أنّ اسلوب التحقيق في القضايا التي تمس العقيدة ، هو ان لا يعتمد الانسان المتحرّي للحقيقة على كلّ ما قيل أو يقال في أيّ موضوع ، فلربّما يكون كذباً صريحاً نشره أصحاب المصالح والأهواء في سبيل تعزيز المطامع والشهوات الدنيويّة.
وفي المقام ثبت عندنا بطرق قطعية وروايات صريحة أن زيد الشهيد كانت حركته بتأييد وامضاء الائمة المعصومين (عليهم السلام) ، حتى ورد أنّه كان يريد الرضا من آل محمد (صلى الله عليه وآله) ـ وهو كناية عن تأييد امامة اهل البيت (عليهم السلام) في قبال الامويين الذين كانوا لايرون حقاً لهم ـ ومن البديهيات التي لايمكن انكارها ان أئمتنا (عليهم السلام) لا يؤيدون شخصاً خرج من ولايتهم ، أو ادعى الامامة لنفسه ، لأنّ هذا يعتبر فسقاً ، والفاسق لايستوجب المدح والثناء !!.
واما ما ذكرته المصادر الزيدية في هذا المجال ، فهي غير ثابتة سنداً ودلالةً عند المحققّين ، بل هي آراء جائت متأخرة عن حياة زيد الشهيد لتأسيس حركة نضالية في الاصل ، ثم مذهب انفصالي عن الامامية الاثني عشرية . وهنا لا نستبعد أن تكون الايادي الاموية والعباسية وراء هذه المحاولات - كلها او بعضها ـ نيلاً منهم تفتيت الخط الامامي الموحد والذي كان متمثلاً في امامة الائمة الاثني عشر (عليهم السلام)