وَأَمْدِدْهُمْ بِمَلاَئِكَةٍ مِنْ عِنْدِكَ مُرْدِفِينَ حَتَّىٰ يَكْشِفُوهُمْ إِلَىٰ مُنْقَطَعِ ٱلتُّرَابِ قَتْلاً فِي أَرْضِكَ وَأَسْراً، أَوْ يُقِرُّوا بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ ٱلَّذِي لاَ إِلـٰهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، أَللّهُمَّ وَٱعْمُمْ بِذَلِكَ أَعْدَاءَكَ فِي أَقْطَارِ الْبِلاَدِ مِنَ الْهِنْدِ وَٱلرُّومِ وَٱلتُّرْكِ وَالْخَزَرِ وَالْحَبَشِ وَٱلنُّوبَةِ وَٱلزَّنْجِ وٱلسَّقَالِبَةِ وَٱلدَّيَالِمَةِ وَسَائِرَ أُمَمِ، ٱلشِّرْكِ ٱلَّذِينَ تَخْفَىٰ أَسْمَاؤُهُمْ، وَصِفَاتُهُمْ،
ـــــــــــ
(وَأَمْدِدْهُمْ بِمَلاَئِكَةٍ مِنْ عِنْدِكَ مُرْدِفِينَ) بعض أولئك الملائكة رديف بعض وفي عقبهم (حَتَّىٰ يَكْشِفُوهُمْ) أي: يهزموا الكفار (إِلَىٰ مُنْقَطَعِ ٱلتُّرَابِ) أي: المحل الذي تخلص الأرض وتصل إلى البحر أو المراد أقاصي البلاد، يقتلونهم (قَتْلاً فِي أَرْضِكَ وَأَسْراً) لمن بقي منهم (أَوْ يُقِرُّوا بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ ٱلَّذِي لاَ إِلـٰهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ) بأن يصيروا مسلمين (أَللّهُمَّ وَٱعْمُمْ بِذَلِكَ) الذي طلبت منك من نصرة المسلمين وخذل الكفار (أَعْدَاءَكَ) جميعاً (مِنَ الْهِنْدِ وَٱلرُّومِ وَٱلتُّرْكِ وَالْخَزَرِ) وهم قسم من الترك سموا بذلك لضيق أعينهم، إذ الخزر بمعنى ضيق العين (وَالْحَبَشِ وَٱلنُّوبَةِ وَٱلزَّنْجِ) قسم من السودان في أطراف خط الاستواء (وٱلسَّقَالِبَةِ) وهم قريبون من بلاد المغرب (وَٱلدَّيَالِمَةِ) بلاد مازندران فإن هؤلاء كانوا كفاراً إلى زمان الإمام (عليه السلام) وإنما دخلوا في الإسلام بعد ذلك تدريجاً (وَسَائِرَ أُمَمِ، ٱلشِّرْكِ ٱلَّذِينَ تَخْفَىٰ أَسْمَاؤُهُمْ، وَصِفَاتُهُمْ) انصر المسلمين على جميعهم يا رب.
ـــــــــــ
وَقَدْ أَحْصَيْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ وَأَشْرَفْتَ عَلَيْهِمَ بِقُدْرَتِكَ، أَللّهُمَّ ٱشْغَلِ الْمُشْرِكِينَ بِالْمُشْرِكِينَ عَنْ تَنَاوُلِ أَطْرَافِ الْمُسْلِمِينَ، وَخُذْهُمْ بِٱلنَّقْصِ عَنْ تَنَقُّصِهِمْ، وَثَبِّطْهُمْ بِالْفُرْقَةِ عَنِ ٱلإِحْتِشَادِ عَلَيْهِمْ، أَللّهُمَّ أَخْلِ قُلُوبَهُمْ مِنَ ٱلأَمَنَةِ، وَأَبْدَانَهُمْ مِنَ الْقُوَّةِ وَأَذْهِلْ قُلُوبَهُمْ عَنِ ٱلإَحْتِيَالِ، وَأَوْهِنْ أَرْكَانَهُمْ عَنْ مُنَازَلَةَ ٱلرِّجَالِ وَجَبِّنْهُمْ عَنْ مُقَارَعَةِ ٱلأَبْطَالِ،
ـــــــــــ
(وَقَدْ أَحْصَيْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ) أي: بعلمك الواسع (وَأَشْرَفْتَ عَلَيْهِمَ) أي: قدرت عليهم (بِقُدْرَتِكَ) الشاملة (أَللّهُمَّ ٱشْغَلِ الْمُشْرِكِينَ بِالْمُشْرِكِينَ) بأن يحارب بعضهم بعضأ (عَنْ تَنَاوُلِ أَطْرَافِ الْمُسْلِمِينَ) حتى ينشغلوا من أذى المسلمين وتناولهم بالحرب (وَخُذْهُمْ) أي: المشركين (بِٱلنَّقْصِ عَنْ تَنَقُّصِهِمْ) أي: انقص المشركين حتى لا يتمكنوا من تنقيص المسلمين بقتل رجالهم وأسر نسائهم ونهب أموالهم (وَثَبِّطْهُمْ) أي: فل عزيمتهم (بِالْفُرْقَةِ) بأن تفرق كلمتهم (عَنِ ٱلإِحْتِشَادِ) والاجتماع (عَلَيْهِمْ) أي: على المسلمين (أَللّهُمَّ أَخْلِ قُلُوبَهُمْ مِنَ ٱلأَمَنَةِ) حتى يكون قلبهم مرعوباً من المسلمين والأمنة بمعنى الأمن (وَأَبْدَانَهُمْ مِنَ الْقُوَّةِ) حتى لا يكون لهم قوة المقاومة (وَأَذْهِلْ قُلُوبَهُمْ) أي: اغفلها (عَنِ ٱلإَحْتِيَالِ) ضد المسلمين (وَأَوْهِنْ أَرْكَانَهُمْ) أي: أطرافهم كاليد والرجل (عَنْ مُنَازَلَةَ ٱلرِّجَالِ) أي: محاربة رجال المسلمين (وَجَبِّنْهُمْ) أي: ألق الجبن والخوف في قلوبهم (عَنْ مُقَارَعَةِ ٱلأَبْطَالِ) أي: محاربتهم وذلك لأن كل محارب يقرع الآخر بسيفه ورمحه وما أشبه.
ـــــــــــ
وَٱبْعَثْ عَلَيْهِمْ جُنْداً مَنْ مَلاَئِكَتِكَ بِبَأْسٍ مِنْ بَأْسِكَ كَفِعْلِكَ يَوْمَ بَدْرٍ، تَقْطَعْ بِهِ دَابِرَهُمْ وَتَحْصُدُ بِهِ شَوْكَتَهُمْ، وَتُفَرِّقْ بِهِ عَدَدَهُمْ، أَللّهُمَّ وَٱمْزُجْ مِيَاهَهُمْ بِالْوَبَاءِ وَأَطْعِمَتَهُمْ بِٱلأَدْوَاءِ، وَٱرْمِ بِلاَدَهُمْ بِالْخُسُوفِ، وَأَلِحَّ عَلَيْهَا بِالْقُذُوفِ، وَٱفْرَعْهَا بِالْمُحُولِ،
ـــــــــــ