رد: رحلتي في الصحاح الستة وفي المستدرك
*المستدرك(ج3)مناقب علي بن أبي طالب:أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل القارى...عن زيد بن أسلم ان أبا سنان الدؤلي حدَّثَه أنَّه عادَ عليًّا رضي الله عنه في شَكْوى له أَشْكَاها، قال(أبوسنان الدؤلي):فقلتُ له:لقد تَخَوَّفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه. فقال(الإمامُ علي عليه الصلاة والسلام):لَكِنِّي والله مَا تَخَوَّفتُ على نفسي مِنه،لأني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله الصادقَ المصدوقَ يقول: [إنك سَتُضْرَب ضرْبَة هاهنا وضرْبة هاهنا -وأشار إلى صِدْغَيْه- فيَسِيل دَمُها حتى تَخْتَضِب لِحْيتُك،ويكون صاحبُها أَشْقَاها كمَا كان عاقِرُ النَّاقةِ أَشْقَى ثمُود].-(صاحبها)أي:الذي يَضْرب الإمامَ عليًّا عليه الصلاة والسلام،وهو صاحب الضربة عبدالرحمن بن ملجم المرادي.
مَن هذا عليٌّ؟ وما مقامه عند الله عز وجل؟ حتى يَصِفَ الرسولُ صلى الله عليه وآله قاتِلَه بأنه أشْقَى هذه الأمَّة كمَا كان عاقرُ ناقةِ النبي صالح أشْقى الأوَّلين.يَتَّضِح الأمْرُ بالتَّأَمُّل في هَوِيَّةِ تلك الناقة وما كانت تُمَثِّله لِقَوْمِ ثمود،فقد كانت آيَةَ الله لهم.
وقال الحاكمُ بعده: أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الله البغدادي...عن السرى بن يحيى عن ابن شهاب قال: قَدِمْتُ دمشقَ وأَنَا أُرِيد الغزوَ،فأَتَيْتُ عبدَالملك لأُسَلِّمَ عليه،فوَجَدْتُه في قبةٍ على فرش،بِقُرْب القائم،وتحته سماطان،فسلَّمتُ ثم جلستُ، فقال لي:يا ابن شهاب..أَتَعْلَم مَا كان في بيْتِ المَقْدِس صَبَاحَ قُتِلَ عليُّ بن أبي طالب؟! فقلتُ:نعم،فقال: هَلُمَّ،فقمْتُ مِن وراء الناس،حتى أَتيْتُ خلْفَ القبة،فحَوَّلَ إِلَيَّ وجْهَه فأَحْنَا عَلَيَّ فقال:ما كان؟فقلتُ:لم يُرْفَع حَجَرٌ مِن بيْتِ المقدس إلا وُجِدَ تحْته دَمٌ.
-الله أكبر! مَن عليٌّ عند الله تعالى حتى أنه يَخلُقَ دَمًا تحت كلِّ حَجَرٍ مِن أحجارِ بيْتِ المقدس بِمُنَاسَبِةِ شَهادَتِه ورَحِيلِه إلى الملأ الأعلى؟ صلَّى الله عليك ياأميرالمؤمنين.
*وقال في هذا القسم:حدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ ...عن أبي هريرة رضي الله عنه قال...فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):[يا فاطمة..أَمَا تَرْضَيْن أنَّ اللهَ عز وجل اطَّلَعَ إلى أهْلِ الأرضِ فاخْتَارَ رَجُلَيْنِ:أَحَدُهُمَا أَبُوكِ والآخَرُ بَعْلُكِ].
وقال في هذا الباب:حدثنا علي بن حمشاذ العدل...عن أبي عثمان النهدي أنَّ عليًّا رضي الله عنه قال:بَيْنمَا رسولُ الله صلى الله عليه وآله آخِذٌ بِيَدِي ونحْن في سِكَكِ المدينةِ إِذْ مَرَرْنا بِحَديقةٍ،فقلتُ:يا رسول الله..ما أحسَنها مِن حديقة! قال:[لك في الجَنةِ أَحْسَن مِنها].
وقال بعده:حدثنا دعلج بن أحمد السجزي ببغداد...عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:دَخَلْتُ مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم عَلَى عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه، يَعُودُه وهو مريضٌ،وعنده أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فَتَحَوَّلا حتى جَلَسَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله،فقال أحدُهما لصاحبه:مَا أَرَاه إِلا هالِك(يعني عليًّا)،فقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم:[إنه لن يَمُوت إلا مَقتولاً،ولن يَمُوت حتى يُمْلأَ غَيْظًا].
