلابة:كيف كان يصلي؟قال:مثل شيخنا هذا0قال:وكان شيخُنا يَجْلِس إذا رَفَعَ رأسَه مِن السجود قبل أنْ يَنْهَضَ في الركعة الأولى0
-الخُمْس:
*البخاري(ج1)كتاب الإيمان0باب أداء الخمس من الإيمان:حدثنا علي بن الجعد000عن أبي حمزة قال:كنتُ أقعد مع ابنِ عباس،يُجْلسُني على سريره،فقال:أَقِم عندي حتى أجْعَلَ لك سَهْمًا مِن مالي،فأقَمْتُ معه شهرَين0ثم قال:إنَّ وَفْدَ عبد القيس لَمَّا أَتَوا النبيَّ صلى الله عليه(وآله)وسلم قال:مَن القوم أو مَن الوفد؟قالوا:ربيعة0 قال:مرحبًا بالقوم أو بالوفد غير خزايا ولا ندامى0فقالوا: يارسول الله إنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في الشهر الحرام، وبيننا وبينك هذا الحي مِن كفار مضر،فَمُرْنا بأمْرٍ فَصْلٍ، نُخْبِر به مَن وراءنا وندخل به الجَنة0وسألوه عن الأشربة0 فأمَرَهم بأرْبع ونهاهم عن أربع:أمَرَهم بـ000وأنْ تُعْطُوا مِن المَغْنَمِ الخُمْسَ0ونهاهم عن 000 0
-لاحظوا كلمةَ(المغنم)فهي تَعْنِي كلَّ مَا يَغْنَمه الإنسانُ وَيَرْبَحه-كما عن أهل اللغة-،ولا ذِكْرَ لِلحَرْبِ في هذه الرواية أصْلاً حتى تُفَسَّر بغنائم الحرب0
وروى في(ج1)أيضًا:كتاب العلم0باب تحريض النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم وفد عبد القيس على أن يحفظوا الإيمان والعلم ويخبروا به مَن وراءهم0
-تشْريع الأذان:
*المستدرك(ج3)فضائل الحسن بن علي بن أبي طالب:
حدثني نصر بن محمد العدل000عن سفيان بن الليل قال لمَّا كان مِن أمْرِ الحسنِ بنِ عليٍّ ومعاوية مَا كان قَدِمْتُ عليه المدينةَ وهو جالسٌ في أصحابه000قال(الراوي):فتَذاكَرْنا عنده الأَذانَ،فقال بعضُنا:إنَّمَا كان بدْءُ الأذانِ رُؤْيَا عبدِ الله بنِ زيد بن عاصم،فقال له الحسنُ بنُ علي:إنَّ شَأْنَ الأذانِ أَعْظَمُ مِن ذلك،أَذَّنَ جبريلُ عليه السلام في السماءِ مثنى مثنى،وعَلَّمَه رسولَ الله صلى الله عليه وآله000فأَذَّنَ الحسنُ حِين وَلَّى0
-الزواج المُنْقَطِع:
*صحيح مسلم(ج4)كتاب النكاح:باب نكاح المُتْعَة000قال عطاءٌ:قَدِمَ جابرُ بن عبدالله مُعْتَمِرًا،فجِئْنَاه في مَنزِلِه،فَسَأَلَه القوْمُ عن أشياء ثم ذكَرُوا المُتْعَةَ،فقال:نعم، اسْتَمْتَعْنا على عهد رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم وأبي بكر وعُمَر0
وبعده:عن ابن الزبير قال:سمعتُ جابرَ بن عبدالله يقول:كُنَّا نَسْتَمْتِع بِالْقَبْضَةِ مِن التَّمْرِ والدَّقِيقِ الأيَّامَ على عهد رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم وأبي بكر،حتى نَهَى عنها عمرُ في شَأْنِ عمرو بن حريث0
-مِن الواضح أنَّ الحديث عن مُتْعَة الزواج بِقَرِينَة أنَّ الاستمتاعَ كان بِالقَبْضَة مِن التَّمْر والدقيق،وبقرينة قوله(الأيام)0
وذكَرَ مسلمٌ عن أبي نضرة قال: كنتُ عند جابر بن عبدالله فأَتَاهُ آتٍ فقال:ابنُ عباس وابنُ الزبير اختَلَفا في المُتْعَتَيْن(متعة الحج ومتعة الزواج)،فقال جابرٌ:فعَلْنَاهما مع رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم،ثم نهانا عنهما عمرُ فَلَمْ نَعُد لهما0
