النور / كلمنا قليلاً عن إصدارات مؤسسة مهدي الأمم الثقافية سواء النشرات او المطبوع ؟
أثير الربيعي / نعم ، للمؤسسة جملة من الإصدارات منها بحث ( الأزمة الإقتصادية وآفاق الظهور المقدس ) بحث سياسي إقتصادي ، وبحث (خلفاء القائم في ميزان النقد والتحقيق ) بحث عقائدي للرد على شبهة المنحرف احمد إسماعيل كاطع ، وبحث ( فاطمة الممهدة ) بحث تاريخي عقائدي ، وإصدار (رؤى ) مجموعة مقالات تهتم بالجانب السياسي والعقائدي ، وإصدار( شواطئ الأمل ) مجموعة شعرية ،وإصدار ( نرجس ) قصة هادفة ، وكذا (مجلة مرتجى ) للطفولة المهدوية مجلة نصف شهرية ، و( صحيفة مهدي الأمم ) أيضا صحيفة دينية ثقافية نصف شهرية ، وكراس ( المنتظرون الصغار ) حوارية مبسطة حول الإمام المهدي عليه السلام . وقيد الطباعة بحث سياسي قيم يتعلق بمسؤولية الأمة اتجاه اختيار السلطة في العراق ، وقصة الإيمان والحب ، ومنتخب سلاح المنتظرين يحتوي مجموعة من الأدعية المنتخبة .
النور / وأي المطبوعات تعتقد لاقت صداها في الشارع ؟
أثير الربيعي / بصراحة كل الإصدارات نالت إعجاب الشارع وحسب تصوري يتصدرها بحث الأزمة الاقتصادية وآفاق الظهور المقدس .
النور / هناك سؤال يطرح في الذهن عندما تلتقي صاحب أي مؤسسة وهو ( من أين تمويل المؤسسة) ؟
أثير الربيعي / والآن إنكسر ظهري ، تمويل المؤسسة ذاتي يأتي من خلال الاشتراك الشهري لكوادر المؤسسة مع بعض التبرعات القليلة من هنا وهناك ومن خلال بيع إصدارات المؤسسة والحمد لله مستورة كما يقال .
النور / والمرأة هل لها مكان ودور في مؤسستكم ؟
أثير الربيعي / المرأة تهزّ المهد بإحدى يديها وتهزّ العالم بيدها الأخرى . وهي ليست طاهية ماهرة للطعام فقط ، بل طاهية ماهرة للحياة المتحضرة أيضا . لهذا تولي المؤسسة إهتماما بالغا في الكادر النسوي حيث توجد رابطة نسوية نشيطة ضمن تشكيلاتها مهمتها نشر أهداف المؤسسة في الوسط النسوي والتأكيد على ضرورة تفعيل دور المرأة في صناعة المجتمع الحضاري من خلال التمسك بالنهج الإسلامي الأصيل وبلورة أفكاره بصورة متحضرة .

النور / صدر مؤخراً عن مؤسستكم كتاب (الأزمة الاقتصادية وآفاق الظهور المقدس) كيف تقرءون الأزمة المالية من المنظور الإسلامي ؟
أثير الربيعي / إستنزفت التجارب الوضعية للحكم والاقتصاد من المجتمع الإنساني كل هذه القرون الطويلة التي ملئت فقرا وظلما وضياعا مع ما سببته من ضلال وانحراف عن الخط الواقعي للإنسان . هذا الخط الذي صنعته إرادة السماء وأرادت له أن يستمر عليه ضامنة له السعادة في الدارين مع تحذيرها مرارا وتكرار على لسان أنبيائها وأوليائها من السير في غير ذلك الخط .
فأي نظام اقتصادي يعكس بوجهه الآخر النظام السياسي له ، ومازال إلى هذا اليوم الظلم والاستبداد والإقصاء والتميز الصفة التي تسود هذا العالم المتطور علميا والمتخلف معنويا وروحيا وأخلاقيا ، ومازال إلى اليوم يعيش الإنسان وهو مسلوب الكرامة والحرية والإرادة ...
الأزمة المالية لم تقع في بلد واحد فحسب بل وقعت في كل بلدان العالم ، والضرورة التاريخية والاجتماعية تحتم ولادة إفراز عالمي يتلون بلون واحد ويستهدف علاج واحد على أن هذا العلاج لم يغب عن مخيلة الأنظمة الحاكمة اليوم فإنها تدرك قبل أن تدرك شعوبها بان العلاج الأمثل لحل كل التناقضات السائدة والتناحرات والأزمات والتجاذبات السياسية والعسكرية والاقتصادية هو نظام اقتصادي وسياسي واحد وعادل لكل الكرة الأرضية يدار من قبل حكومة واحدة ، لكن من أين تنشأ هذه الحكومة وما هي الضمانات ؟ والتجربة الأمريكية ومن قبلها السوفيتية قد سببتا كما هائلا من الكوارث وتحولت إدارة العالم إلى حروب وهيمنة وإقصاء وتصفية حسابات ؟
وإن الرأسمالية اليوم تواجه منعطفا ً سيسير بها إلى تغيير كبير في معالمها الأساسية ، وأجواء هذا الانعطاف قلقة ومضطربة مع فقدان ثقة المجتمع الغربي بنظامه المالي والمصرفي سيخلف فيه عزوفا عن التعامل مع هذه المصارف أو على الأقل سيحد وبشكل كبير من تعامله معها ولذلك إستبقت الدول الغربية تأميم هذه المصارف لعله يرجع للمواطن ثقته بها وهذه الثقة تريد أن تسترجعها الحكومة من خلال مباشرتها هي بنفسها السياسة المالية والمصرفية ، وهذا التخلي عن الملكية الخاصة في الرأسمالية لا يعد فقط ضربا وتهديما لأهم ركيزة قامت عليها الرأسمالية بل يعني أيضا قبولا ورضوخا بنظرية الإسلام في مبدأ تدخل الدولة و ملكيتها العامة في قطاع الثروة الطبيعية والاقتصاد . فالنظام الاقتصادي الإسلامي يضع في معية الدولة امتلاك المواد الأولية للصناعة والمعادن والجزء الأكبر من الأرض ويحمل الإسلام الدولة مسؤولية قيادة جميع قطاعات الإنتاج الزراعي والصناعي الخاصة وتوجيهها الوجهة الإسلامية الصحيحة .