وقال فيه:أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار...،وأخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي...عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال:كنت أَنا وعليٌّ رَفِيقيْن في غزوةِ ذي العشيرة، فلمَّا نَزَلها رسولُ الله صلى الله عليه وآله،وأَقامَ بها رَأَيْنا ناسًا مِن بني مدلج يعملون في عيْنٍ لهم في نخلٍ،فقال لي عليٌّ: يا أبا اليقظان..هل لك أنْ تَأْتِي هؤلاء فنَنْظرَ كيف يعملون؟ فجِئْناهم،فنظرْنا إلى عملِهم ساعةً،ثم غَشِيَنا النَّوْمُ، فانْطلقتُ أنا وعليٌّ،فاضْطَجَعْنا في صور مِن النخل في دقعاء مِن التُّرَاب،فنِمْنا،فوالله مَا أَيْقَظَنا إلا رسولُ الله صلى الله عليه وآله...وقد تَتَرَّبْنا مِن تلك الدقعاء،فقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله(لِعليٍّ):[يا أبا تُرَابٍ]لِمَا يَرَى عليه مِن التراب، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله:[أَلا أُحَدِّثكما بأَشْقَى الناس رَجُلَيْن؟]قلنا:بلى يا رسول الله،قال:
[أُحَيْمر ثمود،الذي عَقَرَ الناقةَ،والذي يَضْربُك يا عليُّ على هذه -يَعْنِي قَرْنه- حتى تَبْتَلَّ هذه مِن الدَّمِ]،يعني لحْيتَه.
*المستدرك(ج3)ذِكْر مقتل أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب:
حدثنا الأستاذ أبو الوليد الهيثم بن خلف الدوري(قال)حدثنا سوار بن عبد الله العنبري(قال)حدثنا المعتمر قال:قال أبي: حدثنا الحريثُ بن محشي أنَّ عليًّا قُتِلَ صبيحة إحدى وعشرين مِن رمضان، قال(الراوي):فسمعتُ الحسنَ بنَ عليٍّ يقول وهو يخطب، وذكَرَ مناقبَ عليٍّ فقال:[قُتِلَ لَيْلَةَ أُنْزِلَ القرآنُ، وليْلةَ أُسْرِيَ بِعيسى،وليْلةَ قُبِضَ مُوسى]، قال(الراوي): وصلَّى عليه الحسنُ بنُ عليٍّ عليهما السلام(هذا لَفْظُ الحاكم:عليهما السلام).
وبعده:أخبرنا أبو بكر محمد بن عون المقرى ببغداد...عن الشعبي قال: لمَّا ضَرَبَ ابنُ ملجم عليًّا تلك الضَّرْبَة أَوْصَى به عليٌّ فقال: قد ضَرَبَنِي فأَحْسِنُوا إليه وأَلِينُوا له فِرَاشَه،فإِنْ أَعِشْ فهضم أو قصاص،وإِنْ أَمُت فعَاجِلُوه،فإني مُخَاصِمُه عند ربِّي عز وجل.
وقال بعده:أخبرني أحمد بن بالويه العقصي...عن الزهري أنَّ أسماء الأنصارية قالت:ما رُفِعَ حَجَرٌ بإِيلْيَاء لَيْلَةَ قُتِلَ عليٌّ إلا وَوُجِدَ تحْته دَمٌ عَبِيط.
*المستدرك(ج3)فضائل علي بن أبي طالب:حدثنا دعلج بن أحمد السجزي...عن أبي سعيد الخدري عن عمران بن حصين: قال:قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله:[النَّظَرُ إلى عليٍّ عِبَادَةٌ]. قال الحاكمُ:هذا حديث صحيح الإسناد، وشَوَاهِدُه عن عبد الله بن مسعود صحيحة،حدَّثناه عبد الباقي بن قانع الحافظ...عن علقمة عن عبد الله قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم:[النظرُ إلى وَجْهِ عليٍّ عبادةٌ]،قال الحاكمُ:تابَعَهُ عمروُ بنُ مرة عن إبراهيم النخعي.