-(خشْيَةً)،وثبوتُ جَوَازِ المتعتين هو إجْمَاعُ أهلِ البيت عليهم الصلاة والسلام0
*النسائي(ج5 ص153)كتاب مناسك الحج0التمتع:عن إبراهيم بن أبي موسى عن أبي موسى أنه كان يُفتِي بالمتعة،فقال له رجلٌ: رُوَيْدك ببَعْضِ فِتْيَاك فإنك لا تَدْرِي مَا أَحْدَث أمير المؤمنين في النسك بعد(قال أبوموسى):حتى لِقِيتُه فسألتُه،فقال عمرُ:قد عَلِمتُ أنَّ النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم قد فعَلَه ولكن كَرِهْتُ أنْ يَظَلُّوا مُعَرِّسِينَ بِهِنَّ فِي الأَرَاك ثم يَرُوحُوا بالحَجِّ تَقْطُرُ رُؤُوسُهم0
-مِن الواضح أنَّ كلامَ عمر عن زواج المتعة بِقَرِينَةِ قوله: (معرِّسين)وقوله:(تقطر رؤوسهم)مِن الاغتسال عن الجَنَابَةِ الحادِثَةِ لهم عن طَرِيقِ هذا الزواج0
وروى النسائي عن محمد عن مطرف قال:قال لِي عمرانُ بن حصين إنَّ رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم قد تَمَتَّعَ وتَمَتَّعْنا معه،قال فيها قائِلٌ بِرَأْيِه0
-الجمع بين الصلاتَيْنِ في الحَضَر(مَكَان السَّكَن):
*صحيح مسلم(ج2)باب الجمع بين الصلاتين في الحضر:
حدثنا يحيى بن يحيى قال:قرَأْتُ على مالك عن ابن الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس،قال:صَلَّى رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم الظهْرَ والعَصْرَ جميعًا والمغربَ والعشاءَ جميعًا في غَيْرِ خَوْفٍ ولا سَفَرٍ0(أَي:في وَطَنِهِ)0
وقال مسلمٌ بعده:حدثنا أحمد بن يونس وعون بن سلام جميعًا عن زهير،قال ابنُ يونس(قال)حدثنا زهير(قال)حدثنا أبو الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس،قال:صَلَّى رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم الظهرَ والعصرَ جميعًا بالمدينةِ في غيْرِ خوف ولا سفر0قال أبو الزبير:فسألتُ سعيدًا:لِمَ فَعَلَ ذلك؟فقال:سألتُ ابنَ عباس كما سألتَنِي فقال:أَرَادَ أنْ لا يُحْرِج أحدًا مِن أُمَّتِهِ0
وبعده:وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا000عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال:جَمَعَ رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم بَيْنَ الظُّهْرِ والعصرِ والمغربِ والعشاءِ بالمدينةٍ في غيْرِ خوْفٍ ولا مَطَرٍ0[في حديث وكيع]قال(الراوي):قلتُ لابن عباس:لِمَ فعل ذلك؟قال:كَيْ لا يُحْرِج أُمَّتَه0(وفي حديث أبي معاوية)قِيلَ لابنِ عباس:مَا أَرَادَ إلى ذلك؟قال:أَرَادَ أنْ لا يُحْرِج أُمَّتَه0
وبعده:حدثنا أبو الربيع الزهراني000عن جابر بن زيد عن ابن عباس أنَّ رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم صَلَّى بالمَدِينَةِ سبْعًا وثمانيًا الظهرَ والعصرَ والمغربَ والعشاءَ0
وبعده:حدثني أبو الربيع الزهراني000عن عبد الله بن شقيق قال:خَطَبَنا ابنُ عباس يوْمًا بعد العصر،حتى غَرُبَت الشمسُ وبَدَت النجومُ،وجَعَلَ الناسُ يقولون:الصلاةَ الصلاةَ،قال(الراوي):فجاءَه رَجُلٌ مِن بَنِي تميم،لا يَفْتُرُ ولا يَنْثَنِي(وهو يقول)الصلاةَ الصلاةَ،فقال ابنُ عباس:أَتُعَلِّمُنِي بِالسُّنَّةِ لا أُمَّ لك؟! ثم قال:رأيتُ رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم جَمَعَ بيْن الظهرِ والعصرِ والمغربِ والعشاءِ0قال عبدُالله بن شقيق:فَحَاكَ في صَدْرِي مِن ذلك شَيْءٌ،فأَتَيْتُ أبا هريرة،فسألتُه،فصَدَّقَ مَقَالَتَه(مقالة ابن عباس)0
