![]() |
دع إبنك يحتفظ بماء وجهه
دع أبنك يحتفظ بماء وجهه
ذات مرة جاء إلى الامام علي عليه السلام رجل وطلب منه شيئا لقضاء حوائجه ، فأعطاه الامام منه ، ثم بكى ، فتعجب الاشخاص من ذلك، وتساءلوا: ما الداعي إلى البكاء ؟ فقال لهم الامام: أبكي لأنه أراق ماء وجهه بإضطراره إلى السؤال ثم أردف قائلا: أخاف أن لا يكون لي أجر عند الله ، لأن الأجر استلمته مقابل إراقة ماء وجهه. وفي الاسلام لا يجوز للإنسان أن يريق ماء وجهه لأحد ، فكيف به وهو يريق ماء وجه غيره ؟؟ وفي الحقيقة فإن مشاعر الإنسان الصغير والكبير ليست من الخرسانة المسلحة ، بل هي من الزجاج ،والزجاج ينكسر من صدمة حجر صغيرة ، و إذا إنكسر فلا يمكن إعادته الى وضعه السابق من دون ترك أثر . يقول الشاعر: جراحات السنان لها التيام *****ولا يلتئم ما جرح اللسان فلا يجوز أن تؤذي مشاعر طفلك ، وتريق ماء وجهه أمام الآخرين ،واعلم أن ذلك يصنع جرحا غائرا لا يندمل بسهولة. وإن الرسول صلى الله عيه وآله وسلم يؤتى إليه بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة أو ليسميه . فيأخذه فيضعه في حجره تكرمة لأهله . فربما بال الصبي عليه فيصيح بعض من رآه حين بال. فيقول صلى الله عليه وآله وسلم لا تزرموا بالصبي فيدعه حتى يقضي بوله ، ثم يفرغ من دعائه أو تسميته فيبلغ سرور أهله فيه ، ولا يرون أنه يتأذى ببول صبيهم فإذا انصرفوا غسل ثوبه . وروي عن أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب قالت: أخذ مني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حسينا عليه السلام أيام رضاع فحمله فأراق ماء على ثوبه ، فأخذته بعنف حتى بكى . فقال صلى الله عليه وآله وسلم : مهلا يا أم الفضل إن هذه الإراقة ، الماء يطهرها فأي شيئ يزيل هذا الغبار عن قلب الحسين عليه السلام ؟ أما نحن فنعمد إلى إيذاء مشاعر الآخرين ، ننتقد الطفل علنا وأمام الأغراب ، دون أن نقدر الجرح الغائر الذي نصيب به كبريائهم ، بينما بضع دقائق من التفكير ، وكلمة مهذبة أو إثنتان وإختيار المكان والوقت المناسب للامر والنهي والتقريع ،كفيلة بأن تخفف من وطأة اللطمة وتكسر حدتها . فدعنا نذكر هذا في المرة الثانية التي تواجهنا فيها نصح طفل أو لومه. وخير طريقة للمحافظة على ماء وجه إبنك هي أن لا تدعه يشعر بالغبن والتقصير أمام الآخرين . فإذا ما اعتلى إبنك الصغير مثلا دراجة كبيرة وخشيت عليه من السقوط فلا تنظر إليه شزرا وتصرخ به، وتقول له أمام الآخرين إنزل ، أو تنزله بعنف. هنا وفي حالات أخرى متشابهة عليك أن تتوسل بالطرق المهذبة ، كأن تحاول جرإبنك الى مكان آخر ، وتقوم بإرشاده ونصحه هناك لوحده . وخير نصيحة تقدم في هذا المجال هي : الجأ الى التفكير الدائم ولا تتسرع ، فإنك ستظفر بأفضل الأساليب والطرق التي تدع إبنك يحتفظ بماء وجهه ، بل وربما يحس بالفرح والغبطة بما تفعل وتقول . وليكن في خلدك انك حينما تحافظ على كرامة طفلك ، وتتجنب إراقة ماء وجهه ، فإنه سيكون الى طاعتك أقرب من معصيتك . وهكذا هو الحال مع كل الناس ، لأنه من الطبيعي أن الذي تريق ماء وجهه يحاول أن يرد الإعتبار لشخصه ، فيمتنع عن الإستجابة لأوامرك ، بل وربما يقوم بردة فعل مضادة فيسبك أو ينعتك بسؤ مثلا . وقد أثبتت التجارب أن الآباء الخافقين في التربية هم الذين لا يعطوا اهتماما لمشاعر أبنائهم وأحاسيسهم .. بينما من يهتم بالحفاظ على كرامة أبنائه ينجح في تطويعهم إليه بسهولة بالغة . منقول من كتاب (كيف تسعد أبناءك) لمحمد الكاتب |
رد: دع إبنك يحتفظ بماء وجهه
وقبل كل ذلك فلنتذكر : أبـــنـاؤنــا أكــبادنا تـــمــــــــــــشـــي عــلـى الأرض ِ لو هبت الريح على بعضهم لامتنعت عيني عن الغمض ِ فـــعــــلاً عــنــدمــا نــســتـخــدم أســـلــوب اللـيــن مــع الأطــفـــال يــجــعـلـهــم أكــثــر تــقـــبـــلاً لــمـا نــطــلـبــه مـنـهــم وتـنـفــيــذه بــســـرور بــعــكــس عـنــدمــا يــكــون بــأســلـوب تــوبـيــخ أمــام الآخــريــن الـنــــادره يــعــطــيـــكــــ ربـــي ألـــف عــافــيـــه عــلـى الـطــرح الـقــيــم لاعــدمــنــــاك روائع عطائك وتميز ابداعك ودمتِ بكل سعادة .. |
رد: دع إبنك يحتفظ بماء وجهه
الله الله موضوع رائع جدا بارك الله بك اخت ام جود
|
رد: دع إبنك يحتفظ بماء وجهه
احسنتِ اخت ام جود على الموضوع |
رد: دع إبنك يحتفظ بماء وجهه
http://www.afadak.com/forum/images/basmlah.gif
لا عدمنا مروركم العطر |
رد: دع إبنك يحتفظ بماء وجهه
يعطيك ألف عافية أختي أم جود على الموضوع
بارك الله فيكِ |
رد: دع إبنك يحتفظ بماء وجهه
موضوع رائع تسلمين اختي أم جود |
رد: دع إبنك يحتفظ بماء وجهه
جزيتي خير الجزاء على الموضوع |
رد: دع إبنك يحتفظ بماء وجهه
الشكر الجزيل والوافر لكل من سطرت كلماته صفحتي ودمتم بود
|
رد: دع إبنك يحتفظ بماء وجهه
نشكركِ على الموضوع |
تطوير واستضافة: شبكة جنة الحسين (عليه السلام) للإنتاج الفني الساعة الآن: 12:01 AM. |
Powered by vBulletin 3.8.4 © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ: شبكة فدك الثقافية