وقال بعده:حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يحيى القاري...عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله:[النظرُ إلى وجْهِ عليٍّ عبادةٌ].
*الترمذي(طبعة البابي الحلبي)ج(5)كتاب المناقب(ح3737):حدثنا محمد بن بشار...أمّ عطية،قالت: بَعَثَ النبيُّ صلى الله عليه(وآله)وسلم جَيْشًا فيهم عليٌّ، قالت:فسمعتُ النبيَّ صلى الله عليه(وآله)وسلم وهو رافِعٌ يَدَيْه يقول:[اللهم لا تُمِتْنِي حتى تُرِيَنِي عليًّا].
-يقول علماءُ اللُّغة:إنَّ مِن طُرُقِ التَّوْكِيد والحَصْرِ تَقْدِيمُ المَعْمُول على العامِل -نَحْوِيًّا- كَمَا في قوله تعالى:{إياك نعبد وإياك نستعين}،فالتَّرْتِيبُ الطبيعي لها:نعْبُدُك ونستعينُك،ولَمَّا كان المقصودُ بَيَانَ انْحِصَارِ العبادة بالله،وحَصْرِ الاستعانة به تعالى،قُدِّمَ الضَّمِيرُ المُتَّصِلُ -وهو المَعْمُول الذي حَقُّه التَّأْخِيرُ- وجُعِلَ مُنْفَصِلاً،فقال:{إياك نعبد وإياك نستعين}أي: نعبدك أنتَ لا غَيْرك،ونستعين بك أنت لا بغيرك،تَأْكِيدًا على هذا المعنى.وشاهِدُنا في هذا الحديث الشريف[أنتَ تُبَيِّن لأُمَّتِي مَا اخْتَلَفُوا فِيه مِن بَعْدِي]،فَتَقْدِيمُ الضَّمِير المنفصل(أنت)-وهو المعمول الذي حَقُّه التَّأْخيرُ في الواقع-،تَقْدِيمُه على عامِلِه (تُبيِّن)يَدُلُّ على حَصْرِ التَّبْيِين في هذا المُخَاطَب،وهو الإمامُ عليٌّ عليه الصلاة والسلام،إذن سِيَاق الحديث الشريف يدلُّ على انْحِصَارِ سَبَبِ الهِدَايَةِ لِلأُمَّةِ-بعد النبي صلى الله عليه وآله-في أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.
كتاب الإمام علي عليه السلام:
*البخاري(ج2)كتاب الحج.باب حرم المدينة:عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال:(مَا عندنا شيءٌ إلا كتاب الله وهذه الصحيفة).
*البخاري(ج8)كتاب الفرائض(في أوله).بابُ إثم من تبرأ من مواليه:حدثنا قتيبة...قال قال عليٌّ رضي الله عنه:(ما عندنا كتاب نقرؤه -إلا كتاب الله- غير هذه الصحيفة)،ثم ذكَرَ الإمامُ عليٌّ عليه الصلاة والسلام بعضَ الأحكام كأمثلةٍ على ما في هذه الصحيفة.
*البخاري(ج1)كتاب العلم.باب كتابة العلم.روى عن أبي جحيفة قال: قلتُ لِعَلِيٍّ:هل عندكم كتاب؟ قال:(لا،إلا كتاب الله أو فَهْمٌ أُعْطِيه رَجُلٌ مسلم أو ما في هذه الصحيفة).
قلتُ:وما في هذه الصحيفة؟ قال:(العَقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر).
*صحيح ابن ماجة(ج2)كتاب الديات.باب لا يقتل مسلم بكافر(ح2658):عن أبي جحيفة قال:قلتُ لِعليِّ بن أبي طالب:هل عندكم شيءٌ مِن العلم ليس عند الناس؟قال: [لا،والله ما عندنا إلا ما عند الناس،إلا أنْ يَرْزق اللهُ رجلاً فَهْمًا في القرآن،أو ما في هذه الصحيفة،فيها الدِّيَاتُ عن رسولِ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم،وأنْ لا يُقتَل مسْلِمٌ بكافر].
-يُشِير الإمامُ عليٌّ عليه السلام إلى أنَّ أحكامَ الإسلام موجودةٌ في الصحيفة كما نقول نحن الشيعة الإمامية، ويُصَرِّح بأنها عن رسولِ الله صلى الله عليه وآله.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم والعن أعداءهم.
|