منتديات فدك الثقافية

منتديات فدك الثقافية (http://www.afadak.com/forum/index.php)
-   المنتدى الإسلآمي العام (http://www.afadak.com/forum/forumdisplay.php?f=8)
-   -   توصيات إلى الجيل الرسالي الجديد (http://www.afadak.com/forum/showthread.php?t=3350)

ابو بسام قصار 07-24-2010 02:12 AM

توصيات إلى الجيل الرسالي الجديد
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد الله رب العالمين
وصلاة وسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبن الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركلتة

توصيات إلى الجيل الرسالي الجديد
الحديث عن النبي ـ محمد ـ (صلّى الله عليه وآله) هو الحديث عن الحياة.. (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ).
والحياة بما فيها من حركة وهدف، ومسير ومصير، وارتفاع وانخفاض، لخصها رسول الحياة في كلماته وفي سيرته الإنسانية التي كانت القمة في الارتفاع وقاعدتها سلسلة مقاومات ونضالات حقيقية ضد الانحدار والسقوط..
حياة النبي تجربة أمة، وسيرة قيادية، ومنهج حضارة إنسانية..
والآن.. الحديث عن النبي ـ في هذه المرحلة من تاريخ أمتنا ـ يختلف عما قبل؟!
في هذا القرن الهجري الجديد..
وضمن محاولة بناء جيل رسالي جديد لا يمكن أن نتحدث عن رسول الإنسانية محمد (صلّى الله عليه وآله) بنفس اللهجة والأسلوب (القديم) الذي كان يطرحه الجيل السابق، ولا يجوز التطلع إلى نبي الحياة بنفس النظرة التي ينظرها الفرد العادي، فيجلس ويلاحظ الجوانب القشرية والسطحية من شخصية النبي، فيصف لنا لون عمامته، أو شكل خاتمه، أو تفصيل هندامه وهيكله..
بل نحن نحتاج إلى الحديث عن الحياة في شخصية النبي.. الحياة التي تبعث الروح من جديد في جسد أمتنا الهامد، وتعطينا الرؤية والمنهج في بناء جيل محمدي، وإعداد طليعة رسالية..
فهل نستطيع؟
هل نستطيع أن نتجاوز ركام النظرات القشرية أو حواجز الروح السلبية في تحليل تاريخنا وتقييم شخصياتنا الرسالية والقيادية؟
هل نتمكن أن نعبر مسافة طويلة وشاقة من الزمن الذي كنا ولا زلنا نعاني فيه من الإحباط، والتخلف، وسيطرة الاستعمار، ونحن مثقلون برواسب ذلك العهد من روح مهزومة ونفس انهزامية، وواقع متشرذم ومتخلف.. والكبت وسيطرة حكام منافقين على بلادنا هم أشد كفراً من الاستعمار نفسه..
الطريق هو العودة إلى أصالتنا الرسالية..
وعلينا أن نذهب لاستقبال هذا القرن الهجري، ونجعله مدخلاً إلى تاريخ جديد، ومنعطفاً خلاقاً..
والعلاج أن نتخذ من سيرة النبي قوة ومناعة ضد واقعنا المتخلف ونشهر من نهجه سلاحاً بوجه الطغاة والأنظمة الطاغوتية التي تحكم بلادنا..
إن ذكرى الرسول وتذكر سيرته يجب أن يمنحنا حياة جديدة، ويهب أمتنا روحاً ثائرة، وينفخ في جسدها الهامد روح الحياة النضالية..
يعني علينا أن نغير منهجنا في فهم الرسالة، وطريقنا في دراسة التاريخ الإسلامي، وتقييم قادتنا وقدواتنا الرساليين..
قد تكون المسألة صعبة أو الحقيقة التي يجب أن نعترف بها مرة، ولكنها كمرارة الدواء لابد من تجرعها حتى ننال الشفاء، ونطرد المرض والترهل عن جسم أمتنا وواقعنا، وفي هذا القرن تلوح في الأفق بوادر إشراقة جديدة للإسلام وللحضارة القرآنية.
ومن هذه البوادر بروز جيل جديد في مجتمعاتنا الإسلامية.. يحاول هذا الجيل أن يتعرف على تاريخه وماضيه، وينفتح على تراثه الإسلامي الأصيل، ويستلهم منه مشاعلاً لطريقه ورؤية للمستقبل..
