![]() |
الدّين حصن منيع في خضمّ متقلبات العَالَم
الدّين حصن منيع في خضمّ متقلبات العَالَم إنَّ الحياة في هذا الكوكب حليفة التعب والوصب، والإنسان يعيش في السرَّاء والضرَّاء، يفقد الأعزة ويواجه البلايا والنوازل إلى غير ذلك من الملمّات المؤلمة القاصمة للظهر، فما هي السلوى في مواجهة علقم الحياة وحنظلها؟. أقول إنَّ الدّين هو السلوى الكبرى التي تجعل الإِنسان جبلا راسخاً تجاه الحوادث المؤلمة غير متزعزع في البلايا ولا متزلزل في الكوارث، لماذا؟ لوجهين: أما أولا: فإنه يعتقد أنَّ ما يجري في الكون من خير وشر، فهو من مظاهر مشيئة الخالق الحكيم الذي لا يصدر منه شيء إلاّ عن حكمة ولا يفعل إلاّ عن مصلحة، فهذه الكوارث، مرّة ظواهرها، حلوة بواطنها، وإنْ كان الإِنسان لا يشعر بذلك في ظرف المصيبة والابتلاء، ولكنه يقف عليه بعد كشف الغطاء وانجلاء الحقائق. وثانياً: فإنَّ الإِنسان إذا صبر تجاه المصائب واستقبلها بصدر رحب ووجه مشرق يكون مأجوراً عنده سبحانه بصبره وثباته واستقامته، ورضاه بتقديره وقضائه قال سبحانه: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُوْلَـئكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾(البقرة:155-157). فعند ذلك يتجلى الدّين كدواء يسكّن الآلام ويخفّف المصائب، بل ربما يستقبلها ببشاشة وانشراح، غير أنَّ المادي في ذاك المجال فاقد البلسم لجراحات حياته، وفاقد الدواء لا ضطراباته، لأنه لا يعتقد بأن وراء المادة عالماً يحشر فيه الإِنسان، ويثاب لصبره، ويؤجر لأعماله فهو يعتقد بأنَّ دائرة الكون محدودة بالمادة، يبدأ منها وينتهي إليها، فلا مناص منها إلاّ إليها، وهي صماء وعمياء لا تقدر على تسكين جروح الإنسان وترفيه روحه، فلأجل ذلك نرى الانتحار شائعاً بين تلك الزمرة، عند المصائب، وأما الزمرة المؤمنة بالحياة الأُخروية، فيستقلّون آلام المصائب عند حلولها ويسلّون أنفسهم بالصبر والثَّواب على خلاف الماديّين حيث يستكثرونها ويستسلمون أمامها. فلو صحَّ لنا تشبيه المعقول بالمحسوس وإفراغ المعاني العالية في قوالب حسية ضيقة، فلا عتب علينا إذا قلنا بأن الدين تجاه التيارات المؤلمة القاصمة للظهر، الموجبة للإِنفجار، كصمام الأمان في المسخّنات البخارية التي لم يزل بخارها يزداد حيناً بعد حين، فلولا صمام الأمان الذي يوجب تسريح البخار الزائد، لانفجر المسخن في المعمل وأورث القتل الذريع والحريق الفظيع، وقد اعتذرنا عن هذا المثال بأنه من باب تشبيه المعقول بالمحسوس. اتمنى ان يعجبكم الموضوع ولا تحرمونا من ردود كم الذووووق نـــــــسألكم الـــــــــدعاء خالد الاسدي |
رد: الدّين حصن منيع في خضمّ متقلبات العَالَم
بارك الله فيك أخي الفاضل على الجهود القيمة والرائعة لا حرمنا الله من نور تواجدكم |
رد: الدّين حصن منيع في خضمّ متقلبات العَالَم
شكرا جزيلا على الموضوع
|
رد: الدّين حصن منيع في خضمّ متقلبات العَالَم
اسعد الله قلوبكم وأمتعها بالخير دوماً أسعدني كثيرا مرورك أختي الفاضله معصومة وتعـطيركم هذه الصفحة وردكم المفعم بالورد والعطاء شكرا لكِ دمتم بخير وعافية لك خالص احترامي |
رد: الدّين حصن منيع في خضمّ متقلبات العَالَم
كــل الشــكرلتــواجد ك ومــرورك
ينـــــا بيع الاحترام والتقديـــــر لك ولشخـــــصك الكريــــــــم اخي العزيزking alrafidainوفـقـكم الله لمـا يحـــب و يــرضـى |
رد: الدّين حصن منيع في خضمّ متقلبات العَالَم
اتمنى ان يعجبكم الموضوع
ولا تحرمونا من ردود كم الذووووق نـــــــسألكم الـــــــــدعاء خالد الاسدي |
رد: الدّين حصن منيع في خضمّ متقلبات العَالَم
بارك الله فيك اخي خالد الاسدي وجزاك الله خير الجزاء
|
رد: الدّين حصن منيع في خضمّ متقلبات العَالَم
أسعدني كثيرا مرورك اخي العزيز الطريبيلي الله ثبتنا واياكم على طريق الحق والصواب وانارقلوبنا بنور الولاية
نطلب من الله علي القدير ان يتقبل عمالكم باحسن القبول |
رد: الدّين حصن منيع في خضمّ متقلبات العَالَم
جزاك الله خيرا اخي خالد الاسدي |
رد: الدّين حصن منيع في خضمّ متقلبات العَالَم
لأقدم لك تعبيراً عن شكري وامتناني لردك الكريم ,, اخي العزيز أبومحمد العبيدي ومداخلتكم المفعمة بالورد والعطاءتحياتي لك و خالص احترامي نطلب من الله علي القدير ان يتقبل عمالكم باحسن القبول |
تطوير واستضافة: شبكة جنة الحسين (عليه السلام) للإنتاج الفني الساعة الآن: 05:18 PM. |
Powered by vBulletin 3.8.4 © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ: شبكة فدك الثقافية