وبعده:حدثنا ابن أبي عمر000عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال:قال رَجُلٌ لابنِ عباس:الصلاةَ،فسَكَتَ،ثم قال:الصلاةَ،فسَكَتَ،ثم قال: الصلاةَ،فسَكَتَ،ثم قال(ابنُ عباس):لا أُمَّ لك! أَتُعَلِّمُنا بالصلاة،وكُنَّا نَجْمَعُ بين الصلاتَيْنِ على عهْد رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم!
*صحيح أبي داود(ج1)باب الجمع بين الصلاتين: (ح1210):عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال:
صَلَّى رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم الظهرَ والعصرَ جميعًا والمغربَ والعشاءَ جميعًا في غيْرِ خَوْفٍ ولا سَفَرٍ0
(ح1211):عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:جَمَعَ رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم بَيْن الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمَدِينَةِ مِنْ غَيْرِ خوْفٍ ولا مَطَرٍ،فَقِيلَ لابن عباس:مَا أَرَادَ إلى ذلك؟قال:أَرَادَ أنْ لا يُحْرِج أُمَّتَه0
(ح1214):عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال:صَلَّى بنا رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم بالمدينة ثمانيًا وسبْعًا:الظهر والعصر،والمغرب والعشاء0
قال أبو داود:ورَوَاه صالحٌ موْلى التوأمة عن ابن عباس قال:في غيْرِ مَطَرٍ0
*النسائي(ج1ص286وما بعدها)كتاب المواقيت0الوقت الذي يَجْمَع فيه المُقِيم:قال النسائي:وزَعَمَ ابنُ عباس أنه صَلَّى مع رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم بالمدينة الأُولَى(الظهر)والعصر ثَمَانِ سَجدَات ليس بينهما شَيْءٌ 0
-لمَاذا يُعَبِّر بِـ(زَعَمَ)؟!فإننا إنْ لم نَقُل بأنَّ(الزَّعْم)أخُو الكذب فلا أَقَلّ بأنَّه بِمَعْنَى(الادِّعَاء)؟!ألَيْس ابنُ عباس مِن خِيرَةِ الصحابة؟
وقال النسائي تحت عنوان(الجمع بين الصلاتين في الحضر):
أخبرنا قتيبة عن مالك عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:صَلَّى رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم الظهرَ والعصرَ جميعًا والمغربَ والعشاءَ جميعًا مِنْ غيْرِ خوْفٍ ولا سَفَرٍ0
وقال بعده:أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة000عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنَّ النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم كان يُصَلِّي بالمدينةِ،يَجْمَعُ بيْن الصلاتَيْن:بيْن الظهر والعصر والمغرب والعشاء مِن غيْرِ خوْفٍ ولا مَطَرٍ،قِيلَ له: لِمَ؟ قال: لِئَلا يَكُون على أُمَّتِهِ حَرَجٌ0
-سِيَاقُ كلامِ ابنِ عباس(النبي كان يصلي بالمدينة يجمع بين الصلاتين000)يَدُلُّ على أنَّ جَمْعَ النبي لَم يَكُن قليلاً بل كان ذلك سَجِيَّةً وعادَةً له0
|