هذا الجيل ينظر إلى سيرة النبي نظرة جديدة تختلف عن نظرات الجيل السابق ـ ذلك نتيجة ظروف الثورة، والانبعاث الحضاري، ونتيجة إحساسه بالتحديات المصيرية والمؤامرات الاستعمارية، واستلهام السيرة النبوية، لأن فيها المنهج الكامل لبناء أمة قادرة على تحمل مسؤوليات التحدي الحضاري، وقيادة هذا العالم الضائع إلى شاطئ السلام والنجاة.
والآن لو أردنا أن نغير منهجنا في بناء الجيل الجديد فعلينا أن نعرف هذا الطريق ونسلكه ـ استلهاماً من السيرة النبوية المباركة..
هكذا نشاهد الرسول محمدا (صلّى الله عليه وآله)..
هكذا كان النبي محمد (صلّى الله عليه وآله)، نشاهد أن الله عندما أراد أن يختاره لأداء الرسالة العظيمة، وتغيير ذلك المجتمع الجاهلي، وبناء مجتمع العدل والإيمان، نشاهد بأن الله يختار لنبيه طريقة خاصة لتربية وبناء شخصيته وإعداده لأداء هذا الدور، هذه الطريقة عبر عنها النبي بقوله: (أدبني ربي فأحسن تأديبي).
إن الله يريد لنبيه محمد (صلّى الله عليه وآله) أن يكون مصلحاً لا لزمانه وعصره فقط، ولا لمكة والجزيرة العربية وحدها. بل يريده أن يكون مصلحاً للإنسانية كلها، ولكل العصور والأجيال، لذلك يجب أن تصاغ شخصيته بعيداً عن مؤثرات المحيط والمجتمع والزمان والمكان الذي يعيش فيه، بل هو معد للخروج على هذا المحيط وإعلان الثورة على هذا المحيط، أو يتأثر بهذا المناخ الاجتماعي الفاسد، لذلك يريد أن يخرج نبيه من هذا المحيط ويبعده من هذا المجتمع.
بل نشاهد اكثر من هذا..
وهو أن محمداً (صلّى الله عليه وآله) يولد يتيماً بعيداً عن حجر أبيه، وبعد ولادته ينفصل عن حضن أمه.. ويخرج إلى البادية، لكي لا يبقى في مكة وفي ذلك المجتمع الموبوء.. ويتربى في مناخ البادية النقي، ولكي لا يتأثر بأي قالب من قوالب ذلك المحيط الفاسد المتخلف، لكي تصاغ شخصيته صياغة فريدة، ليس فيها حجم ذلك المكان الضيق، أو لوث ذلك المحيط، أو بصمات ذلك العصر الجاهلي.
بل المفروض أن يكون رسولاً مهيمناً على الزمان والمكان ونبياً خاتماً مرسلاً إلى الناس كافة.
وهذا منهج التغيير في حياة كل مصلح رسالي، وهذا هو الأدب الإلهي.. الرسالي.. وهو أن يخرج الإنسان المؤمن قدر المستطاع من حدود ذاته الضيقة، وقوالب محيطه الفاسد، وظروفه الاجتماعية المتخلفة، ويتمرد بقوة على توابيت الثقافة الجامدة التي جاءت من عهود التخلف والجمود، ويتحرر من ربقة التقاليد الميتة والعادات الاجتماعية السيئة، ويختط لنفسه منهجاً رسالياً ثورياً نابعاً من قيم الرسالة الحقة ومسيرة نبينا وتراث قادتنا العظام، حتى يمكن أن يثور على مجتمعه الفاسد، ويغير مفاهيمه المتخلفة، ويعيد لأمته حياة المجد والانتصار والانطلاق والتقدم.
نسالكم الدعاء
ابو بسام قصار

ابو شيماء 07-24-2010 02:16 PM

رد: توصيات إلى الجيل الرسالي الجديد
 
جزاك الله خير على الموضوع

عاشقة الحسين(ع) 07-25-2010 01:51 AM

رد: توصيات إلى الجيل الرسالي الجديد
 
مششكوور أبــو بســـــآآم ع الموضوووع

بنتظــــــآآر جــــــديــدك ,,

موفق،،

معصومة 07-25-2010 03:48 AM

رد: توصيات إلى الجيل الرسالي الجديد
 
الله يعطيك العافية
على الموضوع المميز في ميزان حسناتك إن شاء الله

ابو بسام قصار 07-25-2010 02:50 PM

رد: توصيات إلى الجيل الرسالي الجديد
 
ابو شيماء
عاشقة الحسين
معصومة
اسعدني تواجدكم في متصفحي
واشكر مروركم الكريم
ابو بسام قصار


تطوير واستضافة: شبكة جنة الحسين (عليه السلام) للإنتاج الفني

الساعة الآن: 05:36 AM.

Powered by vBulletin 3.8.4 © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ: شبكة فدك الثقافية